تعهد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "بتنظيف لبنان من كل الوسخ، حتى يرجع نظيفا صافيا كدمعة أم الشهيد". وتوجه الى "من لم يندموا بعد و"مبسوطين" بالجلوس على كراسي الحكم"، محذرا من "ان ساعة الندم أتت، ولات ساعة ندم. ولا يراهنن أحد لا على الوقت، ولا على التعب، ولا على الملل. نحن شعب لا يتعب ولا ييأس، نحن أبناء الرجاء، وأبواب الجحيم لن تقوى على كسر إرادتنا".
لبّت حشود من مختلف المناطق دعوة عون الى التوجه اليوم الى القصر الجمهوري في بعبدا، احتفاء بذكرى 13 تشرين 1990، "وتخليدا للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحرية والسيادة والاستقلال". بداية، القى الدكتور بيار رفول كلمة. ثم توجه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إلى المنصة، حيث وضع أكاليل على أضرحة الشهداء. بعد النشيد الوطني، وقف الجميع دقيقة صمت احتراما للشهداء، ثم كانت صلاة لراحة انفسهم.
وتلا العميد بول مطر وابنة العقيد الشهيد جورج زعرب أسماء الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا في 13 تشرين. وكانت شهادات حياة لارملة الشهيد زعرب كوليت، والعميد المتقاعد فؤاد الأشقر، والعميد المتقاعد ميشال عواد.
عون
وتوجه عون بكلمة إلى الحشود قائلا: "كثيرون ظنوا ان لبنان دفن في 13 تشرين، وقالوا إننا صرنا جثة سياسية. لكن ما حصل يومها أن لبنان زرع، ولم يدفن. زرع في أرض طيبة ارتوت بدم الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى. لم أشك يوما في أن هذا الزرع سينبت ويعطي أهم المواسم وأروعها. كنت على يقين بأن هذه المقاومة التي كلفتنا الكثير هي التي ستثبت حق لبنان بالوجود، وحقه بحريته وسيادته واستقلاله".
واشار الى ان "الإشكالية الكبرى كانت استمرار جميع الذين حكموا لبنان بعد 13 تشرين في حكمه بعد التحرير. ولا يزالون حتى اليوم يتحكمون برقاب البلاد والعباد. تغير الوصي، لكنهم لم يتغيروا، والبارودة تقلب من كتف الى كتف". وحمّل "الطبقة السياسية التي حكمت البلد 25 عاما وتحكمت في كل شيء فيه، مسؤولية الانهيار الحاصل اليوم في وطننا الجريح: جوّعوا أهله وهجروهم، ولا يزالون يهجرونهم في كل أصقاع العالم، كي يأخذوا الأرض "فاضيه بلا خلو". وبفضلهم صار لبنان كالهيكل العظمي، ينتظر أعجوبة تحييه من جديد...".
ورأى ان "مرحلة جديدة من النضال بدأت، وستكون نتيجتها التغيير ثم الإصلاح". وقال للانصار: "التغيير سيأتي على أيديكم أنتم، من خلال الانتخابات وإسقاط عناصر الفساد، وبعدها يأتي دورنا نحن بفرض الاصلاح". وشدد على ان "التغيير سيكون من خلال انتخابات حقيقية تمثل فعلا إرادة الشعب اللبناني. من هنا نضالنا اليوم، لنحصل على قانون انتخابات يقوم على النسبية، ويحقق العدالة لكل اللبنانيين، ويسمح للجميع بأن يتمثلوا في شكل صحيح، ويعكس صورة لبنان السياسية بأحجامها الطبيعية".
وقال: "من الطبيعي أيضا أن نعمل لانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون "كيف ما كان"، كما يريده البعض أن يكون، "بيسمع الكلمة" ويحني رأسه ويمشي. نريده على صورتكم ومثالكم، يرفض الظلم ويناصر الحق، ليس كالحيادي الذي يخبئ رأسه، ولا يجرؤ لا على الشهادة للحق ولا على مواجهة الظلم، أو وفاقيا، بالمعنى الذي يقصدونه، أي أن يقسم لبنان مناطق نفوذ ليرضي الجميع، ويشاركهم في المغانم، أو بأحسن الأحوال، يتفرج عليهم إذا كان "آداميا"، وهم يمتصون دم لبنان واللبنانيين، كالحالة التي نحن فيها اليوم".
وردا على الاتهام "بأننا نعطل مؤسسات"، قال: "صحيح، نحن نعطل، لكننا نعطل فقط قرارتهم السيئة وانحراف المؤسسات التي لم تعد تنتج برعايتهم إلا الفساد واستغلال النفوذ وتجاوز النصوص الدستورية والقانونية وتخطي الميثاق الوطني، أي تلك التي تهدم كل ركائز الدولة. والمؤكد أننا لن نساهم في هذا الشيء، بل سنقاومه، سلبا بالتعطيل، وإيجابا بمحاولات التغيير باستمرار". وقال للانصار: "ستكونون انتم أكبر المساهمين، لأنها مرحلة نضال، ولن تنتصر إلا بسواعدكم".
وتناول مؤسسة الجيش، فرأى "انها أكثر مؤسسة وطنية أصابها التعطيل والضرر بسبب التلاعب بقوانينها من دون مسوغ قانوني ومن دون حاجة، مما أثر سلبا على معنويات الضباط، لأن الخلل لم يلحق فقط بالمركز الماروني لقيادة الجيش، لكن بكل الطوائف، لأن ثلاث دورات متتالية خسرت حظوظها بمراكز هي من حقها... وهكذا صار على رأس الجيش وقوى الأمن قيادات فقدت شرعيتها، والأمر نفسه حصل مع المجلس العسكري".
وقال: "صار كل شي عنا "عياري"، حتى حكومتنا "عياري"، إذ كان يجب أن ترحل منذ زمن لو انتخبنا رئيسا للجمهورية. لكنها لا تزال موجودة وممدد لها. والأمر نفسه ينسحب على مجلس النواب الممدد له من وقت طويل...". واكد ان "هذا التلاعب بالقوانين لن يمر مرور الكرام وسيدفعون ثمنه. والتلاعب بالاستحقاقات سيضعهم في موقع الاتهام، ويفضح عمالتهم للخارج وارتهانهم لقراراته على حساب استقلال الوطن وسيادته، خصوصا أولئك الذين يقاتلون بسيف غيرهم، ونطمئنهم الى أن هذا السيف قرب أن ينكسر".
وفي الختام، وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على النائب والوزير السابق الراحل الياس سكاف.