على جبهة طولها 90 كلم وعمقها 60 كلم بدأ الجيش العربي السوري مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني هجوماً برياً واسعاً يشترك فيه حوالى 20 ألف جندي ومقاتل وحوالى 200 دبابة و500 ناقلة جند و50 راجمة صواريخ من النوع الثقيل الذي هو أراغون وهي من أقوى راجمات الصواريخ في العالم عيارها 220 ملم للقذيفة ولها 16 فوهة والمدى بين 25 كلم و500 كلم ويستعملها الجيش السوري ليطلق قذائف من هذه الراجمات على مدى 80 كلم ضد تفتناز واللطيم الواقعتين في ريف إدلب إضافة الى جسر الشغور واريحا ومعرة النعمان.
أما جويا، فهنالك 30 طائرة روسية تقلع من مطار اللاذقية وتتناوب دائما على الدعم الجوي للقوات البرية السورية إذ تمشط أمامها ما يعيق تقدم الجيش السوري وتقصف مواقع جبهة النصرة وجيش الاسلام وجيش الفتح وأحرار الشام.
إضافة إلى التركيز على مواقع لداعش على أطراف جبل الزاوية ,علمت المنظمات التكفيرية بالهجوم منذ أسبوع فسحبت آلياتها وعناصرها بإتجاه جبل الزاوية الذي يلتصق بريف إدلب لكن أبقت على مجموعة من 8000 عنصر للقتال في وجه الجيش السوري غير ان الطيران يفتك فتكاً كبيرا بالتكفيريين وهو يضربهم بقنابل وصواريخ موجهة باللايزر وقنابل وكاب 250 وقنابل كاب 500 التي وزنها نصف طن القنبلة وقد بدأ الهجوم بنجاح كبير إذ تقدمت كاسحات الألغام وبدأت بتفجير العبوات التي زرعها التكفيريون وستصل المعركة من جبهة جورين على حدود المناطق العلوية إلى حدود تركيا ويتم تنظيفها من المنظمات الإرهابية.
واللافت أن في هذه المنطقة لا يوجد داعش حيث المركز الرئيسي لتنظيم الدولة يقع في الرقة ودير الزور الملاصقتين لإدلب إذ انه بعد معركة إدلب ستبدأ معركة داعش. وفي إطار التنسيق الأميركي-الروسي بشأن الطلعات الجوية فإن الطيران الأميركي غاب عن الأجواء وتركها للطيران الروسي كي يقصف على مدار الساعة فالرؤية جيدة جداً والعملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري كانت في الثامنة صباحاً حيث تقدمت الدبابات وقصفت راجمات الصواريخ بالتزامن مع قصف الطيران الروسي كل المراكز. والحال ان خبراء عسكريين يتوقعون أن ستأخذ المعركة حوالى الاسبوعين كحد أقصى يكون فيها الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الإيراني قد إستعادوا منطقة عدد سكانها مليوني نسمة ومساحتها ضعف مساحة لبنان وأكثر وتكون القوات التكفيرية قد منيت بخسائر كبيرة .وبعد حسم هذه المعركة، ستبدأ معركة جبل الزاوية التي ستستعمل فيها روسيا أكبر قنابل لديها وقد قامت الطوافات الروسية بإنزال قوات من الكومندوس السوري خلف خطوط التكفيريين في إدلب ومعهم صواريخ كورنيت إضافة الى القنابل التي تستعملها روسيا مجهزة بجهاز تحسس يلاحق الحرارة فحيث هنالك آلية تسير وينبعث منها دخان يتوجه نحوها جهاز التحسس لتنفجر القنبلة فيها. وفي السياق ذاته، توزعت القوات السورية على مسافة 90 كلم مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني للسيطرة على سهل الغاب بدأ من أريحا ثم جسر الشغور ثم شمالا نحو معرة النعمان و جنوباً نحو إدلب. ويشار الى انه تم تقسيم القطاعات العسكرية بين الجيش العربي السوري وحزب الله والحرس الثوري الإيراني بشكل أخذت هذه القوات كل قطاع لتهاجم عبره ويرافق ذلك تعليمات من الجيش الروسي لتوجيه الطائرات الروسية نحو أهدافها والتي شنت الاخيرة حتى الآن أكثر من 100 غارة علما ان هناك مناوبة في الجو دائماً بين طائرتين روسيتين تقصفان لمدة أربعين دقيقة ثم تأتي طائرتين لأكمال المناوبة والقصف.
وفي تفاصيل المعارك على الأرض، بات واضحا أن الجيش السوري مع حلفائه يتقدمون في وجه مقاومة ضعيفة خاصة وأن الغارات الروسية لا تتوقف عن قصف المراكز التكفيرية بالقنابل والصواريخ وما إن تتوقف الطائرات الروسية عن القصف حتى تبدأ راجمات الصواريخ آراغون بالقصف براجمات الصواريخ العنيفة اضافة إلى المدفعية التي يصل عددها إلى ألف مدفع تخلق خط نار مدمر لكل المراكز أمامها.
وسجل الجيش السوري تقدما في ريف حماه وسط اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة بالتزامن مع غارات جوية لسلاح الجو (الروسي ـ السوري)، وبات الجيش يسيطر على قريتي معركبة وعطشان وتليّ سكيك والحوير بعد تكبيده المسلحين اعداداً كبيرة من القتلى والجرحى وفرار آخرين.
