لعل أجمل ما في اللبناني، من دون "شوفينية" طبعاً، أنه يواجه مشاكله المتكاثرة في السياسة والاقتصاد والحياة، بروح الدعابة والنكتة، سعياً للتغلب عليها، ليس لأنه "سوبر مان" أو "بات مان" أو "آينشتاين" أو بقية عائلة الخارقين.. بل لأنه اعتاد على واقعه، واندمج فيه ومعه إلى درجة أنه تعلّم كيف "يزبط وضعو". ينكسر مرات لكنه لا يعرف الإستسلام، يعلي سقف التوقعات، يُصدم ويخيب أمله، يكبو.. لكنه يتعلم ويبدأ من جديد.. إذا كنت لبنانياً فإنك حتماً ستفهم ما يعنيه هاشتاغ مميزات اللبناني الذي حاز على نسبة تغريد عالية في وقت قياسي، وإن كانت أهميته تكمن في أنه يعكس رؤية اللبناني لواقعه بحلوه ومرّه.
وسمٌ واحد لأوصاف كثيرة
فاللبناني، من غير حسد، معروف بصفات عدة أهمها حبه المبالغ فيه للتفاخر مهما كانت ظروفه المادية. عن هذا الأمر غرّد أحدهم قائلاً إن "اللبناني يفتخر حتى بزوجته فيقول لرفقائه: "شو رأيكم بمرتي"، لتردّ عليه أخرى: "بيشتري أغلى تياب وما معه ياكل"، فيما قالت إحدهنّ: "عايش بمعسكر تأقلم مع الطبيعة وبس تحكي بتحس حالك بـ paris.".. هكذا يستطرد النشطاء في الحديث عن "مواصفات اللبناني الشهيرة" تغريداً وتعليقاً وتوصيف أحوال، فقالت إحدى الناشطات: "انو بندوق"، بمعنى محتال، وأضافت أخرى "بالدّم حشّور" متمثلةً بإحدى المواقف المشهورة في لبنان قائلةً: "بس يصير حادث ما في.. لازم ينزل يتفرج". أما المواصفات الأخرى، ودائماً بحسب المغردين، فهي: "ما بيعجبه العجب دايماً بحب ينق"، "بيعلق وبينتقد كل صغيرة وكبيرة بس بجن اذا حدا انتقده". يحب التكلم بكل اللغات فمثلاً يقول لك: "هاي سا ڤا ان شاء الله منيح يلا تشاوووو"، "مهضوم وحليوة"، "بيكمشها عالطاير"، "ضارب حالو بحجر كبير"، "بس يعشق.. جاره الصيني بحس عليه"..
"تك القازان" و"بياكل المغلي مصقع"!
بعض المغردين تطرق إلى المصطلحات الغريبة التي يقولها اللبناني، والتي هو نفسه لا يفهم معانيها، لكنها أصبحت "شعاراً" أو "لغة خاصة" تميزه عن غيره، مثلاً قالت إحداهن: "#من_مميزات_اللبناني عندو مصطلحات غريبة مثل: "تك القازان"، "حوّل الاشتراك"، "راحت الدولة"، "امشي نقعد هونيك"، "المغلي عندو بيتاكل مصقع والمصقعة بياكلها عم تغلي".
أما عن الأمثال فحدّث ولا حرج، منها "شعارو المفضل: "من بعد حماري ما ينبت حشيش"، "الطبخة والمهنة بدها إجر مكسورة"، "الجمل لو بيشوف حردبتو بيوقع وبيفكّ رقبتو"، "ألف دعوة ما مزّقت قميص، وألف زلغوطة ما جوّزت عريس"، "اللي معو فلوس بياكل بجهنم بقسما"، "البومة لو فيها خير ما فاتها الصيّاد"، "إبنك هوي وصغير ربيه ولما بيكبر خاويه"، "إحترنا يا قرعة منين بدنا نبوسك"، "أخطب لبنتك قبل ما تخطب لأبنك".
كذلك لعادات اللبناني حصة من تغريدات الوسم، فـ "وين ما بيروح ببحمل الدبكة وصحن التبولة والفراكة معو"، "بس يزور بلد تاني، بصير يعتبر لبنان بلد غريب؛ والله عنا بكندا ما بتروح الكهربا"، "انو خبير بالسياسة وبالتحليل العسكري والإستراتيجي للبنان ولكل باقي الدول"، فيما تطرق البعض إلى الظروف الصعبة التي يواجهها اللبناني في حياته اليومية منذ سنوات وترافقه، وباتت مصدر قلق له، والتي أصبحت مشهورة في كل بلدان العالم، وأشهرها "أزمة النفايات"، فغرّد أحدهم: "مش شايف حدا قداموا ما تفهموا غلط كل القصه ما في كهربا"، فيما طرحت أخرى مشكلة أساسية يعاني منها عدد كبير من الشبان فقالت: "عاطل عن العمل". فيما عرض أخر باستهزاء مشاكل عدة في لبنان قائلاً: "شعب موحد ومش طائفي، ومش كلب الزعيم ومش منحوس، ومش عواطليه ومش مقسوم بين 14و 8، وما عنا زبالة وعنا ماي وكهربا 24/24".
بين السعودية وإيران
بعض المغردين تطرق إلى الأوضاع السياسية. أحدهم قال: "عندو ولاء للسعودية وإيران وأميركا وروسيا واليمن وسوريا والعراق والبحرين اكتر من ولائه للبنان"، فيما قال آخر: ""انو لسا مش متأكد من نتائج التدخل في سوريا".
وفي وقت كانت تغريدات البعض مسيئة بكل المعايير، تهافت المحبون، وهم كُثر، على كتابة أجمل العبارات عن لبنان، فقالت واحدة: "قاهر كل العالم والكرة الأرضية كلها، حقيقة لا يمكن إنكارها وحصرم بعين الكل"، وقالت أخرى: "وين ما بيروح بيرفع اسم بلدو"، مضيفاً آخر: "أقوى واحد بالعالم كلو".
بتناقضاته وسلبياته وإيجابياته، بمرحه وسماجته، بتفاؤله وتشاؤمه، تبقى روحه الطيبة وكرمه وتهذيبه وشجاعته حاضرة رغم كل شيء، هو اللبناني.. أينما كان وأينما حلّ.. له نكهة وحضور خاص.
(خاص "لبنان 24")