تعرف المرأة عموماً بميلها للحب الرومانسي والكلمات الحانية والمشاعر الدافئة والورود والشموع وما إلى ذلك من أمور، في حين يعرف الرجل بأن ميله للمرأة يكون بدافع الرغبة بالدرجة الأولى، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى الكثير من الخلافات بين الجنسين؛ بسبب الخلط بين مفهومي الرغبة والحب، فهل الرغبة هي دليل الحب؟ وهل يمكن التعبير عن الحب بعيداً عن فطرة الرغبة؟
“سيِّدتي نت” في السطور الآتية يوضح الفرق بين هذين المفهومين باستشارة المستشار الأسري عبدالرحمن القراش:
بداية يخبرنا القراش عن مفهوم الحب قائلاً: “الحب هو توافق فكري وعاطفي وإنساني، وإذا حصل التقدير بين الطرفين فيكون الحب جميلاً وراقياً وثابتاً أمام ظروف الحياة، وهو إدراك للقيمة الإنسانية التي زرعها الله بنا، فيشعر الإنسان بأن حياته أجمل وذات معنى سامٍ بسببه، ويشعر غيره بأن وجوده بجانبه ليس تحصيلاً حاصلاً، بل مرتبط بالحياة والموت، لذلك الحب فرصة يصبح بها الإنسان راقياً إذا فهم أن جمال الحياة يزيد كلما كان مخلصاً وصادقاً ومضحياً بعيداً عن الأنانية أو الاستغلال أو المجاملة أو الكذب في التعامل، فنحن بشر ولنا رغبات، ولكن يجب أن يتم تحريكها وفق قيم الحب وسمو المشاعر لتصبح ذات قيمة وأثر في النفس ولكي لا يندم أحد على ما قدم”. وأسمى أنواع الحب الذي يتكلل بالزواج لتصبح الرغبة جزءاً من التعبير عن مشاعر الحب والتواصل بين الزوجين.
أما مفهوم الرغبة فيعني بعيداً عن أواصر الزواج فيعني أنك ترتاح أو يرتاح لك الشخص المحب، وتكون الرغبة قائمة على التفاعل الجسدي، وعندما تنتهي ينتهي معها كل شيء، فلا مانع من الابتعاد بينهما أو نسيان ما حدث، ويكون الضحية هو من رضي بأن يكون مجرد أداة لتنفيذ رغبات من أحبه، فلا يراه معه في الشدائد ولا يشعر به في المواقف ولا يهتم لأمره عند المصاعب، بل يراه ويقترب منه وقتما شعر بالرغبة أو كان خالياً من الهموم وأراد أن يوسع صدره معه”.
ويوضح لنا القراش أن الرغبة أو العلاقة الحميمة بمفردها يستحيل أن ترضي الأنثى أو أن تشعرها بقيمتها؛ لأن المرأة تبحث بالدرجة الأولى عن الحب الذي يتحقق من خلال النقاط التالية:
– أن تشعر المرأة بصدق الرجل وأن يظهر نفسه على حقيقته من جميع الزوايا من دون تزييف أو كذب.
– أن تشعر بحنان واهتمام الرجل، حيث يعد الحنان والاهتمام من علامات الحب الحقيقي خصوصاً عندما يكون من اﻷعماق.
– أن تشعر المرأة باﻷمان مع الرجل خصوصا ًعندما تكشف نقاط ضعفها له فلا يستغلها ضدها.
– أن تشعر المرأة بأن الرجل لا يكون سعيداً إلا بقضاء أجمل وقته معها؛ لأن ذلك مؤشر جيد على حبه لها من دون تكلف.
– أن تشعر المرأة بتضحية الرجل من أجلها بدافع الحب لها وليس مرغماً على ذلك.
– أن تشعر المرأة بأن الرجل ملتزم بوعده؛ لأن الالتزام بالوعود والوفاء بها شيمة وطبع فيه لا يخلفه إلا بسبب يقنعها.