"حريري - بري - جنبلاط" ، مثلث سياسي اعتمد في تظاهرة يوم أمس مسقطاً الفساد على رؤوس سياسية ومتجاهلاً أخرى ، إنّ مبدأ "كلن يعني كلن" الذي بُني على أسسه الحراك لا يقبل الإستثناء أو التجزئة ، ولا يبرأ منه لا العمامات ولا الأسياد ولا أنصاف الأنبياء ...
فكل فاسد على الناشطين أن يشيروا إليه بغض النظر عن مكانة دينية أو سياسية أو مناطقية !
هذا الإنقسام الذي أضعف الحراك ولم ينهكه استنادا لتبعية دينية عمياء تريد الحقوق وترفض الثورة على الأسياد ، تبعية لم تقتصر على فئات شعبية بل وإعلامية دفعتهم للتمسك بالحراك والتظاهر ضمن صفوفه مع الاعتراض على ذكر بعض الأسماء "المقدسة لهم" ؟!
هذا الإعتراض الذي وصل أكثر من مرة لتعارك بين المتظاهرين ، الذين لو امتلكوا البصيرة التي عوّلناها عليهم لفهموا أنّها لعبة "سوبر - سياسية" لإلهائهم ببعضهم البعض فيتقاتلوا لأجل السياسيين بدلاً من أن يقاتلوا يداً بيد لأجل إسقاطهم ..
وبناءً على كل ما سلف و لأننا نريده حراكاً شعبياً كما ولد وكما نضج في البيئة اللبنانية الحاضنة له وكما نال دعماً محلياً وحتى عربياً ودولياً نريد أولاً تصفيته ، وأن نضع المشاركين به في "فيلتر الوطنية" فمن يؤمن بالوطن فليشارك بلعن الطبقة السياسة الفاسدة من بابها لمحرابها ، وأما من يعاني الإنفصام بين المناطقية وبين "لبيك" و "بالروح وبالدم" من جهة وبين المطالب المحقة والتي نحن كلبنانيين بأمس الحاجة لها من جهة ثانية ، فليظل في بيته بعيداً عن الساحات تاركاً لها حرية التعبير والرفض ....
كما نريد ثانياً ، ان لا يقع الناشطون في مبدأ مثالثة الفساد أو تخصيصها ، "كلن يعني كلن" وليس حريري - بري - جنبلاط من تنطبق عليهم صفة الفساد دون الآخرين ، بل هم والجميع من السيد لجعجع لفرنجية لميقاتي لعون لكل سياسي لبناني وزيراً كان أم نائباً ..
كما علينا توسيع الدائرة "الفسادية" لتحتضن جميع العمامات التي خرجت من هم الطائفة الديني الاجتماعي ، لهَم "تلميع" طرف سياسي معين ، هذه العمامات وسائر الشخصيات الدينية سواء كانت مسلمة أم مسيحية ، يجب أن تسقط من رؤوس الطوائف وتدرّجاً منها ، لأن مهمة رجل الدين تتعارض مع زواريب السياسية ومن حوّل ساحته لقبو دبلوماسي فلا تليق به صفة "المرجعية - الدينية" !
وعلى الحراك أيضاً أن يقصف جبهة الديكتاتورية الرأسمالية المسيطرة على الإقتصاد اللبناني ولكن ليس عبر تحويل الداون التاون "لسوق أحد" ولسوق مبيعات "فوضوية" لا تليق بوجه لبنان ، بل بإسترداد وسط بيروت والحفاظ عليه "واجهة لبنان" مع جعله لكل اللبنانيين لا للرأسماليين ..
حراككم هو "صوتنا" ، وتمثيلنا و وطننا ، فكونوا على مسؤوليته وعلى مسؤولية الأمانة التي حملّها إليكم الشعب ، وكما وجهتم أصابع الفساد بالإسم كذلك وجهوا أصابع الإتهام ، فما حصل في حراك الأمس وما سبقه من تعديات "معلوم فاعلها" ، لا يجب أن تتخطوا الإتهام الفردي بها لإتهام عام سواء كان السبب خوفاً أو حذراً أو تفادياً لإحتكاك ما ، أنتم ناديتم بالشفافية فعودوا إليها وضعوا الأمر في موازينها الصحيحة !
حراككم هو حراك شعبي ، حراك وطني ، هكذا بدأ وهكذا سيستمر وسنقول جميعاً "لبيك حراك" "لبيك تغيير"