ما إن قامت الطائرات الروسية بتلبية الرئيس بشار الأسد في وجه التكفيريين والإرهابيين حتى إنزعجت واشنطن وفرنسا وبريطانيا وقسم من أوروبا وقطر وتركيا والسعودية وبدأوا بالحديث عن مقتل مدنيين نتيجة الغارات فيما الحقيقة أن الغارات الروسية أدت إلى ضرب عصب المنظمات التكفيرية وحوالى 19 مركزاً لداعش من أصل 60 غارة جوية شنتها الطائرات الروسية.
لماذا يتصرف الغرب وهذه الدول التي ذكرناها بهذا الشكل؟ إنهم يريدون أن يبقى الرئيس الأسد ونظامه وحلفاؤه ضعفاء حتى أن الولايات المتحدة وفرنسا إعتبرتا جبهة النصرة حليفة وخارج الإرهاب وإذا كان وزير خارجية روسيا لافروف قد صرح بأن الجيش السوري الحر ليس إرهابيا فإن جبهة النصرة المرتكزة على القاعدة كيف تعتبرها الولايات المتحدة الأميركية منظمة غير إرهابية.
إنقلبت الموازين وتغيرت الخريطة العسكرية جزئياً فأول منظر جديد هو أن جبهة جورين هي التي ستهاجم منطقة أريحا وجسر الشغور بعدما كانت أميركا وتركيا والسعودية وقطر قد دعمت جيش الفتح وجبهة النصرة في الهجوم على الجيش السوري في إدلب وإعطائهم صواريخ مضادة للدروع وإستطاعوا طرد الجيش السوري من إدلب أما اليوم فالطائرات الروسية تقصف سهل الغاب وتقصف معرة النعمان وإدلب تمهيدا لهجوم الجيش العربي السوري وقوات حزب الله على محافظة إدلب للسيطرة عليها. كذلك ضربت الطائرات الروسية الرقة وضربت في دير الزور وضربت مطار الضبعة في ريف حمص إضافة إلى مدينة الرستن ومدينة تلبيسة في ريف حمص حيث داعش وجبهة النصرة يتمركزان هناك وبدأت بضرب طريق تدمر تمهيداً لهجوم الجيش السوري على تدمر وإسترجاعها لاحقاً.
الأربعاء الماضي بدأت الغارات الروسية وكانت خفيفة جداً وما هي إلا أربعة أيام حتى إنقلبت الموازين فإذا بواشنطن وحلفائها وداعمي الإرهاب يريدون أن تتوقف روسيا عن غاراتها ويطرحون حلاً سياسيا غير منطقي سيؤدي بسوريا إلى فوضى مثل ليبيا والعراق واليمن إذا تم تنفيذه وفق ما يريد أوباما أو هولاند أو كاميرون أو طبعاً السعودية في الطليعة.
روسيا أقامت قاعدتها الجوية في مطار حميميم والسوخوي 35 أس والميغ 31 المتطورة تقوم بالقصف المتواصل على مراكز الإرهابيين وهي تدمر لهم كل يوم أكثر من 10 نقاط أساسية من نوع مخازن سلاح ومراكز قيادة ومعسكرات تدريب إضافة إلى جسور وطرقات لمنع تمويلهم بالمساعدات والذخيرة وسهولة الإنتقال فعلى ماذا تنزعج واشنطن وتركيا وقطر والسعودية مع أوروبا من فعالية الطيران الروسي وهو لم ينفذ إلا 60 غارة في حين نفذ التحالف الغربي 1600 غارة وقتل مدنيين ولم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
وإذا عدنا إلى تصريح أوباما فإن الرئيس الأميركي قال إن الحرب ستستمر 10 أعوام في حين قال الكرملين أن الحرب لا تحتاج لأكثر من 4 أشهر وهذا يعني أن الولايات المتحدة تريد تدمير سوريا والشرق الأوسط في حرب 10 أعوام بينما جاء التدخل الروسي لينقذ أوروبا والتحالف الدولي من ورطته في سوريا والعراق عبر الغارات الروسية وضرب العناصر الأجنبية التي جاءت من أوروبا إلى سوريا والعراق وتعود إلى أوروبا وتقوم بأعمال إرهابية وتكفيرية داخل أوروبا.
المهم أن روسيا لن تتراجع عن خطواتها لا بل ستطلب 50 طائرة ميغ 31 إضافية إلى قاعدة حميميم لتكثيف الغارات الجوية وهذا يعني أن حرباً شرسة ستجري قوامها دعم جوي روسي ودعم بري من الجيش العربي السوري وحزب الله في معارك ضد الارهابين والتكفيرين تغير موازين القوى وتعيد للجيش السوري وحلفائه القدرة للسيطرة على المدن والقرى السورية.
أما حديث البنتاغون أو ما تسرب من واشنطن عن تسليح القوى المعارضة بصواريخ أرض جو فالأمر يعتبر إعلان حرب على روسيا وهذا لن يحصل ولن يأخذ هذا القرار أي عاقل لا أميركا أو أوروبا إلا إذا أخذته السعودية وتكون في حالة حرب مع روسيا وستدفع الثمن بشكل باهظ جداً هي وقطر وتركيا.

