التدخل الروسي في سوريا وامتدادا الى العراق سيقلب كل التوازنات في المنطقة وربما رفع الصراع الى مراحل متقدمة وخلط الاوراق في ظل احداث استثنائىة تشهدها المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية وربما تفوق بنتائجها غزو التحالف الدولي ضد العراق.
وفي ظل هذه المعمعة من الطبيعي ان تمتد الشظايا الى الدول المجاورة وتحديدا لبنان الذي بات في قلب الحدث مع التطورات العسكرية خصوصا ان الجيش اللبناني عزز مواقعه على طول الحدود اللبنانية - السورية تحسبا لاي تطورات مرتقبة او محاولة المسلحين الدخول الى لبنان اذا طالتهم الغارات الروسية او حصلت تطورات عسكرية في ريف دمشق وعلى طول خط الزبداني دمشق حمص اللاذقية.
وفي ظل هذه الاجواء قالت موسكو على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف انه يجب تنفيذ القرار 1701 بما فيه منع الطائرات الاسرائىلية من التحليق فوق لبنان وقال اذا طلبت الحكومة اللبنانية حماية اجواء لبنان فطائراتنا مستعدة في مطار اللاذقية لكن يجب اخذ القرار من مجلس الامن ولدينا القدرة الجوية لحماية اجواء لبنان.
اما القناة العاشرة الاسرائىلية فقالت اذا دخلت الطائرات الروسية اجواء لبنان فيعني ذلك الاصطدام بين الطائرات الروسية والاسرائيلية ويعني ذلك معركة جوية حقيقية لن نسمح بها ونتمنى على القيادة الروسية ان لا تقوم بذلك لان الطائرات الاسرائيلية ستبقى في الاجواء اللبنانية مهما كلف الامر.
هذه المواقف تفرض على اللبنانيين الانتباه واليقظة ومعالجة كل الملفات لتحصين الساحة الداخلية خصوصا ان الرئيس تمام سلام عاد من نيويورك بأجواء غير مطمئنة بأن لبنان ليس في صلب الاهتمامات الدولية. ولا على بال احد وكل ما سمعه تمنيات ووعود بالمساعدة قد تبقى دون اي تنفيذ حتى في الملف الرئاسي ولم يشعر سلام بأي اهتمام جدي في هذا الملف لجهة وضعه على سكة الحل وكل ما سمعه اصرار دولي على دعم الجيش اللبناني فقط لانه الضمانة الوحيدة للاستقرار والقادر على محاربة القوى المتطرفة حتى في موضوع اللاجئىن السوريين لم يتم اخذ قرارات فورية بتقديم مساعدات للبنان، رغم تداعيات هذا الملف على الاوضاع الداخلية حيث اصدرت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرا كشفت فيه ان عدد اللاجئىن السوريين في لبنان والمسجلين رسميا بلغ 1.113.941 لاجئا وهؤلاء سيتركون تداعيات على الوضع اللبناني مع فصل الشتاء وان 70% من النازحين تحت خط الفقر كما اشار التقرير الى ان اكثر من 190000 الف عائلة لبنانية وسورية وفلسطينية وضعهم الاقتصادي سيئ جدا وهذا ما يزيد من الاعباء على الدولة اللبنانية.

ـ تسوية العمداء ـ

لم يطرأ اي جديد على ملف تسوية العمداء ولم تقدم اي اقتراحات جديدة فيما يواصل الرئىس بري والنائب جنبلاط اتصالاتهما لتذليل العقبات قبل جلسات طاولة الحوار الوطني التي ستعقد الاسبوع المقبل وسط دعوات الحراك المدني الى تنفيذ تظاهرة حاشدة نهار الخميس المقبل في ساحة رياض الصلح عند السادسة مساء ضد استشراء الفساد.
وفي المقابل اكدت مصادر التيار الوطني الحر الى انه لم يحصل اي تطور حتى الان وبالتالي فان مشاركة العماد عون في طاولة الحوار غير محسومة وكشفت عن توزيع ادوار بين القوى الرافضة للتسوية تعبر عن نية مبيتة ضد العماد عون والتيار الوطني واثنى المصدر القيادي على مواقف النائب وليد جنبلاط ووصفها بالصادقة وبتأكيده على الاخذ بمطالب العماد عون بعين الاعتبار لانه يمثل قوة اساسية ولا يمكن تجاهله وحاول كثيرا تمرير التسوية لاعادة اطلاق العمل الحكومي.
واشارت المصادر الى ان الاثنين ستتوضح الامور خصوصا مع اجتماع لجنة الاشغال ودرس موضوع الطاقة والاتهامات الموجهة من قبل البعض للتيار الوطني الحر على خلفية هذا الملف. لان اجتماع اللجنة السابق تضمن مغالطات واتهامات ضد التيار الوطني اطلقها تيار المستقبل.

