استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة وائل ابو فاعور، بحضور وزير المال علي حسن خليل، وجرى عرض لآخر المستجدات.
وقال ابو فاعور بعد اللقاء: “تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري في اطار البحث الدائم والمستمر من قبل دولته والنائب وليد جنبلاط عن حلول للازمات السياسية الحالية التي ادت فيما ادت اليه الى تعطيل عمل مجلس الوزراء وشل عمل المجلس النيابي. كان هناك لقاء اليوم بين رئيس المجلس ورئيس الحكومة، وفي الخلاصة فان القناعة لدى وليد جنبلاط ولدى الرئيس بري هي انه يجب ان لا يتوقف البحث عن الحلول. ومنذ الآن الى جلسة الحوار القادمة نهار الثلاثاء المقبل يجب ان يكون هناك بعض الاقتراحات التي يمكن في الحد الأدنى ان تقود الى اعادة اطلاق عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب”.
أضاف: “الامور ليست مستحيلة فهناك أفكار عديدة تناقش للوصول الى تفاهم، وطبعا حدود هذا التفاهم هي من جهة تسيير عمل مجلس الوزراء ووقف التعطيل، ومن جهة أخرى هو ان اي اجراء يمكن ان يحصل لا يمكن ان يكون من باب خلق اي بلبلة او المساس بالتنظيم الداخلي للجيش او اخضاعه لمزيد من التجاذبات. الجيش يجب ان يكون بمنأى عن التجاذبات، واية اقتراحات او افكار يتم نقاشها تأتي تحت سقف عدم التلاعب الداخلي بالمؤسسة الذي تحرص عليه بالتأكيد قيادة الجيش وأيضا كل القوى السياسية نتيجة معرفتها بأهمية ومحورية دور الجيش في هذه الظروف التي نعيشها”.
سئل: “هل يمكن ان تشكل عملية التمديد لمدير المخابرات في الجيش عقبة جديدة امام هذه الجهود؟”.
أجاب: “لا على الاطلاق، الحلول الذي يجري نقاشها توجد علاجا لكل هذا الواقع في المؤسسة العسكرية وبالتالي تفتح الباب لاستئناف عمل مجلس الوزراء. الامور لا يمكن ان يؤثر عليها سلبا اي قرار يمكن ان يصدر بتأجيل التسريح او استدعاء العميد ادمون فاضل كمدير للمخابرات من الاحتياط، ونتمنى ان لا يتم النظر الى اي اجراء يمكن ان يتخذ بخصوص مدير المخابرات كإجراء استفزازي على الاطلاق. الامور تتجه الى الايجابية والى البحث عن مخارج تسير عمل الحكومة ولكن في الوقت نفسه لا تخلق اي بعثرة او بلبلة داخل الجيش، وهناك افكار يمكن ان تؤدي الى هذا الغرض ويتم اختبارها بشكل نهائي ونأمل ان نصل الى نتيجة في وقت قريب”.
سئل: “هل هناك توافق بين عمل الحكومة والحوار من جهة مع مطالب الشارع المتفاقمة، واليوم خطة الوزير شهيب للنفايات تواجه عقبات؟”.
أجاب: “لا، خطة الوزير شهيب تحقق التقدم في كل يوم وفي كل لحظة، وكل يوم تزداد القناعة بأن ليس هناك من حل علمي عملي وواقعي سوى في هذه الخطة. والنقاشات التي يجريها والتي بلغت حدود الحوار الوطني حول العلاجات سواء القريبة الامد او المستدامة الطويلة الامد بلغت مراحل متقدمة، ونأمل ان تصل الى نتائج ونبدأ بمشاهدة اجراءات عملية على الارض. في كل الحالات اذا قلنا اننا نريد ان نستجيب للمطالب المحقة التي تطرح في الشارع كيف يمكن ان تكون الاستجابة؟ في مجلس وزراء ينعقد بجدول أعمال نوعي يطرح وبقرارات تتخذ تعني المواطن اللبناني فيما يتعلق بالكهرباء والمياه والغاز وفرص العمل والاوضاع الاقتصادية، ولكن في البداية فان حجر الاساس في أية اجراءات تخفف من هذا الغضب الشعبي المحق هو في عودة مجلس الوزراء الى العمل والمدخل الى ذلك هو الوصول الى هذه التسوية التي يجب حياكتها او صياغتها والتي نأمل ان تصل الى نتائج ايجابية”.
سئل: “هل يمكن التوصل الى نتائج قريبا في هذا الموضوع؟”.
أجاب: “ان شاء الله، العمل جار على قدم وساق واعود واؤكد بأن الامور ايجابية ونأمل انه منذ اليوم الى موعد جلسة الحوار القادم نستطيع ذلك”.
