في ذروة التظاهرات المطلبية التي شهدها وسط بيروت وما تحملها من تجسيد لمعاناة الشعب ، ومع كل التفاعل الذي لقاه هذا الحراك على مواقع السوشيال ميديا وفي كل الوسائل الإعلامية ، أطلقت قناة " إم تي في" اللبنانيّة فقرةً عن "الإتيكيت" قواعد السلوك ، لتعلم المتظاهرين كيف يتصرفون بطريقة حضارية ، مضيئة على القواعد السلوكية التي يجب اتّباعها في التظاهرات لنقل صورة حضارية للمشاهدين !
هذه "الصرعة التي أطلقتها ال MTV شهدت ردود أفعال ساخرة على مواقع التواصل الإجتماعي و معبرة عن إنفصام المحطة الكبير عن الواقع .
فالمذيعة والتي كلّفت نفسها بإعطاء التعليمات والإرشادات لكيفية التظاهر "الكلاس" لم تكتفِ بالعمل الإعلامي ، بل بدت وكأنها أستاذة بالمدرسة وتعلم التلاميذ (المتظاهرين) الدرس، إذ قالت " يجب أن يكون المتظاهر حضاريّاً، لباسه محترم ولائق، وشكلنا مش ضروري يكون منكوش ونازلين على حرب، كما يجب أن تكون اللافتات جميلة ولا تتعرض للأشخاص أو للأسماء، كما يجب المحافظة على النظافة ، كعدم الأكل والشرب والرمي على الأرض، وإلا لا تكون مظاهرة سلمية ".
قولها هذا يدل على السطحية في توصيف التظاهر وأهدافه حيث أن الشباب "مش نازلين بيك نيك أو رايحين عرس" ، هم أصحاب مطالب ولهم صوتهم ويصرخون لحقوقهم ، حقوق ليس بالوارد وضعها في قالب " مصطنع" حتى يصبح "بدا كوافير" و "MAKE UP"
ال mtvلم تتوقف عند هذا الحد بل عادت قبل عيد الأضحى لتروّج للفقرة نفسها متحدثة عن "إتيكيت" هذا العيد ، حيث شرحت أصول المراسلات والمعايدات على مواقع التواصل الإجتماعي ، وبأنه يجب علينا قبل معايدة أصدقائنا أن نعلم إن كانوا مسلمين أو لا ، أما في حال لم تتوافر هذه المعلومات، فإن زيادة الخير خيراً في إرسال المعايدات للجميع .
وهكذا تتفوق هذه الفقرة على نفسها في استغلال مناسبات عدة والإطلالة للتنظير في أصول التعامل والتواصل الاجتماعي.
ببساطة فقرة "أتيكيت" تحتاج لإتيكيت لما تروجه من سخف وابتذال ، ولا نستبعد بعد إن أطلت مذيعة هذه الفقرة لتخبرنا كيف نتنفس بإيتيكت وأن الشهيق لا يجب أن يسبق الزفير (وإلا أصبحنا vulgaire"!