ـ سلام سيطرح التعيينات في الحكومةـ

وفي موازاة ذلك اكدت مصادر السراي الحكومي، ان الرئيس سلام سيقوم بجوجلة مع المكونات الحكومية لحصيلة الاتصالات بشأن التسوية وهو سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء لكن موعدها مرهون بالنتائج الايجابية حول التسوية واشارت المصادر ان الرئيس سلام سيطرح التسوية من خارج جدول الاعمال اذا اصر وزير الدفاع سمير مقبل على موقفه الرافض لطرح ترقية العمداء في مجلس الوزراء وقد ابلغ مقبل الرئيس سلام امس رفضه للتسوية لانها تهز الجيش اللبناني وتشرع التدخلات السياسية ولا يمكن اقرار تسوية من اجل شخص.
وتضيف المصادر على ضوء اتصالات سلام مع الرئيس بري والحريري وجنبلاط وعون ستتوضح الامور لان التسوية لم تسحب من التداول بعد.

ـ درباس: اتصلت بالحريري وابلغني الموافقة على التسوية ـ

اكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان التسوية في شأن التعيينات الامنية لم تسحب من التداول ولا تزال قائمة على عكس الكلام الذي يقال عن انتكاسة اصابتها كاشفا «ان الرئيس سعد الحريري ابلغه في خلال اتصال هاتفي موافقته على التسوية» ومشيرا الى ان العمل جار اليوم لايجاد آلية لاقرارها وهي تحظى بموافقة غالبية الافرقاء.
وقال في حديث اذاعي: لا مانع بأن يقر ملف التعيينات وفق الآلية التي جاءت في التسوية على ان تنسحب على كل البنود التي تطرح داخل مجلس الوزراء فنبعدها عن الارتهان لهذا الوزير او ذاك الطرف.
واشار الى ان التسوية التي تطرح يمكن ان نسير بها بالاكثرية البسيطة على رغم اعتراض بعض الاطراف عليها، لان علمية التصويت لا تخضع لمبدأ الثلثين داخل الحكومة.

ـ قزي لـ «الديار» : غير موافقين على التسوية ـ

اشار وزير العمل سجعان قزي «للديار» بأن حزب الكتائب ليس ضد إيجاد تسويات في البلد ، لكن على هذه التسويات ان تأخذ معايير دستورية في حال كانت سياسية، ومعايير قانونية في حال كانت ادارية، وبالتالي فلا فيتو من قبلنا على اي ضابط ولا على إستئخار تقاعد اي ضابط، لكن يجب ان يكون ذلك بالانسجام مع القوانين العسكرية وحاجة المؤسسة العسكرية ووحدتها، كي لا تحصل بلبلة او امتعاض يؤثر على ديناميكية هذه المؤسسة الاساسية في الظرف الحالي.
ولفت قزي الى ان الحزب ضد الصيغة التي إقترحت، لانها لا تأخذ كل المعايير التي اشرنا اليها، لكن في حال كانت هنالك اقتراحات تنسجم مع القوانين والتراتبية فأهلا وسهلاً بها.
وعن جلسات الحوار الماراتونية المرتقبة في الاسبوع المقبل، قال: «لقد لبيّنا طلب الرئيس بري الذي تربطه علاقة صداقة بالرئيس امين الجميّل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وبالتالي فنحن نؤيد اي حوار في ظل هذه المآزق المتعددة، خوفاً من حصول تطورات وانتقال الازمة من الطاولة الى الشارع، كما اننا لم نذهب الى الحوار ظناً منا بأننا سنحقق الانتصارات، لان الزمن ليس زمن الانتصارات بل زمن الانفجارات، ونحن نؤيد البند الرئيس في هذا الحوار وهو انتخاب رئيس للجمهورية، وسنلتزم به طالما يحترم تراتبية جدول الاعمال.
وفي اطار إمكانية إنعقاد مجلس الوزراء في المدى القريب، اعتبر قزي انه من المفترض ان ينعقد لان من واجبات مجلس الوزراء البحث في القضايا الملحة، وفي مقدمها ملف النفايات، وبالتالي فخطة النفايات لا ينقصها «التفلسف» انما التنفيذ، وعلى الحكومة ان تحترم هذه الخطة وتعطي الاوامر لتنفيذها، وما فعله الوزير اكرم شهيّب عظيم جداً ويجب تأييده على الصعيد التنفيذي.
واعتبر بأن رئيس الحكومة تمام سلام سيتريث قليلاً قبل دعوة الحكومة الى الانعقاد، لان هدفه تأمين جلسة ناجحة ومنتجة.

