مع إقتراب أيام عاشوراء، شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه خلال لقائه قراء العزاء على أهمية الدور السلبي الذي تلعبه السعودية، وما كان ملفتا في حديثه أنه غيّر مسار سكة الإتهامات، فبعد أن كان اللوم والإتهام سابقا يقع على عاتق إسرائيل وأميركا، حمّل هذه المرة وبشدة المسؤولية للمملكة العربية السعودية.
فمن المشهود للشيعة أنهم خلال مجالس العزاء يستعينون برجال الدين لإلقاء المحاضرات الدينية وبالطبع هذه المحاضرات تتوسع لتطال الشأن السياسي ومن خلال التفنن بالكلام ينخلط الدين بالسياسة وتصل الرسالة إلى المستمع الذي سيقتنع بها بكل سهولة.
وفي ظل الأهمية التي تمثلها أيام عاشوراء للطائفة الشيعية، يبدو أن نصرالله تقصد الحديث أمام زواره بهذا الموضوع. فالسلطة التي يتمتع بها نصرالله على شعبه تجعل الغوغائية سيدة الموقف والكلام، وإن كان التملق لإستغلال المشاعر يجعل النفوس معبأة بالكره والحقد تجاه السعودية فليكن ذلك -بالنسبة له-، إذ أن السعودية الآن هي الخصم الأكبر لإيران التي من المؤكد أنها تجعل من نصرالله آلتها المتحركة للوصول لأهدافها. وفي حين يعتبر نصرالله العصا التي تديرها إيران كيفما أرادت يبدو أنها طلبت منه تغيير النغمة المعتادة والبدء بالهجوم على السعودية، خصوصا في ظل الاوضاع التي تردت بين البلدين بسبب حادثة منى.
وهنا، يبدو أن القضية العاشورائية قد تحولت إلى قضية هدفها إيصال الهدف السياسي ومنبرها الحسيني الهادف إلى المحبة تحول إلى منبر لحقن الطائفة الشيعية بالحقد على إخوانها في المملكة السعودية ولزيادة التعبئة في نفوس الشباب أيضا ليزداد لديهم حب القتال فينفذ مشروع إيران.
وإنطلاقا من هذا المبدأ فإننا نوجه صرخة إلى الرجل الحكيم في لبنان والذي يملك حب الطائفة الشيعية ألا وهو نبيه بري بأن يمنع حصول هذا الأمر ليس فقط للحفاظ على الأهداف الحقيقية والأساسية لعاشوراء إنما أيضا كي لا يعاني الشباب الشيعة الذين فتحت المملكة أبوابها لهم من غضبها كما حصل سابقا فيعودون إلى ديارهم مكسوري الحال.
وما علينا هنا إلا التوجه لنصرالله بالقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، أرسلت شبابنا إلى الموت فلا تتسرع وتجعل المغتربين يعودون مطرودين إلى الوطن الميت.