لاقى كلام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حول سورية عموماً واتفاق الزبداني ــ الفوعة وكفريا خصوصاً، ليل أمس الجمعة، رداً سريعاً من المعارضة السورية المسلحة، التي فنّد مصدر مطلع منها ما وصفها بـ "مغالطات وأكاذيب" نصرالله.
وفي حين جزم الأخير، خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة "المنار" (التابعة لحزب الله)، بأن مشاركة الحزب في الحرب السورية مستمرة من دون أي تعديل أو تراجع، مدعياً بأن سير الأمور في سورية يتّجه لمصلحة النظام وحلفائه، ميدانياً وسياسياً، مع دعم وتمسك روسي وإيراني بإبقاء الرئيس بشار الأسد في المعادلة، أورد المصدر المعارض مجموعة معطيات تفيد بأن إيران كانت وحدها تفاوض المعارضة السورية المسلحة في تركيا، التي اقتصر دورها على تأمين مكان لاجتماعات التفاوض.
وأضاف المصدر نفسه أنه في أثناء الزيارة "تطور موضوع الفوعة وقام الطرف الإيراني بإرسال عرض للفصائل السورية عن طريق فريق دي ميستورا، الذي تم التواصل ومتابعة الملف معه بعد نهاية زيارته إلى طهران". وعلى الرغم من إشارة نصر الله إلى أهمية الفوعة وسلامة أهلها وتأثير هذين الواقعين على سير معركة الزبداني، أشار المصدر المعارض إلى أنّ "النظام السوري وحزب الله كانا حريصين على اقتحام الزبداني عسكرياً، لتحقيق نصر مدوٍّ ولم يهتما بموضوع الفوعة، في حين أن إيران فرضت إرادتها على الطرفين وجعلت الفوعة عنصراً أساسياً في التفاوض".
وفي ما يخص دور إيران (الذي قال نصر الله إنه يؤدي دور الوسيط ولم يكن مخولاً باتخاذ القرار)، أكد المفاوض المعارض أنّ "الإيرانيين كانوا يحركون كل الخيوط باستثناء موضوع الأسرى الذي لا يزال عالقاً ويشكل مشكلة حقيقية بين الطرفين لأسباب ما زلنا نجهلها"، مكذباً بذلك كلام نصر الله عن دور إيران "الوسيط".
أما في ما يخص الموقف التركي من المفاوضات (إذ قال نصر الله إنّ "تركيا أدت دوراً سلبياً في المفاوضات")، فشدد المصدر السوري على أنّه "لم يكن للأتراك أي دور في التعطيل، وبحسب ما علمنا لم يتم التواصل معهم من قبل الإيرانيين"، مع إشارته إلى أنّ "الأمم المتحدة وإيران رفضتا مشاركة أي وسيط آخر".
أما في ملف التهجير الديموغرافي والفرز الطائفي الحاصلين على الأرض السورية، التي أصر نصر الله على نكران حصوله (مع إشارته إلى أنه "مرحب بعودة أهالي الزبداني إلى بلدتهم بعد سيطرة النظام عليها")، ردّ المصدر المعارض معتبراً أن "موضوع التهجير الديموغرافي أمر واقع، ورغم نفيهم ونكرانهم هذا الواقع إلا أنّ كلامهم خلال المفاوضات لا يحتمل الشك، بحيث اعترفوا في مرحلة التفاوض بأنّ كل سكان الفوعة سيخرجون من البلدة".
وكان نصر الله قد زعم خلال المقابلة التلفزيونية أنّ "الزبداني كان يمكن أن تسقط سريعاً، ولكن بعد دخول معادلة الفوعة كفريا – الزبداني، اعتبرنا الأمر فرصة وقررنا الاستفادة من الزبداني لحل مشكلة الفوعة وكفريا".
وحاول نصر الله تضخيم دور النظام السوري في المفاوضات، التي تمّت حول البلدات الثلاث والتسوية التي تمّت، مشيراً إلى أنّ "المفاوض الإيراني يؤدي دور الوسيط ولم يكن مخولا باتخاذ القرار"، مضيفاً أنّ القيادة السورية قامت بتقديم كل مقوّمات النجاح للتفاوض.
"
وفي ما يخص متابعة حزب الله قتاله في سورية، أكد نصر الله على أنه "لو عاد الزمن إلى الوراء لكان حزب الله عجّل بالدخول الى سورية وما تأخر". وعلّق نصر الله على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا، واصفاً إياها بأنها "لمعرفة أفق (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في سورية وفي محاولة لأخذ ضمانة بألا يصل السلاح الروسي في سورية الى يد حزب الله".
واعتبر نصر الله أنّ ما يحصل اليوم في سورية ترجمة لـ"فشل الاستراتيجية الأميركية والتحالف الدولي ضد داعش، واستجد اليوم استحقاق جديد أمام الأوروبيين هو استحقاق اللاجئين"، وأشار نصر الله إلى أنّ من أهم دوافع الاتفاق النووي الإيراني "الظنّ بأنه من خلال المفاوضات يمكن لإيران أن تساوم على سورية وهذا المشروع انتهى أيضاً".
وأعرب نصر الله عن سعادته بالتصعيد الروسي العسكري المستجد في سورية، بما أنه لم يعد هناك "التباس في روسيا في ما يخص دور الرئيس السوري، بشار الأسد، فالموقفان الروسي والإيراني حاسمان جداً بدعم الأسد" على حد اعترافه.