في «يوم لبنان»، رغم توجّه الانظار الى الاحتفال برفع علم فلسطين في باحة المنظمة الدولية، اجتمعت مجموعة الدعم الدولية للبنان للمرة الثالثة في نيويورك منذ 25 ايلول 2013، والسادسة بعد اجتماعات نيويورك وباريس وروما وبرلين.

وشأن ما ردده امام زعماء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية التقى بهم في زيارته، وجه الرئيس تمام سلام امام مجموعة الدعم ثم امام الجمعية العمومية رسالتين: اولى نادت بمساعدة لبنان على جبه عبء النزوح السوري الى اراضيه من خلال تعزيز سبل استيعاب هذا النزوح ماديا وانسانيا وتقاسمه مع دول اخرى، وثانية حضت المجتمع الدولي على اخراج لبنان من استقطاب النزاعات الاقليمية بفصل ازمة الشغور الرئاسي عن صراعات دول المنطقة. على ان ابرز ما افضت اليه مداخلات اجتماع مجموعة الدعم الذي غاب عنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الاشادة باستقبال لبنان النازحين السوريين ووعود بمساعدته، وتأكيد تأييد سلام وحكومته ودعم الجيش.
سبق الاجتماع لقاء بين سلام ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير، تلاه لقاء قصير مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وبعد كلمة مقتضبة لبان في افتتاح الاجتماع، أكّد سلام «ان القرارات والخطوات التي ستتخذونها هذه المرة، ترتدي اهمية اكثر من اي قت مضى بسبب التهديدات المتزايدة التي يواجهها لبنان، وتتمثل باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية والوضع الامني الدقيق، فضلا عن خطورة الوجود الارهابي على حدودنا الشرقية.


لافروف لدعم
الجيش في مواجهة «داعش» و«النصرة» على الحدود مع سوريا



وقد انتج غياب رئيس الجمهورية سلبيات متراكمة ادت الى شلل شبه كامل للسلطة التنفيذية، وتعطيل خطير للعمل التشريعي». وشدد على ان «الجيش اللبناني يتحمل مسؤوليته كاملة في مواجهة التهديد الخطير الذي يمثله المقاتلون المتطرفون. تمكنّا بفضل دعم بعض الدول الممثلة في هذا الاجتماع من تعزيز قدراتنا للدفاع عن ارضنا وحماية سيادتنا. لكن السؤال يبقى مطروحا عن حجم محاولات الاعتداء التي سيكون على الجيش التصدي لها في حال حصول مزيد من التدهور للوضع السوري». ودعا الى «مواصلة دعم الجيش». كذلك حض «جميع القادرين على التأثير الايجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية بطريقة ديموقراطية. آن الاوان لوضع الخلافات جانبا. آن الاوان للتحدث الى الاصدقاء والى الخصوم. آن الاوان لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة».
وفي كلمته، ثمّن شتانماير جهود لبنان في التعامل مع ازمة اللاجئين السوريين. ودعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اللبنانيين الى «التمسك بالثوابت الوطنية من خلال الحوار لتحقيق التوافق المطلوب لانتخاب الرئيس». ونوّه وزير خارجية ايطاليا بـ»الجهود الاستثنائية التي بذلها لبنان حيال النازحين»، وايد مساعي الحوار. وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بسلام وجهوده «في الظروف الصعبة»، وحضّ الاطراف الاقليميين على تسهيل انتخاب الرئيس. وقال: «اللبنانيون اصدقاؤنا ويحتاجون الى مساعدة وسنكون الى جانبهم». وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «دعم لبنان كي ينعم بالسيادة ومعالجة ازماته بلا تدخل خارجي»، وقال: «علينا تجنب فراغ السلطة ونرحب بالحوار الذي لا بد منه من اجل الاتفاق السياسي بين الافرقاء». ودعا الى «الحؤول دون الفوضى التي تفيد المتضررين»، واعلن دعم بلاده الجيش في مواجهة الارهاب و»خصوصا داعش وجبهة النصرة على الحدود مع سوريا». واعتبرت ممثلة الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني «ان مساعدة لبنان مسؤوليتنا المشتركة»، تلاها ممثل عن الخارجية الاميركية حيا سلام على «شجاعته لانه يريد تحقيق الوفاق السياسي»، واكد دعم القوات المسلحة، مشيرا الى المساعدات العسكرية التي تقدمها بلاده للبنان «بسخاء». وشدد على حماية لبنان من «المجموعات التخريبية»، وقال: «يمكنكم ان تعتمدوا على صداقة اميركا ودعمها». ثم ممثل بريطانيا فقال ان لبنان «في حاجة الى رئيس والى تعزيز المساعدات لمواجهة ازمة النازحين»، داعيا الافرقاء اللبنانيين الى «وضع الخلافات الطائفية جانبا»، ولفت الى ان لبنان «يواجه تهديدات على الحدود مع داعش». وأكد ممثل الصين ان بلاده تتابع عن كثب تطورات لبنان، مشددا على «سلامته الاقليمية».
وبعد الظهر تحدث سلام في الجمعية العمومية، فاعتبر «ان الحل الافضل والاقل كلفة على سوريا والدول المجاورة والعالم، الذهاب مباشرة نحو المأساة ومعالجتها من اصلها. ان لبنان يجدد الدعوة الى الاسرة الدولية، وبخاصة جميع القوى المؤثرة في العالم، الى الخروج من حال الانتظار او التردد، ووقف التقاتل بالدم السوري وعلى الارض السورية، والمسارعة الى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر ارساء حل سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة اراضيها، ويلبّي تطلعات الشعب السوري الى حياة حرة كريمة». ولفت الى ان «اوروبا بامكاناتها الهائلة ورحابتها الانسانية ارتبكت امام آلاف النازحين الذين حلوا في مدنها على حين غَرة، فكيف لبنان الضيق المساحة والقليل القدرات يستضيف منذ اربع سنوات مليونا ونصف مليون نازح سوري، اي ما يقارب ثلث سكانه». واضاف: «لبنان المتمسك بالتزاماته الدولية، يكرر النداء الى الدول المانحة للوفاء بتعهداتها، لا بل مضاعفة مساهماتها المالية وتقديمِ المساعدات المباشرة الى المؤسسات الحكومية والمجتمعات اللبنانية المضيفة طبقا لخطة الاستجابة التي اطلقها لبنان بالتعاون مع الامم المتحدة». وشدد على «مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الاعباء بين الدول، واهمية اقامة اماكن آمنة او مناطق عازلة للاجئين في سوريا او مراكز تجمع لهم على الحدود». وجدد التزام «محاربة الارهاب باشكاله المختلفة»، مؤكدا استعداده «اي تعاون في اطار الجهود الدولية التي يقوم بها مجلس الامن لمكافحة الارهاب واجتثاث مصادر تمويله». كما اكد التزام لبنان القرار 1701، مطالبا المجتمع الدولي بالزام اسرائيل «وقفَ خروقاتها للسيادة اللبنانية».