رحّب أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، اليوم الجمعة، بتعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا دعماً للحليف المشترك الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش"، دفع موسكو للتدخل بشكل مباشر. وأكد أن الولايات المتحدة ستبقى في نظر "حزب الله" "الشيطان الأكبر" طالما انها لا تزال تدعم "إسرائيل" عسكريا وسياسيا واقتصاديا الخ. وتتغاضى عن مصالح الشعوب الحقيقية، وانا التفاوض معها "لا يعني توقفها عن الشيطنة". واعتبر ما حدث من كارثة للحجاج في منى أثناء تأديتهم مناسك الحج أمس، "يدمي القلوب ويستحق التوقف عنده طويلاً".
وأكد نصر الله، خلال مقابلة مع برنامج "حديث الساعة" على شاشة قناة "المنار"، "وجود فرصة لطاولة الحوار للنجاح ببعض الملفات إن توفرت النوايا"، لافتاً الى أن "طاولة الحوار شكلها الرئيس (نبيه) بري ونحن شجعنا من باب الجدية"، مكرراً القول إن ايران لا تتدخل في أي امر له علاقة بلبنان والفرنسيون ىسمعوا هذا الامر عندما زاروا ايران.
وكرر موقف حزبه بتأييد ترشيح العماد ميشال عون للرئاشة معتبراً ان رئيس "التيار الوطني" و"كتلة التغيير" يحمل المواصفات المطلوبة للرئيس في لبنان في هذه المرحلة الحساسة.
وشدد على أن "لبنان بحاجة الى رئيس قوي شخصيته قوية لا يباع ولا يشرى ولا يخاف من التهديدات في المنطقة ويقدم المصالح الوطنية على غيرها"، مشيراً الى أن "المواصفات التي نراها مناسبة لموقع رئاسة الجمهورية تفرض علينا دعم العماد ميشال عون وليس العكس".
ورأى أن "فرصة العماد عون ستزيد في الوصول إلى الرئاسة وهو مستقل لا يرتبط بدولة ولا بسفارة ولا بأي جهة".
وشدد على ضرورة اعتماد قانون انتخابي لانتخاب برلمان جديد في لبنان قائم على اساس النسبية، معتبراً ان "من يرفض النسبية هو ديكتاتور.. يريد استمرار كل المصائب في هذه الدولة". وقال "نحن جربنا سابقا النزول إلى الشارع والبعض لا يهتز ولو نزل مليون وأضرب مليون عن الطعام ". وأكد ان "حزب الله" لا يعارض اي حراك يتضمن مطالب محقة. لكن تأييده لها أو معارضته تتوقف على فهم طبيعة هذا الحراك. اما دخول أو الدعم الشعبي لهذا الحراك من قبل "حزب الله" في هذه المرحلة فانه "يعطّل اهداف الحوار لأنه في بداياته".
وأضاف أن المشكلة في لبنان ان الدستور لم يتحدث عن استفتاء وهذا عكس ما تنص عليه اغلب الدول التي لديها دساتير وانتخابات
وغداة فاجعة سقوط مئات الضحايا خلال آداء مناسك الحج في منى، قال نصر الله إن "مناسبة عيد الاضحى المبارك تحولت الى تبريك بالعيد وتعزية بالضحايا"، مضيفاً ان الحكومة السعودية تتحمل مسؤولية الحادثة لأنها هي من يتولى تنظيم الحج، والقاء التبعات على الحجاج هو تبسيط للأمور، ووقوع الأحداث المتكررة في موسم الحج يدلل على وجود خلل في ادارة السعودية لمناسك الحج.
وشدد على إجراء تحقيق، داعياً لأن يُشارك مندوبو الدول التي كان لها النصيب الأكبر من الضحايا والمصابين في لجنة التحقيق، للتأكد من موضوعية التحقيق.
وتوقع أمين عام "حزب الله" أن "النقاش سيفتح على مستوى منظمة التعاون الاسلامي"،قائلاً "يُوجد طرحان: إدارة لموسم الحج والطرح الثاني تشكيل هيئة اشراف فيها ممثلون عن الدول التي لديها أعداد ضخمة من الحجيج". ورأى أن "إصرار الحكومة السعودية على منع الدول الاسلامية من المشاركة في الادارة لم يعد له اي منطق".
وفي الشأن السوري، شدد نصر الله على أن "تداعيات الفشل بدأت تظهر على اولئك الذين شنوا حرباً كونية على سوريا.. نحن حزب لبناني له تأثير في الاحداث الاقليمية ومن يريد توصيفنا أكثر من هذا فهذا شأنه".
