الانتخابات اليونانية لم تنه الأزمة الاقتصادية في البلاد

فاز حزب سيريزا اليساري المتطرف بسهولة في الانتخابات العامة في اليونان، وسلطت الصحافة الدولية على التحديات الاقتصادية التي تواجه حكومة أليكسيس تسيبراس الجديدة. فقد اعتبرت صحيفة "البايس" الاسبانية أن فوز حزب سيريزا في الانتخابات البرلمانية في اليونان يشكل "فرصة ثانية"، للحزب اليساري المتطرف ، الذي هو في السلطة منذ شهر كانون الثاني، والذي جازف بمصير ولايته عندما وافق على الشروط الصارمة التي وضعتها خطة المساعدات الأوروبية هذا الصيف. ووفق الصحيفة فقد "أعطى الناخبون ثقتهم لتسيبراس مجدداً في انتخابات مخيبة للأمل" اذ كانت " نسبة المقاطعة تقارب  40"، ورأت أن "اعادة انتخاب اليسار  المتطرف هذه المرة ليس لتوجيه ضربة الى أوروبا بل لاعادة النظر في سياسته". أما صحيفة "الغارديان" البريطانية فتساءلت "ما الفرق بعد ثمانية أشهر. عندما جاء سيريزا إلى السلطة في اليونان في كانون الثاني ، فقد أثار حماس الناخبين، وقلق المجتمع الاوروبي الثري، واهنزت الاسواق المالية" . وأشارت الى ان "هذه المرة، اختفى الحماس واختفت المخاوف. في الواقع، في كانون الثاني،  اكتشف تسيبراس بسرعة انه لا يمكن تحقيق كل ما قدمه من وعود في الانتخابات، وضع حد للتقشف، اعادة الاقتصاد الى المسار الصحيح والبقاء في منطقة اليورو. وقد وصل بصعوبة  الى هدف واحد هو البقاء في منطقة اليورو". ولفتت الى أنه في هذه الانتخابات، "كان جميع الفرقاء المشاركين على استعداد مواصلة تنفيذ شروط خطة المساعدات التي تفاوض بشأنها تسيبراس هذا الصيف"، والتي  لا تزال تحتوي على المزيد من تدابير التقشف. كما اعتبرت أنه لا يزال أمام الاقتصاد اليوناني أيام سيئة، ولكن  من خلال هذه الانتخابات، "عزز حزب سيريزا موقفه وتجنب على الأقل احتمال اجراء انتخابات جديدة في المدى القصير". وبدورها، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الوضع الراهن لا يسمح التحول السياسي الذي يحتاجه اليونان أعاد المقترعون انتخاب الحزب الأقل إستعداداً لطرح الخصخصة وانفتاح الأسواق المطروحان في خطة المساعدة الأوروبية، مما يسلط الضوء على الخلل الرئيسي في هذا الاتفاق، وهو زيادة  الضرائب على الاقتصاد الخاص في حين يدعو  إلى إجراء إصلاحات هيكلية لا تزال صعبة التنفيذ".