تراجع دور حزب الله في المعادلة السورية ، وخفوت وهجه في المشهد العسكري في ميدان المعارك بدا واضحاً بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في الأشهر الأخيرة وخصوصاً بعد معركة الزبداني التي فاقت خسائر الحزب فيها حتى الآن ما يفوق عن المائة من عناصره عدا الجرحى وذلك خلال أسابيع قليلة على ما أكدته المصادر الواردة من الميدان العسكري ولم ينفها الحزب .
فمع كل الدعم الإيراني العسكري والمالي ومع كل التعبئة التي يشحن بها النفوس داخل حاضنته وفي صفوف مقاتليه ، فإنّ حزب الله وقف عاجزاً عن تحقيق نصر يعتد به في القلمون يمكنه من فرض واقع مقايضة الزبداني والقصير في مقابل قريتي الفوعة وكفريا ذات الأغلبية الشيعية الواقعتين في محافظة إدلب والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية وعلى رأسها جبهة النصرة .
ويترافق ذلك مع كلام اللواء قاسم سليماني الأسبوع الماضي /أن أميركا بتحالفاتها التي أوجدتها سعت إلى شطب حزب الله من الساحة اللبنانية إلا أنها لم تمتلك القدرة على احتواء حزب الله بل على العكس من ذلك فقد أصبح الحزب أكثر قوة /.
صحيح أنّ حزب الله أصبح أكثر قوة على الساحة اللبنانية ، لكن سليماني أغفل الحديث كليا عن دوره ودور حزب الله في سوريا والعراق واليمن وهي ساحات مني فيها سليماني شخصياً بهزائم أدت إلى وضعه جانبا على مستوى القرار في طهران .
ففي سوريا فقد اختفى اسم حزب الله من المشهد العام وكان لافتاً أنّه خلال المقابلة التي أجرتها إحدى وسائل الإعلام الروسية مع الرئيس السوري بشار الأسد اختفاء إسم حزب الله من المقابلة كلياً . حتى أنّ إيران تعرضت للتهميش بعد تسلم روسيا دفة الأحداث في سوريا ، فعندما سئل الرئيس الأسد في هذه المقابلة كيف تقيّمون المبادرات الإيرانية الأخيرة والمتعلقة بتسوية الوضع في سوريا أجاب /حالياً لا توجد مبادرة إيرانية إنّما توجد أفكار /.
وفي تسلسل الأحداث فإنّ واقع حزب الله العسكري على الساحة السورية المأزوم والمربك أثار تكهنات بأنّ الدخول الروسي بقوّة على خط التطورات في سوريا سببه خشية موسكو من أن يفلت الزمام إذا ما أستمر الإتكال على الحزب ومن خلفه إيران لتوفير درع حماية كي لا يسقط الأسد ونظامه .
وعليه يصبح بالإمكان الربط بين التطورات العسكرية على الساحة السورية والتحذير الذي أطلقه وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب والمخابرات المالية آدم زوبين من أن أي مصرف إيراني يشمله قرار تخفيف العقوبات الذي فرض عليه بموجب الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية سيعاقب بإعادة تطبيق العقوبات عليه إذا اتضح أنه يؤيد حزب الله أو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يترأسه اللواء قاسم سليماني .