مع نعي نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل رسمياً التسوية في ملف الترقيات العسكرية، وعشيّة التظاهرة التي دعا إليها رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون اليوم على طريق القصر الجمهوري لمناسبة «ذكرى 13 تشرين»، والتي يُنتظر أن يُعلن خلالها موقفاً «حاسماً» إزاء مستقبل الحكومة، بدأ اللبنانيون يتوجّسون من مخاطر انتقال التعطيل الشامل إلى آخر مؤسّسة حيّة هي مجلس الوزراء، وسط تقديرات وزارية أن تكون جلسة الحكومة المقبلة التي سيدعو إليها رئيسها تمام سلام، فور تبلّغ جواب «حزب الله» حول المطمر الجديد المقترح للنفايات في البقاع الشمالي، الجلسة الأخيرة.

وأبلغت مصادر وزارية متابعة لملف النفايات «المستقبل» أنّ التحضيرات لخطة الوزير أكرم شهيب بلغت مراحلها الأخيرة، وما زالت تنتظر موافقة «حزب الله» على موقع جديد مُقترح لإقامة مطمر في منطقة البقاع الشمالي كخطوة أخيرة قبل دعوة الرئيس سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد لإقرار إجراءات تنفيذية تتعلق بالخطة وتحديد الساعة الصفر لبدء تنفيذها. وإذ توقعت المصادر تبلّغ جواب الحزب اليوم، أو غداً على أبعد تقدير، لم تستبعد عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاثنين أو الثلاثاء لإنجاز هذا الملف.

جلسة أخيرة

لكن المصادر نفسها توقعت أن تكون جلسة الحكومة العتيدة الأخيرة، ولو من دون استقالة، بعد إعلان النائب عون نيّته مقاطعة جلساتها في حال فشل تسوية الترقيات العسكرية التي أعلن الوزير مقبل أمس أنّ موضوعها «انتهى»، وأنّ على مَن يثير المسألة «مراجعة قانون الدفاع الواضح جداً، والذي يقول إنّ الترقيات مرتبطة بوزير الدفاع وهو الذي يقترحها». فيما أعرب الرئيس ميشال سليمان عن ارتياحه إزاء تعطيل هذه التسوية، مؤكداً في حوار مع «المستقبل» (ص3) أنّ هذا التعطيل «أبقى الجيش والحمدلله بألف خير، وأننا افتدينا الجيش برفض الترقيات». واستغرب سليمان تحميله مسؤولية تعطيل الحكومة نتيجة موقفه متسائلاً: «أنا عطّلت البلد قبل اقتراح ترقية العميد شامل روكز؟ أنا عطّلت انتخاب رئيس للجمهورية؟»، وقال: «أنا لم أوزِّر أولادي وأصهرتي.. وليس عندي مخالفات بحرية ولا صفقات في ملف النفايات والنفط والكهرباء ولا في الإعلانات».

ومن جهته، أكد وزير العمل سجعان قزي أنّ موقف «اللقاء التشاوري» هو الموقف «الصحيح»، مضيفاً «أننا مستعدّون للذهاب حتى النهاية دفاعاً عن هذا الموقف.. وأنّه لا يجوز اللعب بالمؤسسة العسكرية».

تظاهرة بعبدا

وكانت الاستعدادات لتظاهرة بعبدا العونية بدأت منذ مساء أمس، فنُصبت الخِيَم في بعض النقاط وتجمّع مناصرون وقيادات لـ«التيّار» في عدد من المحطات استعداداً لتجمّع اليوم.

وسبق هذه التظاهرة موقف جديد قديم لـ«حزب الله» عبّر عنه وزير الصناعة حسين الحاج حسن حذّر فيه من أنّه «لا يمكن لأي حلّ أن يحصل إذا كان فيه كسر أو وهم كسر للتيّار الوطني الحرّ وحلفائه». واتّهم «بعض فرقاء الحكومة وفريق الرابع عشر من آذار بتعطيل وإيذاء اللبنانيين جميعاً وشلّ عمل الحكومة».