ﺷﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ " ﺻﺎﺩﻕ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ " ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺎﺷﻤﻲ ﺭﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ، ﻫﺠﻮﻣﺎً ﻻﺫﻋﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ " ﺗﺴﻴﻴﺲ " ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻼﻟﻲ ﻟﻠﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺣﺠﺎﺝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ " ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻣﻨﻰ " ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻛﺘﻞ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻭﺷﺪﺩ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ، ﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺨﻼﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺣﻮﻝ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺳﺘﻐﻠﻮﺍ ﺣﺎﺩﺛﺎً ﻣﺆﺳﻔﺎً ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺃﺣﻘﺎﺩﻫﻢ، ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﻋﻨﺼﺮﻳﺘﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺯﻳﺒﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ : " ﺧﻼﻓﺎً ﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﻭﺩﻧﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻣﻨﻰ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻣﺴﺒﻘﺎً ." ﻭﺗﺎﺑﻊ : " ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﺑﺈﻳﺮﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﻢ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻋﻦ ﻣﻨﻰ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺘﻴﻘﻨﻮﻥ ﻭﺑﺪﻗﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ." ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻳﺒﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻟﻠﻌﺮﺏ، ﻗﺎﺋﻼً : " ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻨﺲ ﺑﻌﺪ ﻫﺰﻳﻤﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻟﻢ ﻧﻨﺲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ 1400 ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺨﻔﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ ﺿﻐﻴﻨﺔ ﻭﺣﻘﺪﺍً ﺩﻓﻴﻨﻴﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧﺎﺭ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻟﻬﻴﺐ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ."
ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺫﻛﺮ، ﺃﻥ " ﺻﺎﺩﻕ " ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻧﺸﺮ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻠـ ﻋﺮﺑﻴﺔ . ﻧﺖ ﻗﺎﺋﻼً : " ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .. ﻗﺪ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎً . ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﻧﻌﻢ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ، ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ " ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮ .
ﻭﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻗﺎﻝ " ﺯﻳﺒﺎ " ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺗﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻧﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻨﺮﺍﻫﻢ ﻳﻌﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻷﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻳﺒﻐﻀﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺗﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻟﻌﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .. ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ."
ﻣﻦ ﻫﻮ ﺻﺎﺩﻕ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ
ﻭﻟﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ ﻋﺎﻡ 1948 ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮﺩﻓﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻃﻬﺮﺍﻥ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺎً ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪﻱ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺼﺪﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻳﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ " ﺷﺎﻫﺪ " ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ، ﻭﺳﺠﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻣﻴﻦ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﺣﺘﻞ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺑﺎﺭﺯﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ . ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺻﺎﺩﻕ ﺯﻳﺒﺎ ﻛﻼﻡ، ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻢِ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ، ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺎﺷﻤﻲ ﺭﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ .
ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ - mbc.net