يشهد مطلع هذا الاسبوع حركة ناشطة من الاتصالات والمشاورات باتجاه بلورة ما سميَ بـ«السلّة المتكاملة» ايّ حلّ ازمة انعقاد مجلس الوزراء واستئناف عمل مجلس النواب التشريعي والتعيينات الامنية.
وكل المعلومات تؤكد ان الاجواء ايجابية باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وفي موضوع النفايات، تعتبر الساعات المقبلة حبلى بالكثير على مستوى تطبيق خطة الحكومة، في ظل معلومات خاصة لـ«الديار» من اوساط الوزير اكرم شهيب الذي يرفض كلياً تنفيذ الخطة بالقوة وبأيّ ثمن ويطالب بالهدوء والتريث لأن المطلوب ادخال البلديات الى الشراكة الكاملة.
ما الجديد بما سُميَ بـ«السلة المتكاملة»؟
تؤكد المعلومات ان الحلّ للازمة «مكتوب» وينتظر الاقرار، واشارت المعلومات الى ان الاتصالات والمساعي التي شهدتها عطلة الاضحى اسفرت عن نتائج مبدئياً ايجابية، وهذه الاتصالات جرت على أكثر من صعيد للوصول الى حلّ ضمن «السلّة الواحدة المتكاملة»، باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وتشير المعلومات الى ان رئىس مجلس النواب نبيه بري بالتكافل والتضامن مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يسعيان للوصول الى حلّ يرضي جميع الاطراف، وقد عُلم ان جنبلاط يقوم بتحرك باتجاه تيار المستقبل من خلال وزير الصحة وائل ابو فاعور بتمن من بري، وتشير المعلومات الى ان موقف المستقبل بدأ بالحلحلة، وان اجواء الرئىس سعد الحريري اتت ايجابية، الامر الذي يبعث على التفاؤل بحسم الحل قبل جلسة الحوار الرابعة، وما ساعد على ترجيح الايجابيات هو ان الحريري ابدى مواقف مرنة.
وعلم ان الاتصالات التي يقوم بها بري وجنبلاط لم تأتِ من فراغ بل ثمة معلومات في حوزتهما بأن تسوية تطبخ على المستويين الاقليمي والدولي بغية ايجاد المخارج للازمة اللبنانية، على غرار ما جرى لدى ولادة الحكومة السلامية، رغم الاختلاف بين طهران والرياض وحيث توافقت السعودية وايران على «قبة باط» ادت الى تأليف الحكومة الحالية.
ومن خلال المعلومات المتوافرة، فان كل من ايران والسعودية وبغطاء دولي من واشنطن وروسيا وباريس يجري حلّ «السلّة المتكاملة» على الطريقة اللبنانية، على اعتبار ان المجتمع الدولي، وفي هذه المرحلة بالذات يعطي الاولوية للازمة السورية، الامر الذي علم به سلام خلال تواجده في نيويورك ولقاءاته مع مسؤولين امميين ودوليين في الامم المتحدة.
اذاً، تشير المعلومات الى ان الامور تسير باتجاه ايجابي، وان هذه التطورات تعطي دفعاً باتجاه حلحلة عناصر الازمة من جهة، وترسي مناخاً اكثر ايجابية في جلسة الحوار الرابعة.

 

 

حلحلة الترقيات؟!

لكن هذا التفاؤل الزائد، اصطدم بموضوع الترقيات، اذ تؤكد المعلومات ان حل موضوع الترقيات لعدد من العمداء الى رتبة لواء ما يزال مدار اتصالات ومشاورات من جانب بعض مكونات الحكومة، الا ان هذه الاتصالات لم تصل حتى الآن الى الغاية المرجوة منها، وهي حلحلة مواقف بعض المعترضين على هذا المخرج، ولكن المصادر تحدثت عن وجود اشارات ايجابية يفترض ان تتبلور بالكامل قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المرجحة يوم الخميس المقبل.
واذ تحدثت المعلومات من ان موقف تيار المستقبل ليس سلبياً من هذه القضية، لكنه لم يحسم موقفه نهائىاً بانتظارالمشاورات التي سيجريها مع حلفائه في قوى 14 اذار. وقالت ان هذه المشاورات تشمل اتصالات مع كل من حزب الكتائب والرئىس السابق ميشال سليمان في ضوء ما صدر من اعتراضات من جانب الطرفين على موضوع الترقيات، واوضحت ان الرئىس سليمان حاول عبر الوزراء المحسوبين عليه تسويق فكرة استدعاء العميد شامل روكز من الاحتياط بعد احالته الى التقاعد كما حصل مع العميد ادمون فاضل الا ان العماد ميشال عون اعتبر ان هذا الاقتراح بمثابة «فخ» وبالتالي لم يقبل به عون.
واشارت المعلومات الى انه اذا تكللت الاتصالات بالنجاح، فمن المفترض ان يطرح رئىس الحكومة تمام سلام هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال في الجلسة المقبلة. وقالت ان الوصول الى حل لقضية الترقيات سيشكل مفتاح الحل للشلل الحكومي، لانه من دون ذلك سيكون هناك تعقيدات جديدة للوصول الى مقاربة مشتركة لآلية عمل مجلس الوزراء.

