لعلّ فاتورة أزمة النفايات في لبنان بدأت تتبلور تكلفتها الباهظة مع بداية العام الدراسي مستهدفةً أكثر الأمور حساسيةً وإثارةً للذعر: "صحّة الأطفال". واقعة بدأت تتفشى في أهمّ المدارس اللبنانية، حيث ظهرت عوارض جلدية مقلقة على التلاميذ، هي في الواقع عبارةٌ عن مرضٍ جلدي يُطلِق عليه الطبّ اسم impetigo. ما هو هذا المرض؟ وما هي انعكاساته واسباب انتشاره بكثافة في بعض اهمّ المؤسّسات التربوية اللبنانية؟
التهاب جلدي معدٍ
في تعريفٍ علميٍّ للـimpetigo تشير الاختصاصية في طب الأطفال الدكتورة مهى شومان الى انّه "عبارة عن التهابٍ جلديٍّ معدٍ ناتجٍ عن بكتيريا تنتقل عن طريق افرازاتٍ جلديّةٍ من شخصٍ إلى آخر. الاحتكاك المباشر بين التلاميذ يحتّم نقل العدوى، اضافةٍ الى المقتنيات المدرسيّة كالطاولة والكرسيّ والمقاعد التي قد تساهم في نشر المرض في صفوف الزملاء". وفي الاسباب التي تؤدي الى اصابة الاطفال به بكثرة تقول: "أزمة النفايات سببٌ اساسي في تعزيز انتشار هذا المرض وتفاقم درجات المعاناة منه، وقد تتسبّب به بعوضة، ما يثير حاجة الطفل الى الحكّة في ظلّ اجواءٍ بيئيةٍ ملوّثة تحتّم تحوّله الى ظاهرة خطيرةٍ مقلقة".
تسمّم في الدم؟
تشدّد الدكتورة شومان على "النتائج السلبيّة الخطيرة التي قد تلحق بالأطفال في حال اهمال مرض الـimpetigo وعدم زيارة اختصاصي في وقتٍ سريع. فالالتهاب الجلدي قد يتحوّل الى مسمّم للدمّ ما يطرح تساؤلات عديدة حول المصير الذي يعتريه في حال الوصول الى هذه المرحلة".
العلاج وطرق الوقاية
تختلف طرق علاج الـ impetigo باختلاف درجة تطوّر حالة المريض وتفاقمها. فتشرح الدكتورة شومان ان "زيارة الطبيب ضرورية للتأكّد من نوع الالتهاب الحاصل، لأنه قد ينتج عن مشكلة جلديّة مختلفة. المعالجة تتبلور عادةً من خلال مضادات حيوية تعطى عن طريق الفم او بواسطة الدم، وذلك بحسب اختلاف الحالة ونسبة تطوّرها". وعن طرق الوقاية من هذا المرض الجلدي، تلفت الى ان "العمليّة تتطلب تعقيمًا مستمرًّا للمقتنيات المدرسيّة والمحافظة على النظافة، اضافةً الى تجنّب الاحتكاك المباشر بالمصابين والابتعاد عن مصادر التلوّث قدر المستطاع. الا ان الخطوة الأهم تكمن في عدم ارسال الولد المصاب الى المدرسة وضرورة زيارته الطبيب فوراً تداركاً لأزمة صحيّةٍ مزمنة".
يبدو ان نتائج أزمة النفايات بدأت تضرب بقوّة مع بدء الموسم الدراسي. الـ impetigo ليس مجرّد بكتيريا، انه مرضٌ جلدي. على امل ان يتمّ تدارك مخلّفات مصائب القمامة قبل ان يلتحق المشهد الصحيّ الانساني بمشهد الأرصفة المحرج.