عند الثانية عشر من ظهر أمس الأحد، وصلت الأوامر إلى القادة العسكريين الميدانيين في #الزبداني بوقف اطلاق النار لـمدة 48 ساعة، تزامناً مع وقفه في الفوعة وكفريا في ريف ادلب، واعطاء فرصة ثالثة لانجاح المفاوضات بين الايرانيين والمعارضة السورية التي تخطت البلدات الثلاث وطالت أيضاً عمق ريف ادلب ومدينتها من جهة ومضايا، بقين سرغايا في محيط الزبداني.
أحد القياديين في حركة "أحرار الشام" رفض الكشف عن اسمه، يقول لـ"النهار": "إن عودة الايرانيين إلى المفاوضات مرة جديدة هي من ثمرات التقدم الذي حصل في الفوعة وتصب في صالح الثورة"، مؤكدة أن "الاتفاق لم يبرم بعد وبنوده سرية، والوضع حساس ودقيق، لكن وقف اطلاق النار بدأ عند الساعة 12 من ظهر أمس لمدة 48 ساعة".
كسر دفاعات
الوضع في الزبداني ومضايا وبقين هادئ، لا براميل متفجرة ولا اشتباكات، إلا أن الناشط السوري علاء التيناوي يؤكد لـ"النهار" أن "عناصر حزب الله والنظام يقلعون الأشجار في سهل الزبداني"، وأن المعارضة العسكرية نجحت في حشر إيران في زاوية "اليك" وضغطت على الجرح في الفوعة - ريف ادلب، مسيطرة على الخطوط الدفاعية الأولى للنظام هناك رداً على البراميل المتفجرة التي كانت تسقط في الزبداني، فالطريق نحو كسر دفاعات الفوعة ودخولها كانت مفتوحة أمام "جيش الفتح"، لكن النوايا لا تتمثل باقتحام البلدتين بقدر ما كانت هناك ارادة في "نصرة الزبداني"، وتدرك أطراف النزاع أن ما يجري على الأرض يمكن أن يطلق عليه اسم "حوار البندقية" تمهيداً للدخول إلى المفاوضات وبالتالي الرضوخ إلى المطالب.
الاتفاق الجديد حظيَ بموافقة إيران والمعارضة السورية، في انتظار أن تعلم الأولى حلفاءها بآلية التنفيذ. نص الاتفاق الجديد لا يخلي البلدات من سكانها ولن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي. المقاتلون سيبقون في البلدات في ظل هدنة قد تتجاوز 6 اشهر، فيما المهم ألا تكون أي بلدة من البلدات قاعدة خطرة بالنسبة للطرف الآخر.
لمدير مؤسسة "لايف" المحامي نبيل الحلبي مهمة في الاتفاق تختص بنقل لاجئي الزبداني في لبنان إلى تركيا في مراحل لاحقة (بعد نجاح الاتفاق)، بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني، وحصلت "النهار" من الحلبي على نص الاتفاق الذي يتضمن نحو 24 بنداً، ويقول لـ"النهار": "إن تركيا والمعارضة السورية ترفضان حصول أي عملية "ترانسفير" بين البلدات الثلاث"، موضحاً أن "البلدات لن تُخلى من السكان او المقاتلين، ومن سيخرج هم الجرحى والنساء والأطفال والشيوخ، وأيضاً من يرغب من المقاتلين".
ويشير إلى أن "العودة للمفاوضات ليست بسبب تذليل بعض المشاكل في بنود النصوص السابقة بل سببها الضغط الذي مورِس على بلدة الفوعة في شكل غير مسبوق من المعارضة، ما دفع الايراني الى الاسراع في عملية الاتفاق، خصوصاً أن في هذه المنطقة كتيبة ايرانية ودخول المعارضة إليها سيشكل مأزقاً بالنسبة إلى إيران، فضلاً عن وجود نحو 28 ألف مدني في البلدتين من الطائفة الشيعية".
وبالنسبة إلى الحلبي، فإن "دخول المعارضة إلى الفوعة لن يؤمن أي نصر لحزب الله والنظام في الزبداني أو أي مكاسب، فما حصل أشبه بتوازن القوة، وتوافقت المعارضة وإيران على نص الاتفاق تمهيداً لأن تقوم الأخيرة بابلاغ النظام وحزب الله بآلية التنفيذ".
