راى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أنه في ظل الإنقسام السياسي في البلد والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بلبنان فإن لا إنتخابات لرئاسة الجمهورية في الوقت الحالي". وتمنى في ظل التسوية الأميركية – الإيرانية أن يأخذ الأميركيون والإيرانيون اللبنانيين "الى جزيرة، سميتها الخليج الفارسي، فأنا أعلم انه خليج عربي، ويمكننا ان نسميه خليج اسلامي كحل وسط، لكي نتفق".

 

كلام جنبلاط جاء خلال لقاء موسع لرؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة اقليم الخروب في دارة الحاج جميل بيرم في الوردانية وبدعوة منه، بحضور عدد من نواب اللقاء الديموقراطي حيث تم البحث في مشكلة النفايات والحلول المطروحة لها، وعدد من المشاريع الانمائية والخدماتية العائدة للاقليم، والتي وعد النائب جنبلاط متابعتها لتحقيقها.

 

 

جنبلاط

بعد ترحيب من بيرم وكلمة لرئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد منصور وكلمة لرئيس الاتحاد الجنوبي المحامي حسيب عيد ولمفوض الحكومة في مجلس الانماء والاعمار وليد صافي وأخرى لمدير عام معمل ترابة سبلين طلعت اللحام وكلمة للنائب محمد الحجار عن بعض المشاريع التي سيقوم مجلس الانماء والاعمار بتنفيذها في الاقليم بكلفة 15 مليون دولار، تحدث النائب جنبلاط كلمة فقال :"بداية أشكركم جميعاً على تلبيتكم دعوة الحاج جميل بيرم، وإني سوف أدخل على الموضوع بشكل مباشر، فالموضوع الذي فجر هذه الأزمة كلها هو النفايات وملابساتها.

قبل تفجير الأزمة جرت عدة لقاءات بيني وبين ميسرة سكر، وأحيانا في منزلي، وأحيانا أخرى في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، في حضور المدير العام لمعمل ترابة سبلين طلعت اللحام أحيانا، وأحيانا في حضور وزير الزراعة أكرم شهيب، الذي لم يتمكن من حضور لقاؤنا اليوم بسبب إرتباطه بلقاء مع بلديات عكار في منطقة البيال في بيروت، من أجل معالجة موضوع مكب النفايات في عكار، والذي سيحول الى مطمر، فهناك إعتراضات، لكن مع الأسف سياسية ،او خلافات سياسية بين السياسيين في الشمال، وتتسبب بتعطيل خطة وزير الزراعة البيئية."

 

 

وأضاف " قلت لميسرة سكر خلال اللقاءات لقد وعدتني بأننا سوف نقفل، فكان يرد انه يريد مكباً. في مرحلة معينة وجد مكباً بالإتفاق مع سليمان فرنجية في الشمال، لكن يبدو ان هناك عواقب، وكنت قد نبهت عدة مرات ان مكب الناعمة لا بد من إقفاله، لأن كفانا منذ العام 1997 بناء على طلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكفانا 15 مليون طن من النفايات. ان محيط المكب من قرى الناعمة الى كفرمتى وعرمون وغيرها تعاني من المكب. لقد عرض أثناء الحديث أن يقيم منشأة من أجل معالجة قسم من النفايات التي يستخرج منها مادة تسمى (RDF)، وهذه المادة الصلبة التي تحرق في معامل الترابة في كل العالم ولا تترك اية رواسب، فقلت له يا ميسرة نقفل وبعدها أحضر شخصيا الى اقليم الخروب وأستشير أهل الاقليم اذا كانوا يسمحون ان تقام تلك المنشأة في مصنع سبلين للترابة، فأنا لا يمكنني ان أسير بدون إستشارة أهل الاقليم، لم يقتنع سكر، وربما الظروف لم تقنعه. وعمل جاهدا رئيس الحكومة تمام سلام بالضغط ولكنه لم يتمكن من ذلك، فوصلنا الى المأزق وأقفل مكب ومطمر الناعمة".

 

 

وتابع " ان عمل شركة سكر في رفع النفايات من قرانا من المتن الشمالي الى الشوف الاعلى وعاليه وبيروت، كان عمل ممتاز، لكن لو طور عمله في الموقع نفسه في الناعمة وانتج الكهرباء، وقام بالفرز أفضل لما وصلنا الى هذا المأزق، وكان يمكن ان يتسع المطمر لنفايات اكثر، فمطمر الناعمة يمكن ان يولد كهرباء بقوة 6 ميغاوات، لكنه لم يفعل ذلك. انني هنا لست كي اتهجم على سكر، لكن اتكلم وقائع. اقفل المطمر، فإتصل بي الرئيس سعد الحريري، وهنا حصل سوء تفاهم بيني وبينه، فلا احد يفكر انني جئت اليوم كي اضع المسؤولية على الحريري، خصوصا في هذا الظرف السياسي، فأنا وسعد الحريري إخوة، حصل سوء تفاهم وإنني أتتحمل أنا مسؤوليته كاملاً. عندما ارسل لي الحريري أحدهم، وهنا لا اريد ذكر اسمه، كي نضع النفايات مؤقتا في سبلين، وهنا أذكر ان قسما من نفايات شركة السوليدير في بيروت وضعت في سبلين انذاك، وعمل تجهيز مرتب لها ولم يشكو أحداً، لكن وفي الضجة السياسية التي حصلت وبسبب عدم استشارتكم او استشارة كل القوى السياسية، وهذه غلطتي، حدث ما حدث من قطع للطرقات ورفض عن حق من قبلكم في ما يتعلق وضع نفايات بيروت الكبرى والجبل".

