هزلت، عندما يسعى اللبناني للتخلص من جنسيته واستبدالها بالجنسية السورية، وهزلت الدولة وأمنها عندما يسمحون للأشخاص الإستغلاليين أن يبقوا فوق القانون وعلى "عينك يا دولة".
فاللبناني يئس الحياة في وطن الموت المليء بالنفايات السياسية، وبات يبحث عن سبل للتخلص من وباء الجنسية اللبنانية التي تحولت إلى عار عليه بعد ان كانت مفخرة له.
وإن كان أسياد الحكم أي "الحراميي" قد اعترفوا بانهم "خجلوا عندما كانوا في الخارج " فما بالنا بلبناني يشقى ليلا ونهارا بحثا عن حياة كريمة فيجد أبواب فرص العمل مقفلة أمامه أو آخر يبحث عن الكرامة فيجدها ميتة عند أقدام رجال السياسة المنافقين.
وفي ظل الموت الذي يعيشه اللبناني وهو على قيد الحياة وجد مخرجا لمأساته وذلك بخلع رداء اللبنانية عنه والإختباء بكنف الجنسية السورية عبر أشخاص إستغلاليين وجدوا ان رب ضارة نافعة لهم، فاستعانوا بالأزمة السورية ومعاناة إخواننا السوريين واستغلوا أيضا أوضاع اللبناني المثير للشفقة فعمدوا إلى بيع الجنسيات على الفايس بوك عبر منشورات مفادها "أن للبنانيين فقط جواز سفر سوري أو إخراج قيد سوري يرجى التواصل معنا وقيمة جواز السفر 4000 دولار أما إخراج القيد 400 دولار"
كل هذا يحصل في ظل غياب كامل للأجهزة الأمنية المعنية التي ربما تعتبر أن مهامها تنحصر فقط في مراقبة ما يكتب عنها أو تظن أن مهامها منوطة فقط بإسكات اللبناني الذي ضاقت به الحياة ذرعا.
وما يشاع من أحداث في الآونة الأخيرة تظهر أن "البلد صار مهزلة" والوضع فاق التصورات، فحرية الرأي والتعبير التي تعتبر من أهم المواد التي ينص عليها الدستور اللبناني باتت ممنوعة في بلد الحريات، في حين أن الإستغلاليين يتمتعون بحياتهم ويعترفون بفسادهم علنا دون وجود أي محاسب أو رقيب.
ختاما، لا يسعنا سوى القول أنها فعلا هزلت..وثم هزلت