لم تعرف الفتاة البنغلاديشية "ريجينا" أنّ هربها من منزل مخدومها الفخم وارتمائها في أحضان مواطنها وحبيبها الفقير"هيوميون" سينتهي بها إلى الموت المحتم . لقد أحبته بجنون وانتقلت للعيش معه في غرفة متواضعة في محلة صبرا، بعدما وثقت به إلى أبعد الحدود وأقامت معه علاقة جنسية كاملة.
سوء الأحوال المادية للعشيق فجّرت العلاقة بين الحبيبين، ودفعت بـ"ريجينا" إلى ترك "هيوميون"مكسورة الخاطر وانتقلت لتعيش مع أربع فتيات بنغلاديشيات في مكان قريب.
أسابيع قليلة كانت كافية لتقلب المعادلة رأساً على عقب، لقد شعرت "ريجينا" بعوارض الحمل، قصدت أقرب صيدلية واشترت فاحصاً لتكتشف أنّها حامل. سارعت إلى عشيقها لتزف له الخبر السعيد، فجن جنونه وطلب منها التخلص من الجنين بأي وسيلة.
عبثا حاولت الفتاة إقناع حبيبها بخطورة قراره وسعيها إلى الإرتباط به بزواج شرعي. كان جوابه حاسماً: "لا زواج ولا قدرة على إنجاب الأطفال في لبنان".عادت الفتاة إلى غرفتها حزينة، فيما بدأ "هيوميون"نسج خيوط الخلاص من هذه الورطة، قصد صيدلياً تربطه به علاقة صداقة، اشترى منه دواء للإجهاض وذهب مسرعاً إلى "ريجينا" وأجبرها على تناوله بقصد التخلص من الجنين.
باءت محاولة "هيوميون" بالفشل ولم يحصل الإجهاض، لكنّ الدواء تفاعل في جسم الفتاة التي راحت تنزف الدم أمامه بغزارة. لم يأبه الأب البيولوجي للجنين لهذا المشهد، انتقل إلى الخطة الثانية، إذ اتفق مع الفتيات الأربع شريكات "ريجينا" في الإقامة على إنهاء كابوسه.
وبإشارة واحدة منه، اقتربت الفتيات الأربع من الضحية وأقدمن على تمديدها على ظهرها فوق السرير، فعمدت اثنتان منهنّ على فتح رجليها فيما تولت الأخرتان الإمساك بيديها لمنعها من المقاومة، ثم اندفع "هيوميون" وأدخل يده في فرج الضحية وقام بسحب الجنين بشراسة متناهية بدا معها فاقداً أي معنى من معاني الإنسانية. وبالفعل نجح في ذلك ليخرج كتلة لحم صغيرة قاطعاً "حبل الصرّة" عن مصران الأم المفجوعة، لفّه بقطعة قماش صغيرة وخرج ليلقيه في أقرب مستوعب للنفايات.
العملية الوحشية أدخلت الضحية في غيبوبة على الفور، نتيجة النزيف الحاد وتسمم جسمها بالكامل. حملها الجاني وهرع بها إلى قسم الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، زاعماً أنّه زوجها واسمه "محمد جمال" مبرزاً إقامة مزورة بهذا الإسم، لكن العلاجات لم تفلح في انقاذ حياتها، وما لبثت أن فارقت الحياة. ولدى تبلغه بموتها هرب الفاعل من المستشفى واختبأ في منطقة الطريق الجديدة، فيما أكد تقرير الطبيب الذي عاين المجني عليها أنها أصيبت بثقوب في الرحم نتيجة إجهاضها بطريقة خاطئة، ساهمت في دخول الجراثيم إلى جسمها ومنه إلى الدم.
كاميرات المراقبة في المستشفى التقطت صورة إمرأة كانت برفقة الجاني حين أدخل "ريجينا" المستشفى، وبيّنت التحقيقات فيما بعد أنها زوجته التي عقد قرانه عليها قبل الحادث بفترة قصيرة، وتقيم في منطقة الكولا فتم توقيفها، ودلّت الأخيرة على مكان زوجها الذي أوقف واعترف بجريمته نافياً معرفته بالمكان الذي لجأت اليه شريكاته الأربع.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، أصدرت حكمها في القضية وأنزلت عقوبة الأشغال الشاقة مدة ثلاث عشر سنة بالمتهم بعدما أدانته بجرم إجهاض الضحية بالقوة والتسبب بوفاتها قصداً.