قمعت اسرائيل بشكل وحشي امس الفلسطينيين من الدخول الى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ليومين بعد هجومين بالسكين نفذهما فلسطينيان قتلتهما الشرطة فيما بعد، وأدى أحدهما إلى مقتل إسرائيليين اثنين أحدهما جندي، كما سقط 77 جريحا فلسطينيا برصاص إسرائيلي فى مواجهات بالضفة والقدس خلال 24 ساعة.
كما استشهد الشاب فادي سمير علون (19 عاما)، فجر امس برصاص الاحتلال قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود بمدينة القدس المحتلة، قبل ان يقدم الاحتلال الصهيوني على اعتقال والده وعمه، وفق ما افاد مراسل قناة المنار في الضفة الغربية.
ونقلت شبكة «فلسطين اليوم» عن شهود عيان اطلاق جنود الاحتلال اكثر من عشر رصاصات تجاه الشاب ما ارداه قتيلا.
البلدة القديمة، المزدحمة عادة، بدت مدينة أشباح صباح امس، مع المحلات التجارية المغلقة والشوارع المقفرة، إلا من بعض السياح ومئات من رجال الشرطة الإسرائيليين الذين يحرسون أبوابها.
وهذه المرة الأولى منذ سنوات التي تغلق فيها إسرائيل البلدة القديمة أمام الفلسطينيين.
الشرطة الإسرائيلية أوضحت أن هذا الإجراء الاستثنائي يشمل الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة غير المقيمين في البلدة القديمة.
وأكدت أنه على مدى يومين لن يسمح بالدخول سوى للإسرائيليين والمقيمين في البلدة القديمة والسياح وأصحاب المحلات والتلاميذ.
متحدثة باسم الشرطة قالت إن هذا الإجراء سيمنع الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المقيمين خارج البلدة القديمة من دخولها، لكنها أكدت أن بوسع عرب إسرائيل الدخول.
ومن أصل المسلمين الذين يسمح لهم بدخول البلدة القديمة أفادت المتحدثة أنه يمنع على الرجال ما دون الـ50 من العمر الدخول إلى باحة المسجد الأقصى، وفق إجراء غالبا ما تفرضه إسرائيل خلال فترات التوتر.
وعند التاسعة والنصف من صباح امس، لم يدخل أي فلسطيني إلى المسجد الأقصى، بحسب مراسلة لفرانس برس.
كما وعدت الشرطة الإسرائيلية بنشر تعزيزات في كافة مداخل البلدة القديمة، ولم يتمكن سوى حملة جوازات السفر الأجنبية أو حملة الهوية الإسرائيلية بصفة «مواطن» من دخول البلدة القديمة.
هذا واستخدمت اسرائيل عند باب الأسباط قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة شارك فيها العشرات الذين تمكنوا من الدخول الى البلدة القديمة للاحتجاج على القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية.
وقالت أم احمد التي شاركت في التظاهرة وهي من عرب إسرائيل «الدفاع عن الأقصى واجبي الوطني والديني».

 

 

 

استنكار السلطة

من جانبها، استنكرت الحكومة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي، مطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحكومة في بيان إنها تستنكر «سياسة التصعيد الإسرائيلي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية» مطالبة المجتمع الدولي «بالتدخل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها».

 


سرايا القدس تتوعد
هذا وتوعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاحتلال الاسرائيلي باستئناف العمليات الاستشهادية في حال واصل انتهاكاته للمسجد الاقصى واعتداءاته بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ونشر الاعلام الحربي التابع للسرايا مقطع فيديو حمل عنوان «رسالة رقم واحد» مكتوبا بالعربية والعبرية وتظهر فيه مشاهد من الاعتداءات الصهيونية على النساء المقدسيات، ومن بعدها لقطات اخرى لشاب يتحضر لتنفيذ عملية استشهادية في احد الباصات الصهيونية.

 

 

 

أزمة اقتحام الأقصى

وتشهد باحة المسجد الأقصى والمسجد نفسه منذ منتصف أيلول مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خصوصا بسبب إصرار بعض المتشددين اليهود على الصلاة داخل المسجد.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة داخله.

 

 

توتر فى الضفة

وفي الضفة الغربية المحتلة، شن الجيش الإسرائيلي ليل السبت وفجر الأحد حملة مداهمات في مخيم جنين للاجئين في محاولة لاعتقال قيس السعدي القيادي في حركة حماس، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسـطينية.
وأصيب فلسطينيان بجروح خطرة بالرصاص الحي بينما أصيب آخرون بالرصاص المطاطي عند اندلاع المواجهات هناك، بحسب مصادر أمنية وطبية.
واعتقل الجيش الاسرائيلي 3 فلسطينيين لكنه لم يعتقل قيس السعدي.

 

 

هجومان في الضفة

ووقع الهجومان في وقت تشهد البلدة القديمة صدامات يومية وبعد يومين على مقتل زوجين من المستوطنين بالرصاص في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي الهجوم الأول، قتل إسرائيليان أحدهما حاخام من سكان الحي اليهودي والثاني مستوطن من الضفة الغربية، فيما أصيب 2 آخران بجروح هما طفل عمره سنتان وامرأة نقلت إلى المستشفى في حالة «الخطر».
وقتلت الشرطة المهاجم وهو فتى في الـ19 من العمر من قرية قرب رام الله في الضفة الغربية ويدعى مهند الحلبي، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنه من عناصرها.

 

 

اجتماع طارئ للاجهزة الامنية الاسرائيلية

وفي اول رد فعل من قبل الحكومة الاسرائيلية جراء التصعيد الذي تشهده الضفة الغربية منذ ايام، عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس اجتــماعا طارئا للاجهزة الامنية الاسرائيلية على خلفية موجة الهجمات الفلسطينية في القدس والضفة الغــربية.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية (الرسمية) ان نتنياهو شرع أمس بعقد جلسة طارئة بمشاركة كبار المسؤولين الامنيين، لبحث تداعيات الهجمات الاخيرة في البلاد.
كما ستعقد مساء اليوم جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية (الكابينت) لمناقشة الاوضاع الامنية.