قبل يومين من موعد جلسة الحوار الموسّعة الثالثة في ساحة النجمة التي يفترض أن تتابع النقاش حول بند رئاسة الجمهورية، سعى الحراك المدني في تظاهرته أمس الى الوصول الى مقرّ مجلس النواب ولم يصل، فيما أطلق رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مواقف تصعيدية إزاء الاستحقاق الرئاسي بلغت حدّ تخيير اللبنانيين من باب رفض التخيير بين ما سمّاه «الفوضى أو الرئيس الدمية»، مذكّراً اللبنانيين أنفسهم بمعادلة مماثلة أطلقها الديبلوماسي الأميركي ريتشارد مورفي العام 1988، ورفضها عون، تحت عنوان «مخايل الضاهر أو الفوضى».

وإذ أعطى عون تبريراً للفوضى بإعلانه «فلتكن الفوضى إذا استطاعوا».. استدرك بالقول «لكن أحداً لن يستطيع»، مفسّراً ذلك بـ»وعد» أطلقه للجمهور الذي شارك في احتفال التسلم والتسليم بينه وبين الوزير جبران باسيل: سيكون لكم رئيس من رحم معاناتكم ونبض أحلامكم وآمالكم».

رسائل

هذا الموقف الذي جاء بعد وقت قليل من نقل زوّار رئيس مجلس النواب نبيه برّي عنه قوله إنه في حال لم يشارك عون في جلسة الحوار الثلاثاء يكون بذلك قد سحب ترشيحه من السباق الرئاسي، سبقته رزمة مواقف لنواب كتلة «الوفاء للمقاومة» أجمعت على تجديد التأييد لعون كمرشّح للرئاسة، وتلويح رئيس الكتلة النائب محمد رعد بأننا «سننتظر ألف عام حتى نأتي برئيس من هذا الصنف».

كما ردّ الوزير باسيل بالمثل مع إطلاقه مجموعة رسائل كان أبرزها لـ»المقاومين» بقوله «حماكم الله واننا سنموت خجلاً إن لم تمتزج دماؤنا بدمائكم على أرض لبنان إذا أتى يوم الواجب»، وأخرى الى أهل الشراكة قال فيها إن «العيش الحرّ على صخرة في لبنان بمساواة وتساوٍ هو أفضل من تعايش مذلّ على كيلومترات من الإقصاء».

الحراك

من جهة مقابلة نظّمت «لجنة تنسيق حراك 29 آب» مسيرة سلمية أمس قدّرت بالمئات، انطلقت من شارع أرمينيا في برج حمّود مروراً أمام شركة كهرباء لبنان في مار مخايل النهر وصولاً الى ساحة الشهداء، وسط مواكبة أمنية مشدّدة.

وحمل المشاركون، الذين قال أحدهم لـ»المستقبل» إن بقايا اليسار هم المحرّك الأساسي لهذا الحراك، لافتات كتب عليها «يسقط الدين العام، طاولة الحوار= طاولة البينغ بونغ، انتخابات نيابية على أساس النسبية، لا للمحاكمات العسكرية للقاصرين، لا للحرق لا للطمر نعم لمعالجة بيئية للنفايات».

وتخلّل المسيرة تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعدما حاولوا الدخول الى ساحة النجمة، فمنعتهم القوى الأمنية من ذلك، بعد أن أقامت حاجزاً بشرياً حال دون وصولهم الى الساحة. كما شهدت المسيرة إشكالاً بين بعض المتظاهرين وشبان احتجوا على رفع صورة لبعض القيادات السياسية والدينية أمام مبنى الزميلة «النهار»، سرعان ما فصلت القوى الأمنية بينهم.