قررت روسيا، بعد مضي خمس سنوات على الحرب المستعرة في سوريا، التدخل بقوة وفي شكل مباشر في تلك الأزمة، بعد إعلان الكرملين منح الرئيس فلاديمير بوتين تفويضا بنشر قوات عسكرية في سوريا، علماً ان روسيا لم تُخفِ يوماً حقيقة نشاطها العسكري في سوريا تحت اسم خبراء ومستشارين عسكريين وشحنات اسلحة لم تنقطع.

أما لبنان الجار الاقرب لسوريا الذي يُعاني من تداعيات استمرار الازمة، خصوصاً على صعيد ازمة النازحين، فتطرح تساؤلات وهواجس عما اذا كان معرضا لتداعيات هذا التدخل وما اذا كان يخدم حلفاء ايران والنظام السوري.

عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجرّاح اعتبر ان "من المُبكر الحُكم على نتائج هذا التدخل المباشر وما اذا كان يصبّ في مصلحة ما يُسمى "محور الممانعة"، لكن من الواضح ان هذا التدخل عامل جديد دخل على خط الازمة السورية، وحتى الان يبدو انه يستهدف مراكز تابعة للجيش السوري الحرّ والمناطق التي تُسيطر عليها المعارضة المعتدلة من دون ان يستهدف "داعش" والمناطق التي يُسيطر عليها، واذا استمر هذا الاداء الروسي فسيشكل طبعاً خدمة للنظام السوري".

ولفت الى ان "ايران و"حزب الله" فشلا عسكرياً في سوريا وحتى في احتلال منطقة الزبداني لتأمين طريق الشام-بيروت، لذلك فان التدخل الروسي عامل جديد في المعركة، وهو تعطيل للحلّ في سوريا واطالة لعمر الازمة".

وعن مدى انعكاس هذا التدخل على لبنان، شدد الجراح على انه "سيبقى على لائحة الانتظار الايرانية الى حين ان تُفرج طهران عن رئاسة الجمهورية التي يبدو انها غير مُستعجلة على ذلك".