بالكاد لا تقرأ في مجلة أو جريدة ،أو تسمع وتشاهد على قناةٍ من تبرعاتٍ للشعب الغربي وخصوصاً الشعب الأمريكي ، للأعمال الخيرية التي تبلغ أرقاماً كبيرة وضخمة ، من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين ..
وبإنشاء مراكز تعليمية وجمعيات خيرية هادفة إلى تأمين ما يحتاجه المعوزون والمساكين ، على سبيل المثال لا للحصر في سنة (2006) قرأنا عن الأمريكي الثري "بيل غيتس" وحده هذا الرجل تبرع بنصف ثروته إن لم يكن أكثر من ذلك ، ونقرأ عن أرقام تبرعات خيرية فردية عند هذه الطبقة التي دائماً نعتبرها طبقة مادية جشعة لأنّها بعيدة كل البعد عن الإنسانية والدين الحنيف..
وبالكاد تقرأ في مجلة أو جريدة وقطعاً لم نسمع ولم نشاهد على قناة عند المسلمين ، عن تبرعات وخصوصاً عند الطبقة الدينية والسياسية الذين يطنطنون في كل يوم وفي كل إطلالة أو مناسبة ، أو في كل صلاة وخطبة ، عن الرأفة وعن مساعدة الفقراء والمحتاجين ، مقاربةً بالغرب الكافر المادي الجشع ...
ولكي نجانب الصواب فلا أعتبر أنّ المسيحيين بأفضل منّا بالرأفة ، لأننا لا نتكلَّم عن الديانة المسيحية ،أو الديانة الإسلامية ، لكي ينبري لنا المدافعون عن الدين بإتهامنا للدين الإسلامي أو المسيحيلا، بقدر ما نريد أن نسلِّط الضوء على مسألة التبرعات ، بأنّها هدف إنساني بعيداً عن الدين ..
نقول لكل من يتهمنا أو يغضب من كلامنا أو يعارضه ،إحسب معنا كم هو عدد الأثرياء في العالم الإسلامي ،بالله عليك هل سيبقى فقراء أو محتاجين أو مشردين في عالمنا الإسلامي ، للأقل يبقى النصف فقراء...
بل على العكس من ذلك تراهم يشيدون المساجد ويزخرفونها ويكثرون من إعمارها، وللتذكير أيضاً الحديث عن الخمس عند الشيعة ، وعن الزكاة عند السنة، وعن الصدقات عند المسلمين عامة، بالله عليك أيها المعترض أين هو الإسلام الذي نؤمن به، وأين هم الأثرياء من عامة الفقهاء والزعماء الذين هم لاهون عن فقرائنا ...
دلني أين هو نظام التكامل والتكافل والتضامن عند الإسلام والمسلمين ، دلني أين هي الرأفة والرحمة ، ودلني ودلني أين هي السماحة والفضيلة التي ندعيها ولا نطبقها، وخصوصاً ما يجري في عالمنا الإسلامي،وبالأخص في المجال التعليمي والطبابي..
فإن كان إسلامنا يعجز عن إقناعنا بالتبرع للضعفاء، وإن كان يعجز عن جعلنا أناساً صالحين، فلمَ الصلاة والصوم والحج ، ولنجعل ديننا وحده هو الأفضل والأكثر إنسانيةً .