كانت مناسبة إختطاف الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه في مدينة النبطية بمثابة الفتح العظيم لحركة شهدت منذ تحرير الجنوب من العدو الإسرائيلي تراجعاً ملحوظاً أحاط كتلتها الطائفية بشيء من العجز الذي عوضه الرئيس نبيه بري الذي يلعب في ملعبين لا لاعبين فيه ولا نظراء له لا في داخل ملعبه الطائفي ولا في ملعب النظام الطائفي ، وقد تمكّن النبيه من إدراك الفجوة الكبيرة والصخرة الكبيرة الجاثمة على صدر حركة أمل فأعاد بناء جسر عبور نحوها من قبل جيوش من المنتفعين من الحصّة الطائفية وغذّى بذلك دائرة الالتفاف حول تيّار لا وجود له دون وجود جماهير جاهزة وحاضرة حيث تريد الحركة وجودها وخاصة أثناء الاستفتاءات التاريخية على حجم التمثيل الفعلي للقوّى المؤثرة والوازنة في الحياة السياسية .
منذ اليوم المشهور والحشود الكثيفة التي حضرت مناسبة السيّد الصدر وبحضور وريثه النبيه تتزايد أعدادها أو تتفاعل حيويتها في الشارع الطائفي بمناسبة وغير مناسبة وثمّة إشارات واضحة على صحوة الحركة جماهيرياً وخاصة في المجالات الإحيائية لمناسباتها الخاصة والعامة وتبدل المشهد من التراخي والإسترخاء وعدم المبالاة إلى الإحتشاد وبقوّة داخل الساحة الإحتفالية " لأمل " ومن الأمثلة القريبة مناسبة الشهداء القادة داوود ومحمود وحسن في بلدة كفرصير الجنوبية حيث حضرت حركة أمل كتنظيم وجماهير بقوة وبكثافة غير معهودة منذ أن ماتت المناسبة وغيرها من مناسبات " أمل" ولأسباب متعددة والملفت في المناسبة هو ما قاله خطيب الاحتفال والمسؤول في أمل الدكتور أيوب حميد وما تضمنته كلمته من عودة إلى جذور المناسبة .
ومن الأمثلة المباشرة نزول أمل إلى مناسبة عاشوراء والتحضير المسبق لها وبطريقة لا تسمح للآخر في استحضار شعاراته الخاصة لأنه لا داعي لذلك ولا مجال لراية أو علم أو لوحة أو يافطة فالحركة ملأت قرى الجنوب بجيش إعلامي ومن أجيال جديدة من الشباب .
يصف أحد مسؤولي أمل حالة الحركة اليوم بأنها نتاج وسطية الرئيس بري واعتداله وعدم ذهابه بعيداً في مواقفه الوطنية والتوقف عند مصلحة الطائفة التي يمثلها وهذا الموقف النبيه من الأحداث والمستجدات في الداخل والخارج عكس مزاج الأكثرية الشيعة المنشدّة إلى الأطروحة السياسية التي وضعها المؤسّس للشيعية السياسية السيّد موسى الصدر والتي تتبنى الاعتدال في الشراكة الوطنية والإعتكاف تحت سقف الدولة لحمايتها من محاولات النيّل منها ومن وجودها ومن دورها .
من هنا تنتج حركة أمل نفسها في اللحظة التاريخية المناسبة وتعيد تصويب سياسات الطائفة بإزالة عناصر التطرف لصالح ما جاء في ميثاق الحركة ومنطق القسم ولا تبتعد كثيراً عن تجربتي إماميّها موسى الصدر وشمس الدين .