دخل إلى المستشفى لاجراء فحوصات طبية فرمى بنفسه من الطبقة الرابعة فيها، هو من اتعبه مرضه فأدخله في اتون أزمة نفسية جعلته يضع حداً لحياته، هو حسن جابر ابن بلدة يانوح قضاء صور الذي فجع عائلته ومحبيه بخبر انتحاره.
قد يعتقد من يسمع الخبر أنه شاب في مقتبل العمر، لكن في الحقيقة حسن أنهى ال 72 عاماً من عمره قبل أن يرحل من دون أن يودع أحداً "حين وقع الحادث المشؤوم عند حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس كانت زوجته معهفي الغرفة في مستشفى جبل عامل، خرجت قليلاً كون مريض جديد يريد انيجلس على السرير المجاور لحسن، فحصل ما حصل، استغل الفرصة ورمىبنفسه من الشرفة"، بحسب ما قاله توفيق جابر أحد اقاربه.
حسن الذي عمل نجاراً في حياته وربى أسرة مؤلفة من ست أبناء كان معروفاًبطيبة قلبه، كرمه وحبه للناس، يقول جابر" وضعه المادي كان جيداً، لم يحرمأولاده يوماً من شيء، اعتنوا به حتى لحظاته الأخيرة، لكن للأسف منذ أن علم بمرضه الجسدي بدأ يعاني من شبه اكتئاب ومع ذلك استمر بالتحدث بشكل طبيعي وفي اظهار خوفه على اولاده لذلك لميتوقع أحد أن يصل به الأمر إلى إنهاء حياته بهذه الطريقة".
لم ينتظر!
دكتور الجهاز الهضمي في مستشفى جبل عامل يوسف ضاهر لفت في اتصال مع "النهار" الى أن " حسن دخل كحالة طارئة الى المستشفى وقد كان يعاني من فقر دم وعدم رغبة في الأكل وغالباً ما يكون سببها مشاكل في المعدة أو الأمعاء، كان سيخضع لفحوصات لتشخيص حالته لكنه لم ينتظر".
علامات استفهام
وقالت الاستاذة المحاضرة فيعلم النفس الاجتماعي جمال باز" بالتأكيد ان الاكتئاب هو أحد الاسباب الرئيسة للانتحار". وشرحت ان "الاكتئاب هو حالة نفسية تعالج طبياً، تأتي نتيجة ضغوطات معينة قد تكون صدمة عاطفية او مادية أو صدمة ناتجة عن خبر ما". ولفتت الى انه " عند بدء الحالة يشعر الانسان أنه وحيد لا أحد يقف الى جانبه، وقد يصل الأمر به الى الكفر، فيقرر وضع حد لحياته واكثر المكتئبين يرمون بأنفسهم، ربما كوسيلة للفت نظر لم يصلوا اليه وهم قيد الحياةفيدفعون حياتهم في سبيله".
مظاهر عدة
هو حالة تراكمية من مظاهرها "جلوس الشخص وحيداً، قلة حديثه مع الناس، تخايل أمور ليست موجودة من ضمن نظرته السلبية للحياة وهي مراحل تأخذ شهوراً وتستمر حتى تصل الى وضع المريض حداً لحياته، إما لأن حياته اصبحت بلا معنى بنظره وإما لانه لم يعد يتحمل الضغط النفسي".
وعن حالة حسن عقبت بشكل أولي لعدم اطلاعها على حاله "قد يكون لديه فكرة خاطئة عن مرضه كاعتقاده أنه سيتألم كثيراً وربما قد يكون انساناً عاطفياً لا يريد ان يتعب عائلته واولاده، أو أنه يخشى من ان يصبح شخصاً عاجزاً يزعج من حوله، كلها أسباب يمكن ان تدفعه الى الاكتئاب و"تتويجه" بالانتحار".