ـ شهيب لـ «الديار» الخطة لن تنفذ بالقوة ـ

اما في موضوع النفايات فكشف الوزير اكرم شهيب «للديار» عن استمرار الاتصالات لحل هذا الموضوع والانتقال من النقاشات النظرية الى التنفيذ العملي على الارض رافضا تحديد ساعة الصفر مشيرا الى اجتماع حاسم سيعقد الاثنين برئاسة الرئيس سلام لوضع اللمسات الاخيرة.
وقال شهيب : اهالي عكار يريدون الجدية في الحل وان يكون هناك فعلا مطمر صحي في عكار وليس مكبات عشوائىة وهذا ما تقوم به الحكومة ويريدون ايضا ان يكون هناك مكبات اخرى في المناطق اللبنانية وان لا يتحمل ابناء عكار كل نفايات لبنان وان يكون الجميع شركاء بالحل.
وكشف شهيب بأن اللجنة الفنية لدراسة مكب النفايات في منطقة عنجر ستجتمع بعد انتهاء الخبير الايطالي الذي وصل منذ يومين من اعداد تقريره عن المياه الجوفية في منطقة عنجر لاننا لا نريد ان تتلوث المياه واكد شهيب ان الخطة لن تنفذ بالقوة كما يقال ونريد خطة لكل الناس وان يتبناها الجميع لان هناك مراحل انتقالية في الفترة القادمة.
لكن في المعلومات فان هناك حسب مصادر بيئىة متابعة للخطة عقبات جدية تقنية وسياسية وتعترض التنفيذ وخصوصا في منطقة عكار، وهناك اعتراضات من قبل نواب المستقبل على الخطة وضرورة ان تشمل عملية الانماء كل مناطق عكار من الضنية الى طرابلس وان لا تشمل عملية الطمر نفايات الضاحية...كما هناك مطالبات من النواب تتعلق بالتوظيفات والحصة من الالتزامات وغيرها، وهذه البنود الاعتراضية تبلغها الوزير شهيب والوزير نهاد المشنوق الذي طالب بالتريث في تنفيذ الخطة خلال الاجتماع الذي عقد في السراي حتى معالجة اعتراضات اهالي المنطقة خصوصا ان الاعتراضات التقنية تتصاعد من قبل الحراك المدني برفض شامل لفكرة اقامة مطمر في سرار وقطع شبان الحراك المدني طريق طرابلس الدولية وسينفذون اليوم اعتصامات.
اما بالنسبة لمطمر الناعمة فقد نفذ الحراك المدني اعتصاما امام المطمر رفضا لاعادة فتحه وان قيادات الحراك وافقوا على خطة شهيب رغم الملاحظات التي ابدوها لجهة عدم اعطاء اي دور لسوكلين بالاضافة الى امور تقنية.
اما بالنسبة لمطمر عنجر في البقاع فسيعقد اليوم اجتماع لفاعليات بقاعية لمناقشة موضوع المطمر في خراج عنجر واكد النائب عاصم عراجي ضرورة اخذ مطالب الناس الاعتراضية قبل اي قرارات.
فيما ابلغ حزب الله الوزير اكرم شهيب استعداده لتسهيل خطته وخصوصا في المناطق المحاذية للحدود السورية وابلغه ان حزب الله مستعد لمناقشة المسؤولين السوريين في هذا الملف اذا ظهرت اي اعتراضات من قبل الدولة السورية في ظل تداخل الاراضي في المنطقة واستعداده ايضا لتسهيل وصول الشاحنات عند تحديد مكان المطمر.