التوازن
هل سيدخل "حزب الله" إلى الزبداني بعد اتمام الاتفاق؟ يجيب الحلبي: "بالتأكيد لا، وإذا قرر الدخول ستعود المعارضة وتدخل إلى الفوعة وكفريا وبالتالي العودة إلى نقطة الصفر"، موضحاً أن "هم النظام ألا تكون الزبداني قاعدة للانطلاق إلى مناطق أخرى وألا تكون بالنسبة إلى حزب الله وإيران منطقة لدخول لبنان، وبالتالي فإن الاتفاق يتحدث عن هدنة 6 اشهر، لكن الحصار سيتستمر والتوازن سيبقى، وهدف الاتفاق انساني يتعلق بالجرحى والمحاصرين". ولا يستبعد الحلبي أن "يتم التعديل على النص من ناحية آلية التنفيذ وقد تنفجر المفاوضات مرة جديدة، لكن المهم أن وقف اطلاق النار حصل".
عودة اللاجئين
الطريق من الزبداني إلى إدلب غير آمن خوفاً من خرق ما أو من جهات أخرى قد تدخل على الخط، وفي رأي الحلبي فإن الطريق الأكثر آماناً ستكون عبر لبنان برعاية الأمم المتحدة، ويذكّر الحلبي بـ"عملية اجلاء مقاتلي منظمة التحرير من لبنان، وبالتالي فإن أفضل طريقة هي عبر التواصل مع السلطات اللبنانية والامن العام لاجلاء من سيخرج من الزبداني عبر لبنان، لكن لا يزال هذا الامر سابقاً لأوانه لأننا علينا أن ننتظر اتمام المراحل الأولى أولاً".
ويتضمن الاتفاق عودة لاجئين سوريين من الزبداني في لبنان، إلى تركيا أو سوريا، ويشدد الحلبي على أن "مؤسسة لايف بدأت باستقبال طلبات للاجئين من الزبداني لكنها لن تقوم بأي خطوة في شأنهم قبل التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية على رأسها الامن العام، والأعداد لا تزال غير محددة، ونريد أن نعطي الاولية لمن دخلوا الى لبنان بطريقة غير شرعية، وسنفصل بين عائلات تملك جوازات سفر وأخرى لا تملك أي وثائق وهنا لا بد على الأمن العام بعد التنسيق معه أن يؤمن الوثائق الشرعية لمن لا يملكون جوازات السفر، أما من يملكونها فيجب أن يختم جوازاتهم ليكون دخولهم شرعياً وبالتالي كي يغادروا إلى تركيا".
مسودة نص الإتفاق
1 - يتضمن الاتفاق مرحلة أولى يبدأ تطبيقها فورا بعد توقيع الاتفاق، ومرحلة ثانية تبدأ فور انتهاء المرحلة الأولى
2 - المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار بداية، ولاحقا الهدنة لمدة ستة أشهر:
أ- الجنوب: الزبداني، مضايا، بقين، سرغايا، والقطع العسكرية المحيطة بها.
ب- الشمال: الفوعة، كفريا، بنش، تفتناز، طعوم، معرة مصرين، مدينة إدلب، رام حمدان، زردنا، شلخ.
3- خروج المقاتلين من بلدة الزبداني من الراغبين بالخروج مع عائلاتهم .
4- الوجهة الوحيدة لخروج كل الشرائح من منطقة الزبداني (مسلحين - جرحى - عائلات) هي ادلب حصراً.
5 - تعمل حكومة إيران مع الحكومة اللبنانية على اخراج عائلات الزبداني التي هربت بطريقة غير قانونية إلى لبنان واعادتهم اما الى سوريا مباشرة او الى تركيا شرط ان يكون العدد بين اربعون وخمسون عائلة فقط، وأن يتم ذلك خلال المرحلة الأولية.
6 - خروج الراغبين من النساء والأطفال من دون الثامنة عشر والرجال فوق الخمسين من الفوعة وكفريا بحيث لا يزيد العدد عن عشرة آلاف مواطن سوري.
7 - خروج كامل الجرحى قيد العلاج في الفوعة وكفريا على ان يحتسب الذين يمكن معالجتهم في الفوعة وكفريا حال خروجهم من سقف العشرة الاف.
