أثبت دخول الدب الروسي إلى الكرم السوري فشل القوة الضاربة الإيرانية في سوريا في دعم بشار الأسد «السفاح» حسب تعبير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي كان يترنح تحت ضربات قوات المعارضة السورية، ما ألجأ القيادة في طهران إلى عزل قائد قوات الحرس الثوري في سوريا اللواء حسين همداني الذي يُعد من أهم قادة العسكريين في حرب الشوارع.

فقد أفادت مصادر إيرانية أن طهران أقالت اللواء همداني من قيادة قوات الحرس الثوري المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة.

وذكرت وكالة «سحام نيوز» أن إقالة همداني جاءت بضغوط من حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، وله دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا.

وبحسب موقع «العربية»، فإن الوكالة المقربة من الإصلاحيين ذكرت أن همداني يُعد من أهم القادة العسكريين في حرب الشوارع، وكان يرأس سابقاً «الفيلق 27» في الحرس الثوري، وتم تكليفه بمهام «منسق قوات الحرس الثوري في سوريا»، كما شغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشاكل مع حسين طائب الذي كان مسؤولاً عن استجواب زوجة سعيد إمامي ضابط وزارة الاستخبارات الذي تمت تصفيته في زنزانته، وكان متهماً بتنفيذ «الاغتيالات المسلسلة» ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينات.

وكان قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» وهو قسم العمليات الخارجية في الحرس الثوري، عيّن همداني كمنسق بين قوات الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية (فيلق فاطميون) والباكستانية (لواء زينبيون)، بالإضافة إلى الميليشيات العراقية و»حزب الله» التي تنتشر في سوريا.

وبحسب المصادر، فإنه بسبب فشل همداني في العمليات التي يخوضها الحرس الثوري والميليشيات المرافقة، تمت إقالته وتم تعيينه بمنصب جديد في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية كمسؤول عن إرسال المعدات اللوجستية إلى سوريا.

يُذكر أن مصادر غربية ذكرت أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا خلال الأيام الأخيرة، مع بدء التدخل الروسي للانضمام إلى هجوم بري كبير لدعم الأسد وسط نفي إيراني، حسبما نقل موقع «العربية.نت».

وفي لندن أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لكون التدخل العسكري الروسي في سوريا لا يهدف سوى لمساعدة الأسد الذي وصفه بأنه «سفاح»، معتبراً أن الغارات الروسية تزيد «من تعقيد الوضع».

وصرح كاميرون «من الواضح أن روسيا لا تميز بين تنظيم «داعش» ومجموعات المعارضة السورية المشروعة. وعليه فهي تساعد الأسد السفاح وتزيد من تعقيد الوضع». وأضاف من معقله الانتخابي في اوكسفوردشير قبل أن يتوجه الى مانشستر للمشاركة في مؤتمر الحزب المحافظ أن «العالم العربي محق تماماً في التنديد» بالتدخل الروسي.

وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أكد في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» أن 5 في المئة فقط من الغارات الروسية في سوريا تستهدف مقاتلي التنظيم المتطرف.

وقال فالون إن «العناصر المتوافرة لدينا تؤكد أنهم يلقون بذخائر غير موجهة على مناطق يقصدها مدنيون ما يؤدي الى مقتل مدنيين، وأنهم يلقون بهذه الذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الأسد». وأضاف ان روسيا «تدعم الأسد وتطيل المعاناة».

من جهة أخرى، أوضح فالون أن الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم «داعش»، معتبراً أن عدم ضرب التنظيم في سوريا «خطأ أخلاقي».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرغب في تجنب علاقة خصومة مع موسكو لكنه لا يعلم كيف سيؤثر التدخل العسكري الروسي الأخير في سوريا على الوضع هناك. ولم ينضم نتنياهو إلى الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء بحلف شمال الأطلسي في انتقاداتهم ضد العمل العسكري الذي تقوم به روسيا في سوريا. جاء ذلك في حديث لشبكة (سي.ان.ان) الإخبارية الأميركية. 

وقال نتنياهو الذى التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أواخر الشهر الماضي، «لا نريد العودة إلى الأيام التي كانت فيها روسيا وإسرائيل في موقع خصومة.. أعتقد أننا غيرنا العلاقة. وهي جيده بوجه عام».

وقالت روسيا إنها ستكثف غاراتها الجوية في سوريا تصعيداً لتدخلها العسكري الذي تقول موسكو إنه ينال من تنظيم «داعش» وتقول قوى غربية إن هدفه دعم الأسد.

وقال مسؤول كبير بالجيش الروسي إن مقاتلات نفذت- انطلاقاً من غرب سوريا- أكثر من 60 طلعة جوية خلال 72 ساعة في مختلف أنحاء البلاد. 

وتابع أندريه كارتابولوف من رئاسة أركان الجيش الروسي «لن نواصل الغارات الجوية فحسب.. بل سنزيد كثافتها أيضاً«، مضيفاً أن «الغارات نفذت على مدار الساعة من قاعدة حميميم في عمق الأراضي السورية».

وأضاف «في ثلاثة أيام نجحنا في إضعاف البنية التحتية للإرهابيين وتقليل قدراتهم العسكرية بدرجة كبيرة«.

ولكن قال مقاتلون من المعارضة المسلحة إن الضربات الجوية الروسية قصفت ما لا يقل عن أربعة فصائل من المعارضة المسلحة التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي يتلقى دعماً عسكرياً كبيراً من الدول المعارضة للأسد.

وقال البيان إن الضربات في معرة النعمان التي استهدفت بالقنابل قد دمرت سبع مركبات ومنشآت أخرى ومخازن أسلحة. وقال عمال إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا إن الغارات قتلت عشرات المدنيين على الأقل بينهم أطفال.

وقال المرصد السوري إن 39 مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام المنصرمة. وأضاف أن 14 مقاتلا قتلوا بينهم 12 من تنظيم الدولة في مدينة الرقة الشرقية واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وفي بلدة إحسم التي تقع إلى الشمال الغربي من معرة النعمان قال عمال إغاثة إن 11 شخصاً قتلوا في غارتين. وكان بين القتلى تسعة من عائلة واحدة. أما المرصد السوري فقال إن الضحايا 12 شخصاً بين قتيل وجريح.

وأفاد مقاتل في إقليم الغاب بشمال غرب سوريا بوقوع غارات جوية عديدة هناك. وقال إن «الطائرات الروسية ضربت عدداً من المناطق في سهل الغاب.»وأضاف المقاتل واسمه أبو البراء الحموي من جماعة أجناد الشام المعارضة «أصابت (الغارات) جميع الفصائل التي تقاتل ضد الأسد. جميع الضحايا من المدنيين«. كما قال إن هناك خبراء روساً في قاعدة للجيش السوري بالمنطقة وزيادة في أعداد الأفراد من إيران وحزب الله. وقال سكان في ريف حماة إن منشورات ألقيت تدعو المقاتلين للاستسلام وتعدهم بمعاملة حسنة. وقال مصدر بالجيش السوري إن هجوماً لتنظيم «داعش» على المطار في دير الزور قد فشل وإن الجيش قتل عدداً كبيراً من «الإرهابيين«.