بغض النظر عن موقفي المبدئي الرافض أصلاً لتدخل حزب الله بالقتال في سوريا ، إلاّ أنّ مجريات الأمور الميدانية للمعارك الشرسة التي دارت رحاها على مشارف الزبداني لأشهر عديدة ، بعد أن كان سبقها حصاراً محكماً دام لأكثر من عامين، والإخفاقات الضخمة التي مُنيَ بها مقاتلو حزب الله والخسائر البشرية الفادحة التي أصابته والتي تجاوزت بكثيرعتبة المئة .
كل هذه المعطيات والنتائج التي لا يمكن وضعها إلاّ في خانة الهزيمة العسكرية الكاملة لحزب الله على أسوار تلك المدينة الصغيرة ، صحيح أنّ الهزيمة بمعركة لا تعني بالضرورة الهزيمة بكامل الحرب، إلاّ أنّ الصحيح أيضاً بأنّ هزيمة مقاتلي حزب الله في الزبداني أمام عدة مقاتلين سوريين من أبناء المدينة لا يمتلكون من العتاد إلاّ ما نذر ، جعلتنا نعيد النظر بتعهد كان السيد نصرالله قد أطلقه وأكد أكثر من مرة على إمكانية تحقيقه عند حديثه عن الحرب القادمة مع العدو الصهيوني (إن حصلت ) وحتمية دخول مقاتلي الحزب إلى منطقة إصبع الجليل المحتل، وبالتالي نقل المعركة إلى داخل أراضي فلسطين المحتلة .
وللأسف فإنّ هذا الوعد الذي دغدغ أحلامنا ، حتى أنّنا تعاطينا معه بمخيال طفولي لا يقيم اعتباراً لموازين القوى فقط من أجل تصديقه، والتعايش معه و فيه ، واعتباره بعد ذلك بمثابة الحقيقة وليس مجرد حلم ....
فتأتي هزيمة الزبداني لتسرق منّا هذه الأكذوبة الجميلة ، لأنّ من عجز عن دخول الزبداني لا يمكن أن يحدثنا عن إصبع الجليل .