وقال: " اليوم نشهد فشل الاستراتيجية الأميركية والتحالف الدولي ضد داعش. واستجد اليوم استحقاق جديد أمام الاوروبيين هو استحقاق اللاجئين"، معتبراً أن العلاج يكون إما بعلاج السبب وهو ايقاف الحرب في سوريا، أو استيعابهم في بلادهم.
ورأى أن من أهم العوامل هي الاتفاق النووي الايراني، "فالاميركيون كانوا يظنون أنه خلال المفاوضات يمكن لايران ان تساوم على سوريا وهذا انتهى ايضاً".
وتطرق نصر الله الى الموقف الروسي، مؤكداً أن "موسكو وقفت الى جانب سوريا منذ بداية الأحداث، ودعمتها اعلامياً وعبر السلاح، ولكن لم يتطور الموقف في الموضوع العسكري لأن يرسل مثلاً طائرات مع طيارين روس". وقال "هنا حسابات روسيا ومصلحتها الكبرى هي أن سوريا الحليف الوحيد لروسيا هنا والمصالح السياسية والموقع الدولي والتأثير في اوضاع المنطقة".
واعتبر نصر الله أنه "كان هناك رهاناً لدى الأميركيين وبعض الدول العربية انه يمكن اقناع موسكو بالابتعاد عن دمشق وقدموا اغراءات هائلة لروسيا لاقناعها للخروج من الامر وهذا لم يؤد الى نتيجة".
وكشف أمين عام "حزب الله" أنه منذ أشهر يتم نقاش الدخول الروسي، وموسكو دعت لاقامة تحالف دولي جديد يضم ايران والعراق وتركيا الى جانب الحلف الموجود بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة داعش، حيث حصلت لقاءات بين قيادات كبيرة بين هذه الدول وكان النقاش جدي لتشكيل قوة حقيقية لمواجهة الارهاب".
واعتبر أن "الدخول الروسي له هذه الأسباب المباشرة والعامة وهذا ترجمة لما قلنا قبل اعوام عندما قالوا ان سوريا ستسقط وقلنا ان حلفاءها لن يتخلوا عنها".
وأكد أن "الموقف الروسي بما يخص الرئيس (بشار) الاسد لم يعد فيه التباس، وحتى في ايران جربوا المحاولة لاقناعهم بالبحث عن بديل عن الرئيس الأسد"، مؤكداً ان الموقف الروسي والموقف الايراني حاسمين جداً بدعم الأسد.
وقال "نرحب بأي قوة تدخل وتساهم وتساند هذه الجبهة لأنها من خلال مشاركتها ستساهم بإبعاد الأخطار الكبرى التي تهدد سوريا والمنطقة، ونحن نعتبر ان دخول العامل الروسي هو عامل ايجابي وتترتب عليه نتائج ايجابية انشاء الله".
واوضح أن "ما تريده ايران من سوريا هو ان تبقى في محور المقاومة، وايران لا تتدخل في أي شأن داخلي سوري، وكل ما يقال عن هذا الامر هو غير صحيح. القرار في سوريا هو سوري مئة بالمئة وهم ايران ان لا تسقط سوريا بيد الارهاب".
واضاف أن "حجم الدخول الروسي لم يكتمل، لكن هناك اعداداً معتد بها من الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع الدقيقة الاصابة ومع امكانات كبيرة جداً مع أطقم"، مشيراً الى ان المقدار سيكون مؤثراً في مسار المعركة المقبلة.
ورأى نصر الله أنه "كان يمكن للزبداني ان تسقط بوقت قليل لأنه بعد اقل اسبوعين من بدء العملية في الزبداني أصبح وضع المسلحين صعب وبدأوا بالاستغاثة، ولكن بعد دخول معادلة الفوعة كفريا - الزبداني اعتبرنا الأمر فرصة وقررنا الاستفادة من الزبداني لحل مشكلة الفوعة وكفريا".
واوضح أن الفوعة وكفريا محاصرتان منذ 7 أشهر وبشكل كامل وهما تتعرضان للهجوم بشكل دائم، والحل كان ايجاد معالجة معينة لتسهيل خروج اهل الفوعة وكفريا الى خارج المنطقة.
ولفت الانتباه إلى أن المفاوض الإيراني في قضية اتفاق الفوعة كفريا الزبداني يلعب دور الوسيط ولم يكن مخولاً باتخاذ القرار، معتبراً أن معركة الزبداني فتحت الباب لأن الطرف الآخر لديه أعداد كبيرة من المسلحين سيتعرضون للموت أو الاسر ولا خيار ثالث لديهم ولا طريق لهم للخروج".
