كما في كل عام وعلى أعتاب الأول من محرّم، وقدوم ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، يعمد الثنائي الشيعي في الجنوب إلى التباري فيما بينهما على إحياء الطقوس العاشورائية ، والتركيز أكثر على المظاهر ومتطلبات المناسبة والقشور المتعلقة بها ، ومع الأسف فقد تحوّلت هذه الذكرى إلى ما يشبه الفولوكلور السنوي الذي لم يسمن ولم يغنِ عن جوع ، إلاّ طبعاً لقرّاء العزاء وأصحاب معامل " الراحة والبسكوت " .
ومع مرور الأيام انضم أيضاً إلى جوقة المستفيدين تجار القماش ، حيث لم يعد يكتفي القيمين على المناسبة من تعليق يافطات سوداء تحمل شعارات حسينية ، بل راحوا بالمزايدة على بعضهم إلى تغطية الجدران الرئيسية في القرى والضيع والبلدات بالقماش الأسود ... حتى أحالوا شوارع الجنوب إلى شوارع سوداء ، كل هذه الفنعات الحزبية كانت لتكون محمودة ومقبولة لو أنّها تترافق مع الأهداف الحقيقية التي من أجلها قام الإمام الحسين ولو أنّ هذا الثنائي يحمل هم الإصلاح في أمة جد الحسين ( المجتمع )
إلاّ أنّ الإهتمام المفرط بالمظاهر العاشورائية فقط في ظل ما يعيشه الجنوب وأهله ولبنان ككل من فساد ونهب للمال العام وفوضى وغياب التنمية وفقدان للمتطلبات الأساسية التي بسببها حصراً قام الإمام الحسين ومن أجلها استشهد فهذا لا يعني إلا أنّ في الجنوب تحضر عاشوراء بقوة ولكن روح الثورة الحسينية غائبة .