تزامناً مع وصول أول دفعة من جثامين الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في منى إثر تدافع الحجاج إلى طهران قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري إنّ الحرس الثوري سيستخدم كافة طاقاته للرد السريع والعنيف على السعودية تحقيقاً لما أراده قائد الثورة الإسلامية بجعل آل سعود موقع المسائلة عن كارثة منى المهوّلة وإعادة حقوق ضحايا منى مضيفاً بأنّنا ننتظر تنفيذ أوامر المرشد الأعلى .
وأضاف جعفري أنّ العالم الإسلامي قد ضاق ذرعاً من خيانات نظام آل سعود وممارساتهم الجاهلية كالمجازر التي يرتكبونها بحق الشعب اليمني وتشريد الشعب السوري وقمع الشعب البحريني والمجازر الطائفية في العراق وبث الفرقة القومية و دعم الإرهاب في كل مكان ، وسينهار آل سعود أمام غضب المسلمين .
وتوعد الجنرال جعفري بانتقام الحرس من السعودية .
وخلال مراسم استقبال جثامين الضحايا الإيرانيين في مطار مهر آباد طهران اليوم السبت وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إنذاراً للمملكة السعودية قائلاً : نحن استخدمنا حتى الآن لغة الأخوة وأحيانا لغة الدبلوماسية لكننا سنستخدم لغة القوة عندما اقتضت الضرورة لذلك .
وأضاف روحاني بأننا لن نتغاضى عن دماء أعزائنا عند إثبات تقصير البعض في هذا الحادث ، مؤكداً على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للكشف عن المقصرين في كارثة منى .
ومن جهة أخرى هناك اتجاه آخذ بالتوسع لتعطيل العمرة كلياً ، بل لتعطيل الحج عند مختلف أطياف الشعب الإيراني والنخب الإيرانيين بما فيهم الإصلاحيين .
وأفتى المفكر والفقيه الإصلاحي الشيخ محسن كديفر بضرورة إيقاف حملات العمرة والحج عند الخوف من الضرر حيث أنّ الأمن من الضرر أحد شروط الإستطاعة.
توحي مجمل التصريحات والمواقف بشأن كارثة منى بأنّ إيران تقترب من لحظة المواجهة العسكرية مع السعودية ولو في الأراضي النيابية كالعراق وسوريا واليمن وبشكل غير مباشر .
ويفسر هذا الاستعداد إيرانياً أخبار تفيد بإرسالها جنودها إلى سوريا وإحتدام المعارك في اليمن .
وعلى أيّ حال الجميع في إيران يجمعون على جدارة التحذير الذي وجهه المرشد الأعلى آية الله خامنئي للمملكة السعودية بأنّ رد إيران سيكون قاسياً على السعودية ، وقد وصل الإجماع القومي الإيراني على موقف خامنئي لدرجة أعلن عطاء الله مهاجراني السياسي المعارض البارز من منفاه لندن بأنّ موقف آية الله خامنئي يمثل قمة ما يمكن لقائد أن يبديه دفاعاً عن مواطنيه .
هذا وإنّ مهاجراني قريب جداً من السعودية وكان يدافع حتى وقت قريب عن التقارب الإيراني السعودي تأميناً لمصلحة البلدين وتخفيفاً للإحتقان الموجود في المنطقة وكان يعبر عن إيران والسعودية بجناحي الإسلام .
هل أصبح الإسلام اليوم ذا جناح واحد بعد اشتباك الجناح السعودي بالجناح الإيراني خلال كارثة تدافع الحجاج ؟
تصريحات الإيرانيين توحي بأنّهم فقدوا ثقتهم بالسعوديين ويعتبرونهم متعمدين في كارثة منى ، كيف يرد السعوديون على هذا الإتهام؟