ـ التطورات الميدانية ـ

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن الطائرات الحربية قوضت القدرات المادية والتقنية للإرهابيين في سوريا.
وقال آمر إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق أول أندريه كارتابولوف للصحفيين إن المقاتلات الروسية قامت بأكثر من 60 طلعة استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعا من البنية التحتية لتنظيم »الدولة الإسلامية» في سوريا.
وأوضح المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع قائلا: «الضربات كانت تشن على مدار الساعة من قاعدة «حميميم» في كل عمق الأراضي السورية».. واستطعنا خلال اربعة أيام تقويض القاعدة المادية والتقنية للإرهابيين وتقليص قدرتهم الحربية بشكل ملموس». ولفت إلى أن «الاستخبارات تسجل مغادرة المسلحين للمناطق التي كانوا يسيطرون عليها»، مؤكدا أن الذعر بدأ يدب في صفوفهم، كما رهب كثير منهم، حيث أخلى حوالى 600 مرتزق مواقعهم قاصدين أوروبا».
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات الروسية شنت غارات استهدفت مركز قيادة محصن لتنظيم «داعش» بالقرب من معقله في الرقة، مؤكدا مشاركة طائرات اس يو-34 واس يو-24 ام في الضربات.أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت (الثالث من تشرين الأول2015) أن غارات روسية دمرت مركزاً للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، المعروف بـ «داعش»، بالقرب من معقله في الرقة (شرق سوريا).
وتابعت الوزارة «في الأربع والعشرين ساعة الماضية قامت مقاتلات اس يو-34 واس يو-24 ام ضمن التشكيل الروسي الجوي في سوريا بأكثر من عشرين طلعة فوق تسع منشات للبنى التحتية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية»، مشيرة إلى تدمير مركز للقيادة في الرقة بالإضافة إلى تحصينات تحت الأرض تستخدم لتخزين المتفجرات والذخيرة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع أيغور كوناشنكوف إن الغارات استهدفت مركز قيادة محصن لإحدى التشكيلات الإرهابية بقنبلة خارقة للخرسانة أطلقت من طائرة «سو34-»، على مقربة من مدينة الرقة شمال وسط سوريا، مضيفاً أن الغارات أسفرت كذلك عن تدمير مخزن تحت الأرض يحتوي على ذخائر ومتفجرات، بحسب قناة «روسيا اليوم».
وأضاف كوناشنكوف في مؤتمر صحفي أن المقاتلات الروسية استهدفت قاعدة للإرهابيين ودمرت مخازن أسلحة لـ «داعش» في معرة النعمان، مؤكداً أنه حسب المعطيات تم تدمير تحصينات للإرهابيين وكذلك مخازن ذخيرة و7 آليات.
وتابع المتحدث أنه لم يتم تسجيل استخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد الطائرات الحربية الروسية في سوريا وأنه تم إصابة الأهداف بصرف النظر عن حالة الطقس أو التوقيت.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 39 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام المنصرمة.
وأضاف أن 14 مقاتلا قتلوا بينهم 12 من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة الشرقية واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن العدد يتضمن فقط من جرى التأكد من مقتلهم.
ورجحت دائرة الاستخبارات الجوية الأميركية أن تكون روسيا قد تعمدت في عملياتها الجوية في سوريا استخدام مقاتلات «سو-30 اس ام»، و«سو-34» لكشف أسرار تحيط بطائرة «إف-22» الأميركية.
وفي هذا الصدد كتبت مجلة «ناشيونال اينتيريست» أن القوات الجوية الأميركية متوجسة من احتمال أن تستغل روسيا الزحام الجوي في الأجواء السورية لجمع أي معلومات تحيط بطائرة «إف-22 رابتور» الأميركية الخفية عن الرادار.
ونقلت المجلة عن مصدر مطلع في الاستخبارات الجوية الأميركية أن العملية الروسية في سوريا ستتيح اختبار روسيا طائرتي «سو-30 أس أم»، و«سو-34» المتطورتين في غارات حقيقية لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة التي هي الأخرى تستخدم طائرتها «رابتور» في أجواء سوريا لأجل نفس الغرض.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديفأن موسكو لا تملك مصالح عالمية اقتصادية في سوريا، مضيفا أن موارد الميزانية الروسية تغطي العملية الجوية هناك تماما.
وقال مدفيديف في مقابلة مع قناة «روسيا 24»: «النفقات الميزانية تكفي لتنفيذ المهام العسكرية»، وأضاف أن القوات الروسية مجهزة «بشكل جيد»، الأمر الذي يسمح بدفع رواتب العسكريين وإعادة تسليح الجيش بشكل عادي.
واشار رئيس الوزراء الروسي الى ان بلاده تورد الاسلحة الى سوريا، «لكن ذلك لا يتطلب مبالغ هائلة، ويمكن ان تبلغ مئات ملايين دولارات». وأشار إلى أن بلاده تورد الأسلحة إلى سوريا، »لكن ذلك لا يتطلب مبالغ هائلة، ويمكن أن تبلغ مئات ملايين دولارات».