وكان بري قد استقبل نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان ووفدا من قيادة الجبهة، بحضور عضو المكتب السياسي لحركة “امل” محمد جباوي.
وقال سليمان بعد الزيارة: “الأقصى والقدس كانا في قلب المحادثات التي كان الشرف لوفد الجبهة الديمقراطية ان يجريها مع دولة الرئيس بري. وكان هناك اتفاق على ضرورة بذل كل الجهود على المستوى العربي والاسلامي والدولي والاتحادات والمؤسسات كافة للضغط على الكيان الصهيوني ليوقف عدوانه على اهلنا وقدسنا واقصانا. والدفاع عن الاقصى هو مهمة الفلسطينيين لا ريب، لكنه ايضا هو مهمة مطروحة على العرب والمسلمين والمؤسسات الدولية وكافة القوى الحرة المحبة للسلام”.
أضاف: “توقفنا ايضا امام الحالة الفلسطينية، ولاحظنا مدى استعادة دولة الرئيس بري لمساندة الجهد الفلسطيني الرامي الى تجاوز الانقسام واستعادة الوحدة. وفي هذا السياق تقدم دولته مشكورا باقتراح ابدى فيه استعداده لاستضافة اي عمل حواري فلسطيني اذا ما تم الاتفاق عليه فلسطينيا في بيروت اذا ما تعذر ايجاد مكان آخر لادارة هذا الحوار. ولم يكن اختتام هذه المحادثات المثمرة دون التطرق الى وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، واكد دولته على اهمية الاستقرار والامن وضمان كافة الشروط التي من شانها ان تؤدي الى ان تحيا هذه المخيمات بشعبها المناضل الذي هو ضيف على لبنان الى ان يستحق موعد العودة الى فلسطين وان يتمتع بكافة الشروط التي تسمح له بأن يمارس حياته الامنة في ظل السيادة اللبنانية”.
كما استقبل بري وفدا من حراك الاساتذة المتعاقدين الثانويين، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان.
وقال حمزة منصور باسم الوفد: طرحنا امام دولة الرئيس بري مطالبنا المحقة وهي: حماية المتعاقدين بمباراة عادلة، ووقف التعاقد او السماح بالتعاقد بما لا يضر بساعات وعقود المتعاقدين، والدخول الى ملاك التعليم عبر حل سليم بين الوزارة والمتعاقدين. وفعلا، كان هناك تجاوب كبير من دولة الرئيس وآخذ على عاتقه التواصل مع وزير التربية لمعالجة هاتين النقطتين”.
كما استقبل بري النائب السابق ناصر قنديل الذي قال: “تعيش المنطقة تحولات متسارعة وكبيرة ابرزها ما يجري في المسجد الاقصى وما تعد له اسرائيل التي لم تستسلم للمتغيرات الناتجة ما بعد تفاهم النووي مع ايران. والانتخابات التركية وراء الابواب والواضح ان حكومة حزب العدالة والتنمية لن يكون لها الحظ في قيادة تركية للمرحلة القادمة ومواصلة حالة التصعيد والتخريب التي ادارتها في المنطقة”.
اضاف: “اذا لبنان يجب ان يستعد للتسخين، وفي مواجهة هذا التسخين يجب ان يكون هناك العقل البارد القادر على تلقف مطالب الناس وتطلعاتهم والقادر على صياغتها في السياسة، وفي السياسة طاولة الحوار وعلى رأسها دولة الرئيس بري. ومن يتطلع لمستقبل لبنان الان يتطلع الى حماية وتحصين هذا الدور التاريخي الذي يتحمل اوزاره الرئيس بري في هذه المرحلة، وبالتالي نتوجه الى كل اطراف اللبنانبة المعنيين بالحراك وبالحوار في آن واحد ونقول لا تقتلوا فرصة ان يكون للبنان امكانية خلاص تستفيد من المتغيرات الاقليمية والدولية وتمنح اللبنانيين الامل باعادة بناء دولة تليق بهم بقانون انتخابات يعتمد النسبية وبالاتجاه نحو ارساء قواعد دولة مدنية، دولة مؤسسات وقانون هذه فرصة متاحة لكنها تحتاج الى ان تكون عقولنا باردة بقدر ما هي قلوبنا حارة”.
ثم استقبل بري المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان وعرض معه للاوضاع العامة. من جهة أخرى ابرق رئيس مجلس النواب الى حاكم دبي ونائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم معزيا بوفاة نجله الشيخ زايد. كما بعث ببرقية مماثلة الى رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبرقية اخرى الى رئيس المجلس الوطني الاتحادي عبد العزيز عبدالله الغرير.
(الوكالة الوطنية)