في موجة الطقطوقة التي تكتسح الساحة الفنية اللبنانية ، والتي انجرّ إليه أسفاً عديد من الفنانين الذين يملكون من النجاح رصيداً يغنيهم عن هذا "الستايل" الذي لا يمتلك لا فكرة ولا رسالة ، فيتم طرح الأغنية لتتحول لصاروخ الموسم ولكن خلال فترة زمنية قصيرة لا يعود لها من سامعين ولا متابعين ...
وفي حتمية هذه الموجة الفنية المستحدثة والتي تسلّقها أغلب الفنانين الجدد من جيل الشباب لتحقيق نجاح مؤقت في الساحة الغنائية ولصناعة اسم فني تنتهي صلاحيته بإنتهاء فترة "الهشتك بشتك" ، والأمثلة على هؤلاء المتسلقين أسلوب الطقطوقة كثر ممّن "كسروا الأرض" بأغنية (فاضية) ولكن ما لبثوا أن اختفوا عن الساحة هم وأغنيتهم لأنه في النهاية الأذن لا تستلذ إلا مؤقتاً "بالطوشة" !
ومع كل إغراءات الشهرة وبابها المفتوح بهذا الستايل المعتمد من العديد ، نتفاجأ أنه ما زال هناك بين جيل الشباب فنانين بحق ، لا تهمهم الشهرة الصاروخية بقدر ما يهمهم الإهتمام بالكلمة واللحن والرسالة ، وأمثال هؤلاء الفنان زياد أبي خليل الذي غنّى "ياسمينا" وها هو اليوم يغني "الوطن" !
زياد لا يهمه أن يشعل الساحة الفنية وأن يحتلها بأغاني "هابطة" ، ولكن هاجسه الأوّل هو ترجمة إيمانه بالفن المتكامل الذي يحتوى رسالةً ويترك بالتالي بصمة خالدة ، وهذا ما يميزه عن أبناء جيله ممّن امتهنوا الفن ...
صوت زياد المتميز وكاريزما حضوره إضافة إلى خطواته المتزنة جعلوا منه مشروع فنان متكامل ، فهو لم يعد سريعاً بعد النجاح الذي حققه بـ "ياسمينا" وإنمّا تأنى ليجد القالب الغنائي الذي يُعَنون به إسمه على الساحة الفنية !
"غيّر نظامك" هي الأغنية التي أطلقها أبي خليل للوطن ، دون أن ينخرط في موجة الإستثمارات التي اعتمدها البعض من أبناء جيله وحتى من كبار الفنانين من استغلال للأحداث التي شهدها لبنان مؤخراً بهدف الشهرة وحصاد الشعبية ، فثقافة زياد الفنية وإيمانه بموهبته وبوطنه وبطموحه جعلاه يصعد سلم النجومية بدرجات ثابتة مترفعاً عن ستايل الطقطوقة والإستثمارات التي سرعان ما تسقط في حقيقة قناعات صاحبها ...
زياد ، جميل أنت نجد بين الشباب اللبناني من يؤمن بالصوت ، ففي حين أصبح الفن اللبناني الجديد رهن الإبتذال ، ها هي أغنيتك للوطن تقول لنا : " ما زال هناك في لبنان أصوات تغني بأرقى موهبتها فقط لأجل لبنان "