إطلالات متتالية أتحفنا بها نصرالله في بداية معارك الزبداني وعند السيطرة على مناطق وتلال صغيرة لا تعني شيئا جغرافيا واستراتيجيا، وإن عدنا بالقليل للوراء نجد انه غاب عن الساحة منذ مهرجان الإنتصار فهو لم يظهر بعد ليقدم لجمهوره تفاصيل المعارك ولم يظهر ليعلن الإنتصار بعد.
غاب "وغابت معه" كلمات "حققنا الإنجازات" في الزبداني وما بقي فقط هي جثث عناصر حزب الله حيث يتم استقبال 6 عناصر على الأقل في كل يوم.
فنصرالله الواثق من تحقيق النصر الدائم في كل خطاباته،يبدو أنه علم الآن أنه بدأ يحقق فقط النصر الكلامي أما النصر الفعلي فهو وهمي بلا شك، لذا آثر على التغيب أو ربما حفاظا على ماء الوجه وخجلا من دماء الآلاف من الشبان الذين نادوا بشعار "لبيك يا نصرالله" و"روحنا لك الفداء" وكان ذلك فعلا.
فبعد أن أكد رئيس الجمهورية الإسلامية حسن روحاني لنصرالله بأن الموت لأميركا ليست سوى شعار، وبعد أن وقع الإتفاق بين أميركا وإيران، يبدو أن "حزب الله" بات خارج المعادلة وباتت كل الشعارات والإتهامات التي نادى فيها يوما ووجهها إلى أميركا شعارا لا أكثر مما يعني أن موت شباب الجنوب والضاحية كذبة استطاع إستغلالها للترويج للفكر الإيراني وبتراجع روحاني عن المعنى الجوهري للشعار، يعني أن نصرالله عليه حتما الخجل من "الشهداء" وأهالي "الشهداء"، الذين سقطوا ضد الإرهاب الذي يقول أن أميركا تموله.
إذاً، على ما يبدو أن أبواب الصداقة فتحت وحلت مكان الخصم والعدو هذا بالتأكيد ما سيفعله نصرالله فهو المطيع لأميره لكن بئس الزمن حين نترحم على من مات هباء.
والآن سيطل نصرالله يوم الجمعة فهل سيبقى علة نفس النغمة أم سيقدم لنا جديدا؟
(مريم حجازي)