 

 

وتطرق جنبلاط الى علاقته مع رياض الأسعد فقال :" في الصيف العام الماضي، أقنعني صديقي رياض الأسعد ان أضع اسم ولدي تيمور واصلان في الشركة التي تتعاطى بالنفايات حيث تكون حصتهم بنسبة 20 بالمئة، ثم جاء من نصحني وألهمني وقال لي "شو بدك بهذه الشغلة"، وهذا ليس تعرض شخصي للأسعد. فقبل شهر من اقفال مطمر الناعمة سحبت اسم نجلي من الشركة واصبح ليس لدي اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، مادية او شراكة مع رياض الأسعد، محتفظا بصداقته معه. كما انني خرجت من الشركة التي تتعاطى بالكهرباء ( UPS)، هذه الشركات البدعة التي اخترعوها لجباة الكهرباء، فكلنا نعلم ان شركة الكهرباء من انجح الشركات في القطاع العام، فقد عملوا بدعة في تلزيم الجباية لشركات معينة ومنها هذه الشركة في الجبل التي كان لدي فيها ملكية50 بالمئة، فدفعت له مبلغا وقلت له احب ان نبقى اصدقاء ولا اريد ان اشتغل معك، فمر ت فترة من الفتور، واليوم ماشي الحال، فأنا ليس لي اي علاقة عمل مع رياض الأسعد. فمن خلال التقنية التي لمسها الاسعد في اسبانيا والبرتغال يبقى 8 بالمئة من النفايات بعد المعالجة، فقلت اذا كانت هذه النسبة تبقى من النفايات فاني سوف اضعها في حديقتي في المختارة، فأعتقد انه في الوقت الحاضرسيبقى 30 بالمئة من النفايات بعد المعالجة."

وتناول جنبلاط عمل معمل ترابة سبلين فقال : في أواخر تشرين الأول يقفل معمل سبلين ويركب فيه فلتر جديد على الخط الثاني. هناك فلتر ولكن تطورت التقنيات، وانشاء الله بعد تركيب الفلتر الجديد لن يكون هناك غبار يخرج من معمل سبلين .

 

 

وفي موضوع خطة الوزير شهيب البيئية قال :" ان خطة شهيب بشكل عام المشاركة بعبئ، التشارك في عبئ النفايات، يعني كل منطقة عليها ان تتحمل، فاذا نجحت الخطة واستطعنا ان يكون هناك مكبا في عكار، وآخر كما طرحته في الحوار، حيث لم اتكلم بالحوار سياسيا بل "بالبزبالة"، وهذا أفضل، لأن الأمور الكبرى ليست عندنا، انتخاب رئيس ليس عنا، بدنا من يأتي ويجمعنا في مكان ما ويقول لنا تفضلوا كما فعلوا معنا في الدوحة في قطر في المرة الماضية . في برج حمود هناك مكب قديم للنفايات وجبل من النفايات، بالماضي عرض الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشروع كبير ببرج حمود اسمه "لينور"، يعني ان يتم توسعة على البحر ويتم انشاء طريق موازية لطريق الدورة وتوصل الى مشارف جونية، فعندها تحل أزمة السير، وعمل مشروع سوليدير، فتكون سوليدير ثانية، وهنا اريد التذكير ان سوليدير الحالية القسم الاكبر منها بنيت على مكب للنفايات وعالجتها شركة سوليدير انذاك بطريقتهم، واخذوا الردم الكامل الى البحر، فيمكن ان يتم نفس الشيئ في المتن الشمالي وتستفيد منه المنطقة انمائيا وجميع اللبنانيين. فعكار وبرج حمود اذا مشي الحال، وفي مرحلة مؤقتة، لأننا نريد ان نتفق واريد هنا ان آخذ جوابا منكم، فكما تقسمت توزيع النفايات، علينا ان نزيل هذا العبئ في بيروت المتراكم على مدى ستة ايام، وبعدها نريد استخدام مجددا الناعمة لفترة قصيرة في انتظار ان يكون هناك دفتر شروط جديد من قبل وزارة البيئة مع مجلس الانماء والاعمار من اجل استقبال عروض جديدة في كيفية معالجة النفايات، ليس هناك من مهرب، اذا عكار مشت وبرج حمود ايضا، واما منطقة المصنع ليس لدي اي فكرة ما هي العقبة، ولكن اتذكر عندما كنا نذهب الى الشام فقد "قبعنا "الزفت عن طريق الشام على مدى 27 عاما، لقد كان هناك مكبا للنفايات بعد المصنع للقرى المحيطة للبقاع الغربي، واليوم اصبح هناك اعتراض ذات طابع سياسي لا ادري لماذا، فإذا تأمنوا هذين المكانين، عندها سنعود الى الناعمة مؤقتا، وعندما اقول مؤقتا اي دفتر شروط ينظم اليوم وحتى يتم تلزيمه يستغرق سنة ونصف على الاقل، واما قضية انشاء محارق فلم اسمعها من احد، فالمحرقة اذا انشئت تتطلب سنتين لتخرج الى العمل، نعم هناك محارق في مدن كبيرة كجنيف ومونتي كارلو، فلا ترى شيئا، لذلك علينا الانتظار سنتين، أنا برأي الأفضل هي المطامر، والمعالجة تبدأ من المنزل، نحن ليس لدينا ثقافة مثل الغرب في معالجة النفايات في المنزل عبر الفرز، واني اعتقد ان صدمة النفايات قد نصل اليها، فهذه هي قضية النفايات التي فجرت موضوع النفايات السياسية."