من هنا, يمكن القول ان الجيش السوري سيسترجع إدلب المدينة والمحافظة ويدمر كل مواقع التكفيرين كذلك سيسترجع ريف محافظة حماة بعد أن كان سهل الغاب وريف حماة وصولا إلى حدود المنطقة العلوية والتلال المطلة على الساحل السوري بيد التكفيريين. وبناء على ذلك، ستظهر إشارات المعركة أكثر من خلال تقدم الجيش السوري على الجبهات. أما السوخوي 24 والسوخوي 25 والسوخوي 30 والسوخوي 34 فهي تفعل فعلها وقد رمت حتى الآن أكثر من 200 طن من القنابل والمتفجرات فوق مراكز القوى التكفيرية التي لا تستطيع الاخيرة الصمود امام 200 طن من غارات الطائرات بيد ان السوخوي 24 والسوخوي 25 هم بمثابة الدبابة التي تحمل أطنان من الذخيرة وتلقيها على مراكز تدريب وتدمرها كلها إضافة إلى أن طائرة سوخوي 30 وسوخوي 34 تشكلان طائرات للحماية الجوية لطائرات سوخوي 24 و25 من أي طائرات حربية أخرى تركية أو غيرها من التعرض لاي هجوم.
وعليه، ما يمكن إستنتاجه حتى الآن أن بشار الأسد سيسيطر على 20% من مساحة سورية إضافة الى 15% التي كان يسيطر عليها وهكذا ستصل المساحة التي يسيطر عليها الجيش السوري إلى حوالى 40 % من مساحة سوريا.
أما ردات الفعل الدولية للقصف الروسي فما زالت تتفاعل حيث اوضحت أميركا موقفها وهو انها لا تريد من روسيا أن تقصف المنظمات التكفيرية كلها بل تريد التركيز على داعش فقط في حين اعربت تركيا عن غضبها الشديد محذرة من أي خرق لطائرة روسية لمجاله الجوي لكن روسيا حصلت على ذبذبات الرادارات التركية وذبذبات صواريخ الطائرات التركية وتلاقت مع الطائرات التركية وإلتقطت أجهزة الرادار من الأرض التركية لذلك فلا خوف على الطائرات الروسية لأنها نسقت ونظمت سلاحها الجوي بشكل لا يطاله الرادار التركي والصواريخ التركية.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الدول الأوروبية وروسيا وإيران وجميع الأطراف المعنية الى توحيد المواقف لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.وقال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «المأساة السورية تطالنا جميعنا بلا استثناء مما يحتم علينا الرد، وفرنسا أخذت على عاتقها مسؤولية تنفيذ عملية عسكرية. ينبغي على أوروبا بأكملها أن تتوحد لوضع خطة إنسانية وسياسية ودبلوماسية للخروج من هذه الأزمة».
وبالعودة الى القصف الروسي على داعش, كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن سفنا روسية قصفت صباح امس مواقع «داعش» في سوريا من بحر قزوين، حيث أطلقت اربع سفن 26 صاروخا مجنحا من طراز «كاليبر» عالي الدقة قطع مسافة 1500 كلم واصاب 11 هدفا في سوريا بنجاح. واكد خلال لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وسائل المراقبة الروسية سجلت تدمير جميع الأهداف دون أن تؤدي الغارات إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
من جانبه، اعتبر بوتين إن تنفيذ عمليات الرماية هذه عبر مسافة نحو 1500 كلم باستخدام أسلحة عالية الدقة ونجاح جميع الغارات، يدل على مستوى التأهيل الرفيع للعسكريين والاستعداد العالي لمؤسسات التصنيع العسكري. كما افادت مصادر ديبلوماسية أن الرئيس بوتين يتابع معركة إدلب وريف حماة شخصيا وعلى شاشات ضخمة من التلفزيون لا يملكها سوى الجيش الروسي والفرنسي والبريطاني والصيني تنقل له ما يحدث سواء من كل أعمال المعركة على الأرض سواء قصف جوي أم معارك برية وتقدم الدبابات ومن قاعدة الطيران ومن خطوط التماس والإشتباكات لأن بوتين يعتبر أن هذه المعركة مفتاح المعارك الأخرى ذلك أنها مليئة بالجبال والتضاريس أما جبهة دير الزور وجبهة الرقة فهي أرض بادية وصحراوية ويمكن للطيران أن يفلح فيها مثل الفلاحة وأن لا يترك ألية إلا ويدمرها بعكس إدلب حيث تختبء الاليات بين الأحياء وتحت الابنية.
هكذا واستنادا على التطورات العسكرية التي تحصل، يمكن الإستنتاج أن بشار الأسد يتجه نحو الانتصار ما لم تحصل مفاجأة ويتدخل الأميركيون ويوقفوا الطيران الروسي ولذلك تداعيات كبرى وهي حرباً روسية- أميركية الا ان اميركا لم تبد اي تعليق او اي ردة فعل حتى تاريخه على القصف الروسي .
الآن نقول بدأت المعركة وبعد أربع سنوات ونصف يقف نظام بشار الأسد أمام الإنتصار الذي تحققه له روسيا وقواته البرية وحلفائه مثل حزب الله وإيران فلننتظر النتيجة.