 

 

مقبل

وكان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل اعلن رفضه تسوية الترقيات، معتبراً أنّ الأولوية في الترقية تأتي كالآتي:
ـ نائب رئيس الأركان في شؤون التخطيط العميد مارون حتي من دورة 1980
ـ قائد منطقة الجنوب العميد فرنسوا شاهين
ـ قائد منطقة البقاع العميد البير كرم
ـ قائد مقرّ عام الجيش العميد جورج كيوان
ـ مدير الأفراد العميد كلود حايك
ـ رئيس فرع مخابرات الجيش العميد ريشار حلو
ويشير مقبل إلى «أنّ هؤلاء رقوا الى رتبة عميد قبل العميد روكز الذي يحتلّ المرتبة 20 بين الضباط الموارنة والـ50 بين كلّ الضباط برتبة عميد من كافة الطوائف».

 


الوطني الحرّ
واللافت موقف التيار الوطني الحرّ حيث قال الوزير السابق سليم جريصاتي «انه لا يمكننا جزم اننا وصلنا الى سلة متكاملة إنما عندما غادر العماد ميشال عون جلسة الحوار أو ما يعرف الاقطاب المصغرة، لأن الحلول لم تكن ناضجة بعد».
لكن العماد عون يضيف جريصاتي: قام بتسجيل خرق في الجلسة الحوارية باعتماد قانون «النسبية» على انه القانون الافضل للتمثيل الشعبي ولم يعترض أحد من الافرقاء الحاضرين في الجلسة.
وختم جريصاتي: نحن إيجابيون، لكن من المبكر أن نقول ان متطلباتنا استكملت وتحققت على وجه كامل.

 

 

الحراك والنفايات

وبالنسبة الى موضوع النفايات، يبدو ان الحراك يمر بلحظات مفصلية مع شد الحبال القائم بين المجموعات المختلفة والجدل و«الكر والفر» بينها حول «حرب الأيام السبعة» فيما يتعلق بنقل النفايات المتعفنة إلى مطمر الناعمة، وما يطالعها من ملفات تسير على إيقاع الخطة وبالتوازي مع مراحل تطبيقها، من «لائحة الشرف» العكارية التي أصدرتها أمس مجموعة «طمرتونا بفضلكم» الرافضة لطمر النفايات في عكار من خارج المنطقة.
اوساط الوزير شهيب، تحدثت عن براغماتية عالية وضبط نفس يمارسه شهيب في وجه من يطالبه بالبدء بتنفيذ الخطة فورا بأي ثمن، فيجيبهم بأنه مع التريث والهدوء، لأن الموضوع ليس في استعمال المطمر لأيام سبعة، بل في فهم جميع البلديات لموضوع الفرز من المصدر، وتبنيها لهذا، وإفساحا في المجال أمام إستيعاب جميع ردود الفعل والتعقيبات والتعليقات والتوضيحات، فهم نقل النفايات إلى مطمر الى الناعمة «أحد الهموم وليس كلها». ولكن إذا لم يفهم الجميع الدور المناط به، وتبدأ الأمور بالتوازي في جميع المناطق، فسنذهب إلى المشكلة مجددا.
شهيب واللجنة الفنية يستفيدان من «الفولات» التي يرتكبها بعض النشطاء البارزين، خصوصا تحويل الشأن المطلبي العام إلى موضوع شخصي، ومن زعم البعض أنه، دون الآخرين، أم الصبي... كما وتستفيد من بعض الإطلالات «غير الموفقة» لبعض رموز معارضة «الإقفال» عبر وسائل الإعلام، وإتهامهم رؤساء البلديات وإتحادات البلديات بأنهم دمى تحركها الزعامات، أو إتهمامهم بالرشى وتخوينهم عبر الشاشات، ما يثير حمية وغضب هؤلاء، علما أن التعميم و«لوائح الشرف» «غير مطابقة في بلد الحريات، حيث من حق الجميع أن يعبر عن رأيه، ومن غير المقبول، بحسب رئيس بلدية معني بالملف تحدث لـ«الديار» «أن يتهم أحد رؤساء البلديات بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. أنا رئيس بلدية إنتخبت بأكثر من ألفي صوت، لا أحد يستطيع أن يقول أني لا أمثل إلا نفسي، أنا أمثل مجلس بلدية قريتي المنتخب».
إذن بالصبر والأنات وطول النفس يواجه شهيب العقبات التي تعترض درب تنفيذ خطته، ليس مستعجلا، بمقدار حرصه على مبدأ أن إدارة تنفيذ الخطة أهم بكثير من إقرارها، ومن صبر سبعين يوما على تراكم النفايات في الشوارع، لن يضيره الصبر لايام قليلة، مع تبني أكثر وهدوء النفوس أكثر...