بلغ الاحتقان درجات غير مسبوقة، حيث انفجر مساء أمس في ساحات وسط بيروت مخلفاً دمارا وخرابا ومواجهات أعادت إلى الأذهان مشهد 22 آب الماضي، ما ينذر بمزيد من التصعيد الشعبي الذي لا يبدو أنه سيستكين. وفي موازاة الغضب الشعبي، ما زال "الشلل" يضرب المؤسسات الدستورية، لا سيما منها مجلس الوزراء، بعدما أتى تعيين العميد مارون قبياتي خلفا للعميد شامل روكز قبل أسبوع على إحالته الى التقاعد، ليطيح التسوية نهائيا ويشد الأنظار أكثر إلى كلمة العماد ميشال عون خلال تظاهرة التيار الوطني الحر الأحد والتي سيكون لها انعكاسات على المشهد السياسي والمؤسساتي. 

وفي هذا الأطار، ذكر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس أننا "تمسكنا منذ البداية بالقانون والدستور، لكنهم أرادوا التمديد، وبعدها انتهت ولاية رئيس الجمهورية وما زلنا ندور حتى اليوم في حلقة التمديد".

وشدد غاريوس على أن "من واجب قائد الجيش تعيين ضابط خلفا للعميد روكز على رأس فوج المغاوير. شامل روكز دفع ثمن عدم تعيينه قائدا للجيش، وسيذهب إلى بيته، لكننا لا نتوقف عند هذا التفصيل. كان يجب أن يحترم مجلس الوزراء الدستور والقوانين. فيطرح وزير الدفاع عددا من الأسماء ممن يستطيعون أن يتبوّأوا منصب قيادة الجيش. لماذا لم ينتظروا حتى اليوم الأخير ليعينوا خلفا للعميد روكز، كما فعلوا عند التمديد للعماد قهوجي؟ هذا مؤشر إلى أذى شخصي للعماد عون. ولفت إلى أن "عون لم يخض هذه المعركة لأن العميد روكز صهره، بل للتراتبية في الجيش". 

وتعليقا على مواجهات وسط بيروت، أعلن "أنني لا أعرف من يقف خلف مجموعات الحراك المدني، لكنني ضد أعمال تحطيم واجهات المحال والفنادق، والاعتداء على القوى الأمنية. كان عليهم الاعتصام في الشارع من دون رمي أفراد قوى الأمن بالحجارة والقنابل. فبعد ما حصل أمس، باتت عبارة "بدنا نحاسب" تنطبق على الحراك". 

وفي ما يتعلق بتظاهرة الأحد، أكد أننا "سننزل إلى الشارع احتراما ووفاء لذكرى 13 تشرين التي قتل فيها عسكريون لنبقى على قيد الحياة. سنتظاهر على طريق القصر الجمهوري، لكننا لن ندخل القصر، ولن نصل إليه حتى. سنذهب بكل احترام وفاء للشهداء. 

وردا على سؤال عن مشاركة التيار في الجلسة الحوارية المقبلة، أعرب غاريوس عن اعتقاده "أن الرئيس بري أجل جلسات الحوار إلى 26 الجاري حتى لا تفشل، وما زال أمامنا متسع من الوقت حتى ذلك التاريخ لنقرر"، مشيرا إلى أن "مشاركتنا في جلسة حكومية مرتبطة بعوامل عدة. إذا كانت هناك ملفات تفيد المواطن ونحن متفقون عليها، سنشارك في الجلسات، وارجح مشاركتنا في جلسة حكومية مخصصة للنفايات".