ـ مصير خطة دي ميستورا إلى المجهول ـ

الى ذلك، دخلت خطة المبعوث الأممي إلى سوريا نفقا مظلما مع إعلان ائتلاف المعارضة وفصائل عسكرية تابعة لها رفضها لمقترح تشكيل اللجان الأربع، وإصرار دمشق على تأطير عمل هذه اللجان زمنيا.
وأصدرت الهيئة السياسية التابعة لـ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بالاشتراك مع كبرى الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة بيانا أكدوا من خلاله أن مقترح المبعوث الدولي الخاص بسورية «ستيفان دي ميستورا» بتشكيل مجموعات العمل يمثل تجاوزا لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري لا سيما القرارات 2118 و2165 و 2139.

ـ المواقف الدولية ـ

وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا من أن حملة القصف الجوي التي تشنها لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ستجر موسكو إلى «مستنقع» يصعب الخروج منه.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض «محاولة روسيا وإيران دعم الأسد ومحاولة تهدئة السكان ستؤدي إلى انزلاقهما إلى مستنقع ولن ينجح الأمر». وأضاف أن روسيا لا تفرق بين تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات المعارضة المعتدلة في سوريا. وقال «من وجهة نظرهم هم جميعا إرهابيون. وهذا سيؤدي إلى كارثة».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس أنهما أبلغا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربات الجوية الروسية في سوريا يجب أن تستهدف فقط تنظيم «الدولة الإسلامية».
من جهة اخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة النظر في العمليات العسكرية التي تشنها الطائرات الروسية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وبخلاف الموقف الروسي، اعتبر أردوغان في حديث لقناة «الجزيرة» القطرية أن «الغارات الروسية لم تكن ضد داعش، وإنما ضد المعارضة المعتدلة، التي تحارب النظام السوري، وتسببت تلك الغارات في مقتل مدنيين».
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالونإن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية محذرا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقتل المدنيين دعما للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال فالون في مقابلة مع صحيفة (صن) إن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق.