تناولت كل الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة كارثة التدافع في مكة التي أودت بحياة المئات، إلى جانب الشأن السوري واليمني والإرهاب، من بين القضايا الشرق أوسطية.
ففي صحيفة الغارديان كتب محرر شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة إيان بلاك مقالا بعنوان “هذا ليس حجي الأول لكنه سيكون الأخير”، وفيه يقول إن ما حدث في مكة يطرح اسئلة جدية حول مسألة التنظيم وسلامة الحجاج ومدى أهلية السلطات السعودية لضمانهما.
ومع مشاركة مليوني حاج سنوياً في أداء شعائر الحج لم يكن غريباً أن يكون الاكتظاظ أحد أسباب ما حدث الخميس.
وكان أثر الحادث مضاعفاً لأنه تلا حادثاً آخر وقع قبل أيام، حيث سقطت رافعة وأودت بحياة أكثر من مئة شخص.فالاكتظاظ، وازدهار أعمال البناء وضعف التنظيم والاستجابة لأوضاع الطوارئ، كلها ساهمت في حادث الخميس، وذكر بعض المراقبين أيضاً غياب الوعي المدني وثقافة المحاسبة.
ويقول عالم الأديان إيان ريدر إن الحج من الشعائر القديمة، وكان كثير من الحجاج يفقدون حياتهم نتيجة الأمراض وقطاع الطرق والإجهاد، ولا تزال حياة الحجاج مهددة في الوقت الراهن لأسباب أخرى.
ومن المخاطر التي تواجه الحجاج في الوقت الراهن الإرهاب والتدافع في الأنفاق والممرات المؤدية إلى جسر الجمرات حيث يقومون برمي الجمرات، بالإضافة إلى مخاطر ارتفاع درجة الحرارة والأمراض.
وشهدت أعداد الحجاج الذين يتوجهون إلى مكة ارتفاعاً مفاجئاً منذ ارتفاع أسعار النفط عام 1973، وقد سجلت السعودية 85584 شخصاً أدوا مناسك الحج عام 1920، بينما بلغ هذا العدد 1.7 مليون عام 2012.