أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للناجحين بالشهادات الرسمية والجامعية، لمناسبة عيد الغدير، في باحة مسجد الإمام علي في منطقة الحوش - صور، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، وحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وحشد من أهالي الطلاب الناجحين.

وألقى الموسوي كلمة قال فيها: "نسأل هل يعقل أنه في البلاد التي جعلها الله آمنة منذ إبراهيم إلى يوم الدين، كما جعلها حرما آمنا بنص القرآن، بات الواحد يخشى أن يتحول قتيلا فيها، والأنكى من ذلك أنه لو قتل فسيتحمل هو مسؤولية قتل نفسه، لأن السلطات السعودية لم تجد سوى أن تقول "إن هؤلاء الحجاج هم الذين يتحملون مسؤولية موتهم"؟ نريد أن نعرف هل أنتم قائمون على شؤون الحرمين أم لا؟ إذا كنتم أنتم المسؤولين عنها فعليكم أن تتحملوا مسؤولية ما وقع في هذه البلاد، لأن هناك ما هو أكثر من مجرد أخطاء، وهذا يحتم تشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن البلاد التي ينتمي إليها هؤلاء الشهداء الحجاج، وعندها فلتتحمل لجنة التحقيق مسؤولياتها، وتوضح الحقائق وتخرج بالنتائج، ولكن إصرار السلطات السعودية على رفض تحمل المسؤولية، ورفض تشكيل لجنة تحقيق والإفصاح عما جرى وتسليم الجثامين لعرضها على الطب الشرعي، فإنها بذلك تدين نفسها، وتجعل المسلمين عامة يشكون بأن ما حصل لم يكن تدافعا، بل هو أكبر من تدافع وأكثر من ازدحام، فهناك ما يقارب الأربعة آلاف حاج قد قضوا في هذه الحادثة الأليمة".

أضاف: "إنه لمن المستغرب أن يخرج علينا بعض وعاظ السلاطين ويريد منا أن نشكر السلطات السعودية على كرمها أنها مكنت هؤلاء العباد الصالحين من أن يموتوا في أطهر بقعة، فهل من المعقول أن نقبل بتعاطي من هذا النوع؟ وإذا طالبنا بتوضيح ما جرى، توعز السلطات السعودية إلى آلتها الإعلامية والسياسية لتشن حربا علينا، وإن كل حاج من الذين استشهدوا هو قلبنا وحبيبنا، فكيف إذا كان منهم من عهدناه يقف إلى جانبنا في أزماتنا على كافة الصعد ألا وهو الشعب الإيراني العزيز؟"

وتابع: "ندعو حزب المستقبل إلى أن يحاول التحرر ما أمكنه من هذا الضغط الجاثم عليه من جانب النظام السعودي، ويجب أن يكون لديه القدرة على القول إن استقرار لبنان والتفاهم فيه لا يتحمل سياسة الحرب المشرعة التي تقودها السعودية في كل بلد عربي، حيث أنها في بعض البلاد العربية تخوض الحرب بالدم والبارود والقتل والذبح، وفي بلاد أخرى تخوضها بالمال وشراء الذمم، ومن هنا فإن لبنان لا يتحمل سياسة الحرب السعودية، بل يحتاج إلى التفاهم بين أبنائه، وهذا يقتضي أن يتمتع تيار المستقبل بقدر من الإستقلالية، وفي حين أننا نعلم أنه ليس لديه القدرة على أن يكون مستقلا، فعليه على الأقل أن يقول لحلفائه وأمرائه إن للبنان خصوصية يجب أن تراعى، وإلا فإنه لا يجوز أن يبقى الوطن معطلا كما هو معطل الآن، ونحن نعلم أن مفتاح تفعيل المؤسسات يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية، وأن المشكلة في انتخاب هذا الرئيس هي أن السعودية تريد أن تقرر من يكون في هذا المنصب، في حين أن مقتضى التوافق والميثاق الوطني يعطي لشركائنا في الوطن المسيحيين الحق في أن يختاروا من يمثلهم، وهم قد عبروا عن هذه الإرادة في الإنتخابات النيابية التي حصلت ثم في احتشادهم بالأمس تحت راية الجنرال عون، ولذلك فإن من يعطل الإنتخابات اليوم هو النظام السعودي الذي يرفض الجنرال عون لا لشيء سوى لأنه مستقل بقراره، وفي هذا الإطار أيضا كان اللبنانيون ينتظرون من دولة أوروبية صديقة للبنان أن تتحرك لثني النظام السعودي عن تعنته في موضوع رئاسة الجمهورية، فإذا بهذه الدولة الصديقة للبنان التي كان يقال عنها يوما إنها الأم الحنونة قد باعت لبنان بثمن بخس ألا وهو بضع براميل من النفط، فتخلت عن موقفها الذي يمكن أن يثني النظام السعودي، لا بل وبالعكس من ذلك فإنها تحولت إلى داعم لهذا النظام".

وقال: "إن مواجهة الفساد أمر لم يكن يوما إلا ضروريا، ونحن نعلم كلفة مواجهته، ولكن على الطريق نقول إن من يريد مواجهة هذا الفساد فليبدأ من أصله الذي أطل برأسه من خلال القانون 91/117، ثم استكمل بهذا الفساد سيطرته داخل أجهزة الدولة ومرافقها حتى أمسك بمؤسساتها، ثم انتقل في مرحلة أخرى إلى تفريغ مؤسسات الدولة لصالح شركات خاصة، وكانت النية لدى فريق الفساد المعروف هي إنهاء مجال الدولة لصالح مجال الشركات الخاصة، وهذا ما نعانيه، وبالتالي فإن على الذين يعنون بتتبع آثار الفساد وعوامله أن يبدأوا من هنا، وأن يراقبوا الفساد المهيكل الذي أصبح هو الدولة الخفية التي أكلت الدولة وخصخصتها إلى شركات تتبع لهذا الشخص أو ذاك، وفي هذا الإطار يجب أن نقول إن هناك فرقا بين من أخطأ بغير قصد وبين من أصاب في سعيه إلى تكريس الفساد المتعمد من خلال تفكيك مؤسسات الهاتف والكهرباء والمياه وكل شيء، ولذلك يجب أن نبحث عن الذين طلبوا الباطل والفساد فأصابوه".

وختم: "ذهبنا إلى الحوار من أجل زيادة رقعة التفاهم بين القوى السياسية اللبنانية ولنتفاهم نحن وخصماؤنا، لذلك فإنه لا يصح أن نخسر في طريقنا إلى التفاهم مع الخصماء الأصدقاء، وليس من الصحيح أننا إذا أردنا للحوار أن ينهج طريقه نحو ترسيخ التفاهم بين القوى السياسية اللبنانية أن نخسر الأصدقاء، بل علينا أن نتمسك بهم ثم من خلال علاقتنا بهم نتوجه إلى ترتيب العلاقات مع الآخرين".

وفي الختام قدمت فرقة الحرية باقة من الأناشيد الإسلامية، قبل أن يوزع الموسوي الشهادات التقديرية على الخريجين.