 

 

وتطرق جنبلاط الى الشأن السياسي فأشاد برئيس الحكومة تمام سلام ونزاهته وقال :

"لا ارى شخصيا ًامكانية انتخاب رئيس توافقي للجمهورية في الوقت الحالي، لأن هناك انقسام سياسي في البلد، ولا أرى في الوقت الحاضر ظروفا محيطة اقليمية ودولية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وكما فعلوا في المرة الماضية في الدوحة في قطر، حيث وضعوننا في الفندق ثلاثة ايام للمحادثات فيما بيننا برائاسة امير قطر السابق حمد بن جاسم، وفي النهاية وصلنا الى تسوية، وقد تأخرنا بعض الشيئ لأنه كان هناك خلافا حول قانون ال 60 حول منطقتي الباشورة والرميل، وفي النهاية اتفقنا، أتمنى اليوم ان ياتي احد ما ويأخذنا الى جزيرة، فقد سميتها الخليج الفارسي، فأنا أعلم انه خليج عربي ، ويمكننا ان نسميه خليج اسلامي كحل وسط، ولكن بما انه حصل تسوية امريكية - ايرانية، فلا بد ان ياخذنا الاميركيون والايرانيون الى هناك لكي نتفق، أو في خليج البحر الهندي. في احدى الجزر، لأنني لا ارى ظروفا في الوقت الحاضر لانتخاب رئيس، هناك هيئة وحيدة فقط باقية، وهي مجلس الوزراء التي تتمتع بكل صلاحيات الرئاسة، فإذا مشي مجلس الوزراء ، عندها نستطيع وضع مرسوم بما يسمى "تشريع الضرورة"، فهناك بعض المشاريع الحيوية جدا، فللمرة الاولى يعطي البنك الدولي قرضا مع الااستملاك، سد بسري، الذي قام به احد كبار مهندسين لبنان ابراهيم عبد العال في الستينات، وهو يؤمن المياه لمليون و 600 الف مواطن في بيروت، فاكثرية مياهنا تذهب هدرا الى البحر، فمن دون الموافقة على قرض البنك الدولي واذا لم يفتح المجلس النيابيابوابه، هذه ال500 مليون دولار تذهب مع الريح، والرئيس نبيه بري قال لي هناك 500 مليون دولار جاهزين من قبل البنك الدولي لمساعدة لبنان، وفي هذه الظروف القاسية، الاقتصاد مشلول والسياحة مفقودة، وازدياد عدد السكان حوالي الربع نتيجة النزوح السوري، لذلك فهذه الاموال هي فرصة لا نعرف كيف نستفيد منها".

وختم بالقول "كي لا الام، هناك مطلب محق للعماد ميشال عون فيما يتعلق بالعميد شامل روكز، وهنا نصطدم ببعض العراقيل السياسية، فاحد العسكريين في الألوية السابقين في الجيش اللبناني قال اننا نستطيع حل هذه العقدة فيما يتعلق بالعميد روكز باعتماد قانون الجيش العام 1979 الذي ينص انه في بعض القطاعات يمكننا ان نرقي ونصل الى ثمانية ألوية، وهنا اريد احترام ترتبية الجيش التي يتولى بحسن ادارتها العماد جان قهوجي ولا اريد الدخول بالتفصيل اكثر، ولكن هذا مطلب محق، كي لا ندخل غدا في شلل اضافي ومظاهرات اضافية."

وأخيراً كانت مداخلات لعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.