"لا يحاورونكم إلا من وراء جدر" هو التوصيف الذي ينطبق على جلسات الحوار التي يرتبط إنعقادها بجدار اسمنتي فاصل ، حتى أصبح المشهد راسخ ومكرر ..
هذا الجدار الذي يقام ما هو إلا جدار خوف وريبة تحتمي خلفه الطبقة السياسية في دلالة على جبنها وعلى تهرّبها من الطبقة الشعبية الرافضة لإستمرارها ، والمطالبة بإسقاط الحكم وكل من يمثله ...
لماذا الجدار؟
سؤال يُطرح أمام هذا الإنتشار المكثف القوى الأمنية وما تملكه من عتاد وآليات ، ويضاف إلى ذلك نظام الحماية الذاتية لكل سياسي من ساسة لبنان وجدران البشر من المرافقين الذين يلتصقون بكل واحد منهم كما ظله !
ولكن ضعف هذه الطبقة وهوسها وجبنها وربما إقتناعها أنها فاسدة ولا بد وستسقط وأنّها لن تصمد أمام إرادة الشعب " أعزل" ، هو ما دفعها للإختباء وراء "الإسمنت" ، فالجدار ما هو إلا أسلوب حماية هاجسية لوزارء ونواب وزعماء هزّت كراسيهم صرخة المواطن ...
ولهؤلا نقول :
أقيموا ألف جدار ، فإذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب الحجر