شهد لبنان في السنوات الأخيرة إرتفاعاً ملحوظاً بنسبة الطلاق وتعود أسباب إزدياد الإنفصال بين الأزواج إلى الضائقة الإقتصادية التي يعيشها كثير من اللبنانيين والإستخدام المفرط لوسائل التواصل الإجتماعي (الواتساب ، الفيسبوك وغيرها...) .
إن سوء استعمال وسائل التواصل الإجتماعي التي دخلت على الخط في السنوات القليلة الماضية لتزيد من المشاكل بين المتزوجين وتشكل بشكل سلبي على علاقتهم الأسرية الزوجية وفتحت مجالاً واسعاً لتسلل العلاقات الحوارية الغير خاضعة للرقابة الزوجية ، حيث أن تمضية الأزواج أوقاتاً طويلة بالتحدث عبر هذه الوسائل والبرامج،يؤدي إلى إهمال واجباتهما الزوجية والمنزلية سببت الكثير من المشاكل لدى عشرات بل مئات الأزواج الذين وصل بهم الحال إلى الطلاق .
إضافةً إلى ذلك إن النازحات السوريات في لبنان أضفن سبباً جديداً لوقوع حالات طلاق بين الأزواج اللبنانيين "بسبب محاولات البعض منهن التقرب من رجال لبنانيين حتى ولو كانوا متزوجين من أجل تأمين مسكنهن ومأكلهن حيث يئن لبنان تحت وطأة ضغط النزوح السوري المستمر منذ إندلاع الأزمة في بلادهم منذ أذار 2011 بعد إزدياد عدد النازحين في لبنان.
ان النسبة الاكبر من حالات الطلاق بسبب الهاتف والواتساب هي لنساء اقمن علاقات عاطفية عبر الهاتف ولكن هذا لا يعني عدم وجود حالات اخرى يكون الرجل فيها هو الفاعل.
تطلّق سمير من زوجته بعدما فشلت المحكمة الشرعية في التوفيق بينهما. لهما طفل في عمر ثلاث سنوات، هو ضحية انفصالهما، لا يراه والده إلا مرة واحدة في الشهر، سمير الذي يسيطر عليه طابع الذكوري الحاد ، إذ يعبّر عن اقتناع واضح بأن ما يحق له لا يحق لزوجته، “أليس الرجال قوامين على النساء”؟. يروي سمير أن زوجته طلبت الطلاق لأنه رفض أن يعطيها كلمة السر لهاتفه حيث لم تنفع جميع الوساطات في عودتها، فهي مقتنعة بأن هناك أموراً تجري من خلفها، وأن زوجها لا يتفرغ لها ويفضّل أن يحافظ على صداقاته بعيداً عنها.