تعهد مؤسس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أمام محازبيه أنه «سيكون للبنان رئيس جمهورية من رحم معاناة الشعب ونبض أحلامكم وآمالكم»، وقال: «لا يهول علينا أحد ويخيرنا بين الفوضى أو الرئيس الدمية، فلتكن الفوضى إذا استطاعوا، لكن أحداً لن يستطيع بعد اليوم أن يخيفنا، ونهج الحكم المشبع لن يوصلنا إلى حل مقبول، وصحوة الضمير لدى المسؤولين الحاليين مستحيلة وسيبقون متشبثين بالباطل الذي أوجدهم وأصبحوا أسراه منذ توليهم السلطة في لبنان، أي منذ ربع قرن».
موقف عون جاء في خطاب ألقاه في احتفال حاشد أقامه «التيار الوطني» لمناسبة الذكرى العاشرة لإعلان ميثاقه وتجديد مسيرته بتزكية وزير الخارجية جبران باسيل رئيساً له خلفاً لعون في حضور سفراء وديبلوماسيين وممثلين عن الأحزاب اللبنانية من حلفاء وخصوم.
وتزامن موقف عون هذا مع عودة «الحراك الشعبي» إلى وسط بيروت ومعاودة الاتصالات لانضاج تسوية سياسية تنتظر موافقة جميع الأطراف في الحكومة عليها وتجمع بين ترقية ثلاثة ضباط برتبة عميد إلى لواء من بينهم العميد شامل روكز وبين تفعيل عمل الحكومة باستئناف جلسات مجلس الوزراء بعد انقطاع مديد لجلساته.
ورأى عون أن قانون الانتخاب الحالي لا يؤمن التمثيل الصحيح للشعب وفقاً لما جاء في الدستور ولا يحترم المعايير التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني، مستذكراً الضغوط التي مورست عليه عام 2008 في مؤتمر الدوحة «من الدول الغربية والعربية وجامعة الدول العربية والأكثرية النيابية والتي وضعتنا أمام حائط مسدود بعد إدخال لبنان في فراغ رئاسي وجعلتنا نقبل موقتاً ولمرة واحدة قانون الانتخاب الحالي على أن يستبدل به قانون جديد وفق النسبية».
ولفت عون إلى أن 7 سنوات مرت ولم يحصل شيء، وقال: «يصح في هذا القول ذهب الحمار بأم عمر فلا عدت ولا عاد الحمار. ولغاية اليوم تتهرب الأكثرية المدد لها من إقرار قانون جديد وتصر على انتخاب رئيس في مجلس فقد شرعيته الشعبية لذلك لا يستطيع هذا المجلس انتخاب رئيس يتناقض مع إرادة الشعب ولن نقبل إلا بعودة الكلمة الفصل إلى الشعب مصدر السلطات كي يمحو الباطل ويمنح الشرعية للحكم العتيد في لبنان».
وتوقف عون أمام تفاهمه مع «حزب الله» وقال: «دعونا كل الأطراف للانضمام إليه لكن أثيرت حوله الشكوك التي لا مبرر لها مع أننا استطعنا من خلاله حفظ الاستقرار في حرب تموز (يوليو) 2006 ومواجهة تداعيات حرب الإرهاب التكفيري في سورية». وتناول قضية النازحين السوريين في لبنان وحمل على الدول الأوروبية التي لا تستطيع مجتمعة استيعابهم بينما تطلب منا أن نستوعبهم فهل يعقل أن يحمل هذا البلد ما عجزت أوروبا عن تحمله.
وشدد على تمتين العلاقة مع سورية «لأنها دولة شقيقة مجاورة وتشكل حدودها مع لبنان المدخل الوحيد لنا إلى دول الشرق ونحن وأياهم في مسؤولية أمنية مشتركة على مدى حدودنا معها ومن حقنا الحفاظ على أمنها انطلاقاً من لبنان وكذلك بالنسبة إلى سورية إضافة إلى وجود عدو محتل لبلدنا».
وهاجم ما «يسمى الربيع العربي» وقال إنه أحضر الفوضى الهدامة إلى المنطقة ونحن استقبلنا هذا العدد من النازحين السوريين وكان يجب على من صنع الحرب ومولها أن يستقبلهم.
وكان باسيل اعتلى المنبر قبل عون وألقى خطاباً جاء بمثابة «خريطة طريق» سياسية لـ «التيار الوطني» في مواجهة الوضع السائد في لبنان والمنطقة لم يغب عنه التذكير بموقفه من الاحتلال الإسرائيلي للبنان وفيه: «نقول للمحتلين إننا سنقاتلكم بشعبنا وجيشنا ومقاومتنا وسنقاتل أيضاً الإسرائيليين في «داعش» والإرهابيين في جرود عرسال وسندمركم عسكراً وفكراً».
ووجه باسيل كلمة إلى اللبنانيين قال فيها: «نقول لأهل الشراكة إننا لن نتزحزح عن المناصفة ولبنان من دونها هباء، وللسياسيين أقول ارفعوا أيديكم عن المناصفة لأنها أسلوب حياة سياسية نعيشها ونتغنى فيها، وارفعوا أيديكم عن قانون الانتخاب النسبي وعن رئاسة الجمهورية».
وختم بقوله: «لن نتنازل ولن نستسلم ونريد رئيساً يحارب الإرهاب والفساد ويحمل الهوية ويحفظ الأرض ويستعيد الجنسية. ولا بد من توجيه كلمة للمسيحيين في الشرق وأقول لهم لا تخافوا طالما مسيحيو لبنان في خير وسنبقى لكم العضد».