8 - التعهد والالتزام باطلاق سراح 500 معتقل من سجون الدولة بعد انجاز المرحلة الاولى والبدء بمباحثات المرحلة الثانية وتفصيل هذا العدد 325 امرأة 25 حدث 150 رجل من دون الالتزام باسماء محددة او مناطق معينة، على أن تكون تواريخ اعتقالهم سابقة لـ 01-07-2015
9 - يعتبر ساعة الصفر لسريان وقف اطلاق النار وقتاً البدء بتنفيذ المرحلة الاولى .
10 - يشمل وقف إطلاق النار الأمور التالية والالتزام من الطرفين :
أ- وقف كامل العمليات العسكرية واطلاق النار من داخل مناطق "التهدئة" إلى خارجها، ومن خارجها إليها.
ب- وقف الطيران الحربي والمروحي، بما في ذلك إلقاء المساعدات من الطيران المروحي.
ج- وقف أي تحصين للدشم والمقرات على الخط الأول من الجبهة.
د- وقف أي تقدم في المناطق الفاصلة على خطوط التماس.
11 - تشمل التهدئة إضافة إلى لوقف إطلاق النار إيقاف الخطوات العدائية كإغلاق الطريق الإنساني إلى الفوعة وكفريا، أو إغلاق منافذ مضايا وبقين وسرغايا.
12 - يتم خروج المسلحين من بلدة الزبداني بالسلاح الفردي الخفيف مع الجعب وحقيبة كتف واحدة (لا تحتوي سلاح او ذخائر). يشمل السلاح 13- الفردي الخفيف المسدس، وأحد الأسلحة التالية: "البندقية بأنواعها، القناصات بأنواعها، رشاش PKC، قاذف RPG" مع الوحدة النارية لها.
14 - يتم تدمير السلاح الثقيل في منطقة الزبداني.
15 - يتم تنفيذ الاتفاق برعاية وإشراف وحضور الأمم المتحدة.
16 - يضمن كل طرف الأمن والسلامة خلال سير العمل داخل مناطق سيطرته.
17 - تم الاتفاق ان تكون نقطة الاستلام والتسليم للداخلين الى منطقة ادلب او الخارجين منها هي بلدة مورك, اما في الزبداني فيتم الاتفاق على نقطة من خلال ضباط الارتباط من الطرفين.
18 - يتم خلال 48 ساعة من تاريخ الموافقة على الوارد اعلاه التحضير اللوجستي لبدء تنفيذ الاتفاق.
19 - لا يشمل هذا الاتفاق خروج مسلحي مضايا، ولكن يسمح باخراج الجرحى ذوي الحالات الصعبة الذين لا يمكن علاجهم داخل مضايا ويحدد ذلك من خلال الهلال الاحمر تحت اشراف الامم المتحدة .
20 - عوائل مسلحي الزبداني الراغبين في الخروج : يشمل كافة العوائل الراغبة بالخروج المتواجدة في الزبداني - مضايا - بقين - سرغايا.
21 - بعد احتساب العدد الاجمالي الذي سيخرج من الفوعة وكفريا (نساء - اطفال - عجز - جرحى) والزبداني (جرحى - مسلحين - عوائل ) يتم تحديد دفعة من المنطقتين بما يتناسب والاعداد المحددة وتكون نقطة مورك هي نقطة التبادل بالاتجاهين.
22 - يتم دخول فريق طبي الى الفوعة وكفريا (تحدده الامم المتحدة) لتحديد الجرحى الذين يمكن علاجهم داخل الفوعة وكفريا ويرغبون بالخروج لاحتسابهم ضمن سقف العشرة الاف.
23 - يتم تشكيل مجموعة عمل تشمل مندوب من الامم المتحدة مندوب من ايران ومندوب من طرف المسلحين، تعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل اي مشاكل قد تطرأ ويتواجد مندوبي الامم المتحدة وايران في دمشق ويكون التواصل مع مندوب المسلحين.
24 - مع إنتهاء المرحلة الأولى، تبدأ المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق سراح ال٥٠٠ معتقلة ومعتقل، وتثبت هدنة لمدة ٦ أشهر في المناطق التي ذكرت في البند رقم 2. يتم مناقشة تفاصيل الهدنة وآليات ضبطها أثناء اللقاء وجها لوجه.