تباهت جداتنا أمامنا نحن الأمهات الشابات بأنهن كن يضعن أطفالهن وهن جالسات أمام «طشت الغسيل»، وبأن زوج الواحدة منهن كان يعود من عمله ليجد زوجته تحتضن صغيرها دون صراخ، ولا استنفار، ولا مستشفيات أو مصروفات، بل أسهبت إحدى الجدات في وصف سهولة ولادتها حين قالت: «والله تفاجأت بمولودي ينزلق داخل الطشت، وأنا أغسل ملابس زوجي والوابور بجواري».
جلسة القرفصاء التي تجلسها ربة البيت لأداء بعض الأعمال، إضافة لجلوسها على «طبلية» منخفضة لكي تقوم بغسل ملابس صغارها وتضع الطشت أي «طشت نانسي عجرم» أمامها مع فتح ساقيها إلى الخارج، وقيامها أيضاً بعملية مسح البلاط بالانحناء واستخدام قطعة قماش «خيشة» للمسح، فيما يعرف بـ«التسييق» في اللهجة المصرية، كلها من الطرق والعوامل المساعدة على تسهيل الولادة؛ حيث أشار الدكتور عدلي الحاج، استشاري النساء والولادة، للنقاط التالية بخصوص هذه الأعمال المنزلية التي انقرضت، وحلت بدلاً منها التكنولوجيا رغم أهميتها:
• مسح البلاط «التسييق» أي الانحناء ومسح الأرض بحركات ترجع للخلف هي طريقة قديمة وناجحة لكي يغير الجنين من وضعه في الرحم؛ حيث يتعدل وضعه ويصبح مجيئه بمقعدته وينزل إلى الحوض استعداداً للولادة الطبيعية. لذلك تعتبر ولادة القرويات أسهل وأسرع من ولادة نساء المدينة.
• جلسة المرأة على طبلية منخفضة وجلوسها مفتوحة الساقين للخارج أمام طشت الغسيل تساعد على دفع وزن المولود للخارج؛ ما يسهل الولادة.
• هي تقلل من آلام الظهر والإمساك أثناء الحمل.
• تزيد حجم الحوض ونزول الجنين به؛ ما يقلل من احتمالية العملية القيصرية.
• جلسة القرفصاء سواء على الفراش، أو على الأرض تساعد الأم على قبض عضلات بطنها وحوضها أثناء الطلق بفاعليه أكثر «الحزق».
• يمكن للأم أن تتدرب على هذه الوضعية منذ الشهر الأول من الحمل؛ لأنها تساعدها عند الولادة.
• يمكن أن يساعدها الزوج أو الأم على الجلوس بوضعية «نانسي والطشت» بوضع الطبلية تحتها وإسنادها عند حدوث الطلق.