أقدم متطوعون للدفاع عن حركة أمل على ضرب المعتصمين بعد أن قام موتور دخيل على الحركة المطلبية بسبّ وشتم الرئيس نبيه بري دون أن تبادر الجهات الأمنية إلى ردع الإعتداءات وكف أذى شبّان شوارع عن شباب جامعات وكأن ما حصل يلبي مصالح أطراف أساسية في الطبقة السياسية ينظرون بريبة مطلقة لظاهرة الشارع المسؤولة عن استنهاض شعور وطني ميّت منذ زمن طويل .
كما أنّ الاستفادة من العصبية الطائفية يسقط مشروعية النضال ضدّ طغمة مالية سلطوية فاسدة متسلحة بأدوات السلطة والواقع عبر تحويل الحراك الوطني ضدّ حركة أمل الطائفية وامكانية الأخيرة على إنهاء الأول نتيجة خبرتها واستعدادها على تدجين أي عدو داخلي وتدمير بنيته ومهما كانت صلبة .
طبعاً لا الحركة بوارد الدفاع عن نفسها بواسطة الهجوم على الهمّ الوطني ولا الحركة المطلبية بوارد الهجوم على عصبية جاهزة للموت في سبيل رمزها التاريخي ولكن النوايا المُضمرة والظاهرة لدى سماسرة سياسيين تدفع الى الحذر من تكرار ما حصل في الأمس حتى لا تكون مذبحة .
نحن لسنا في تنزيه أحد من السياسيين مهما كان شأنه ووزنه ولكن ثمّة أصول وقواعد للنضال الوطني خاصة وأنّ المعركة ضدّ الحيتان اللبنانيين تتطلب الكثير من الحكمة والمرونة وعدم آخذ المواجهة مع الجميع ضدّ الجميع بل التفريق بين فاسد وفاسد بحسب أولويات المرحلة السياسية وظروفها والإمكانيّات المتوفرة وهذا ما لا يفهمه حتى الآن بعض من المديرين للحركة المطلبية الآتين من عصبية حزبية مشابهة للعصبية الطائفية والمذهبية .
إنّ من استدرج شُبّان تدافعوا لردّ السبّ بالضرب هو أحد الطوابير الخامسة ممن يعمل على إسقاط الفورة الشعبية الشبابية الوطنية خوفاً على مصالحه الطائفية والشخصية وهو خبيث بطريقة سامة اذ يكمن حيث تسيل الدماء هدراً دون رحمة أو شفقة على مواطنين لبنانيين يحلمون بيوم واحد غير محكوم من قبل لصوص وسماسرة وباعة أكفان وأوطان .
لهذا يتوجب على شُبّان الفورة الشعبية أن ينتبهوا للكامنين على مفارق القصور حتى لا تذهب ريحهم سُدى .