وفرّ تدافع منى الذي أدى إلى وفاة 144 حاجاً إيرانياً إضافة إلى المئات من الجنسيات الأخرى، مادة لإظهار كراهية إيرانيين كثر تجاه المملكة السعودية ساعدهم في ذلك الماكينة الإعلامية الرسمية متمثلة بالإذاعة والتلفزيون الرسمي .
بالرغم من اجتماع الجميع في إيران على تحميل التقصير على الإدارة السعودية و وصفهم بعديمي الكفائة في إدارة الحج إلا أن مضامين الإنتقادات التي وجهها كل من التيار المحافظ والإصلاحي كانت مختلفة عن بعضهما البعض .
إذ حاول المحافظون تحويل كارثة منى إلى مناسبة للتعبير عن سخطهم تجاه السعوديين في قضية غزو اليمنؤ.
وأطلق المحافظون مظاهرات بعد انتهاء صلاة الجمعة في مختلف المدن الإيرانية رافعين هتافات منددة للإدارة السعودية ومنها الموت لآل سعود ، في حادث لا سابقة له بعد مجزرة مكة عام 1988 التي قتل خلالها أكثر من 500 من الزوار الإيرانيين على يد الشرطة السعودية .
ووجد القوميون الإيرانيون غير المتدينين الأوضاع ملائمة ، لإطلاق حملة إعلامية ضد الشعائر الإسلامية والسخرية من الحج والإستهزاء بالحجاج، ممّا لا ينسجم مع معتقدات المحافظين، حيث إنهم حريصون على الشعائر الإسلامية ولا يذهب عداء السعودية بهم إلى الإرتداد عن دينهم .
وبينما اتخذ المرشد الأعلى آية الله خامنئي موقفاً غاضباً تجاه ما اعتبره التملص السعودي من قبول المسؤولية والتقصير وتقديم الإعتذار لعوائل المتضررين من تدافع منى ، حاول رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني تهدئة الشارع في أولى تصريحاته بعد الحادث، ودعا رفسنجاني الجميع للتريث حتى نهاية التحقيقات وتجنب الإستنتاجات المستعجلة .
ولكن يبدو أنّ احتقان الشارع عصي على التهدئة في ظل عدم استجابة المملكة السعودية لمطالب الإيرانيين من إرسال وفد للتحقيق في الحادث وتفقد المصابين ، وهناك أخبار غير مؤكدة عن اعتقال عدد من الزوار الإيرانيين من قبل السلطات السعودية .
وفيما يتعلق بضحايا التدافع من بين الإيرانيين تمّ التأكد من وفاة رحيم بور سفير إيران السابق لدى اسلوفينيا وبعد مضي أربعة أيام هناك أخبار متضاربة عن مصير سفير إيران السابق لدى لبنان غضنفر ركن آبادي ، ويفيد آخر الأخبار بأنه مفقود ومصيره مجهول حتى اللحظة.