وأشار الى أنه في سياق التفاوض، الآداء الميداني في الزبداني كان يراعي اعطاء فرصة للتفاوض كي تنجح كذلك قامت القيادة السورية بتقديم كل مقومات النجاح للتفاوض.
وأوضح أن "اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني موزع على مرحلتين المرحلة الأولى خروج الجرحى والمسلحين ومن يرغب من عائلاتهم من الزبداني الى إدلب"، مشيراً الى ان وقف اطلاق نار خلال المرحلة الاولى من اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني يليه هدنة لستة اشهر.
وتابع أن "المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل خروج 10 آلاف مدني من الفوعة وكفريا في ادلب الى الاماكن الآمنة".
ويتضمن الاتفاق، بحسب نصرالله ،تعهد الطرفين "بالا تقطع طرق الامدادات الى الفوعة وكفريا وكذلك سرغين ومضايا"، مشيرا الى ان "الاتفاق بضمانة الامم المتحدة".
وأشار الى أن مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا عرض في طهران، القيام بوساطة بناء على طلب من الفصائل السورية المقاتلة.
وبعد اتصال الجانب الايراني بالحكومة السورية، حصل "لقاء في تركيا بين الوسيط الايراني والامم المتحدة ومندوبين عن الجماعات المسلحة"، بحسب نصر الله.
واوضح ان الوسيط الايراني خلال عملية التفاوض "لم يكن مفوضا باتخاذ القرار" بل "كان معنيا فقط بالاتصال بالنظام في حين كانت الامم المتحدة معنية بالاتصال مع المسلحين".
ولفت النظر الى أن "كلفة معركة الزبداني متوقعة لأن عدد المسلحين في المدينة كان كبيراً وهناك ادعاءات في هذا الشأن غير صحيحة".
كما أكد أنه "لو عاد الزمن الوراء لكان حزب الله عجّل بالدخول الى سوريا وما تأخر وكل ما قيل في العام الاول يتم استعادته الآن وتتحدث فيه الدول"، مشدداً على ان "اسرائيل" المستفيد الأول مما يجري في سوريا، لأن خروج سوريا من المعركة منتصرة يعتبر تهديدًا استراتيجيًا لها.
وحول زيارة رئيس حكومة العدة قبنيامين نتنياهو الى موسكو، رأى نصر الله أن "نتنياهو زار روسيا لمعرفة أفق (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في سوريا وعلى ما قالوه انه في موضوع يريدون اخذ ضمانة بأن لا يصل السلاح الروسي في سوريا الى يد حزب الله".
وفي المسألة الفلسطينية، قال نصر الله إن "الخطر الذي نتوقعه للمسجد الأقصى هو الهدم لاقامة ما يسمونه الهيكل ولكن هم يعرفون أن الموقف اليوم صعب ولذلك يسيرون ببطء ككسر هيبة وحرمة المسجد وصولاً للتقسيم المكاني والزماني"، مشدداً على ان "حزب الله" سيكون جزءًا من أي حراك حقيقي يحمي المسجد الاقصى من الهدم بمواجهة اي تهديد يلحق به.
وحول الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي، أوضح أن "لا احد يستطيع ان يتحدث عن حتمية الحرب بل هي ممكنة في اي وقت واي ظرف لان الطبيعية العدوانية لإسرائيل معروفة"، مشيراً الى أن "أي حرب يمكن ان تحصل في اي لحظة وعلينا ان نكون جاهزين لحماية بلدنا وشعبنا".
وحول أزمة اليمن، قال الامين العام لـ"حزب الله" إن "جنسيات متعددة تقاتل في اليمن، وفي مأرب يُوجد من يتحدث أن المعركة قد ترسم الاتجاه، وفشل الهجوم السعودي قد يفتح الباب أمام الحل السياسي". ولفت الانتباه إلى ان من يعطل الحل السياسي هو السعودية فقط لأنها تريد شروط افضل للتفاوض، مشيراً الى ان الحرب على اليمن هي نتيجة الموقف السياسي لليمنيين وعدائهم "لإسرائيل".
وحول الأزمة في البحرين اعتبر أن "الرهان كان أن يتعب الشعب البحريني حيث تم اعتقال رموزه وقتل الثائرين وممارسة الضغوط لكي يستسلم هذا الشعب"، مؤكداً أن "الشعب البحريني سيكمل وانا اعرف صبرهم واعرف توصيات رموزهم وقادتهم لهم".
السفير : رحب بتعزيز الوجود الروسي في سوريا وحمّل السعودية مسؤولية فاجعة منى نصر الله: الحل في لبنان بقانون انتخابي على اساس النسبية
السفير : رحب بتعزيز الوجود الروسي في سوريا وحمّل السعودية...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
383
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro