أزمة النفايات المتفاقمة منذ 17 تموز 2015، اي عندما أقفل مطمر الناعمة من دون إيجاد بديل له، وبعدما انتهى عقد سوكلين من دون فض عروض المناقصات، أدت إلى تراكم النفايات في الطرق والشوارع مهددة صحة الناس في ظل مخاوف من انتشار أوبئة، خصوصاً مع بدء تساقط الأمطار. والتجربة السابقة غير المشجعة مع مطمر الناعمة من قبل الحكومة، أدى إلى وجود ازمة ثقة بين الدولة والبلديات التي ستستضيف المطامر، ما أدى إلى وقفات احتجاجية رفضاً لاستقبال النفايات.

 

فنفذ عدد من الشبان وقفة احتجاجية في برج حمود، على المسلك الغربي للاوتوستراد لجهة الكرنتينا، رفضا لنقل النفايات إلى المنطقة.

 

من جهتها، نفذت حملة إقفال مطمر الناعمة اعتصاما أمام مدخل المطمر، رفضا لإعادة فتحه لمدة 7 أيام. وعقدت مؤتمرا صحافيا عبرت فيه عن اعتراضها ورفضها لإعادة “إدخال النفايات المتعفنة والمتراكمة منذ أسابيع إلى المطمر والبالغة أكثر من 150 ألف طن بحجة عدم وجود حل بديل”، مشيرة إلى أن “هذه الحجة ذاتها كانت سببا للتمديد على مدى سبعة عشر عاما”، مستغربة “عدم البحث في الحل البديل للحركة البيئية اللبنانية والمتمثلة بتوزيع هذه النفايات على مراكز الفرز الموقتة في الاقضية، وهذه كلفة أقل من تلك الملحوظة بالخطة”.

 

ورحبت بـ”قرار المعالجة الملحوظ في خطة وزير الزراعة اكرم شهيب بشرط ان يعلن رسميا تعيين اللجنة المسماة من قبل الحملة والجمعيات الاهلية الموجودة في القرى المحيطة بالمطمر، وذلك لمراقبة ومتابعة تنفيذ قرار المعالجة”.

 

وأعلنت دعمها المطلق “للحملة التي بدأت بها اليوم مجموعة من ناشطي المجتمع المدني في القرى والمدن المحيطة بالمطمر لمحاسبة البلديات، التي قبضت مال الحوافز والبالغ 35 مليون دولار”.

 

وعقد مساء اجتماع موسع، بدعوة من وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والزراعة اكرم شهيب، خصص لشرح خطة الوزير شهيب الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة وموضوع مكب اسرار في عكار، وذلك في مركز بيروت للمعارض (بيال). حضره نواب عكار هم: معين المرعبي، هادي حبيش، رياض رحال، نضال طعمة، خالد زهرمان، وعدد من الوزراء والنواب السابقين من منطقة عكار واتحاد رؤساء بلديات عكار الجومة والشفت والدريب والاوسط والشمالي ومخاتير وفعاليات المنطقة، وممثلون عن المجتمع المدني وخبراء بيئيون وممثلون عن الادارات والمؤسسات الرسمية المعنية.

 

استهل الوزير المشنوق الاجتماع بالقول: “ان هناك امكان للحوار في هذا الموضوع، لقد اجتمع المجتمع الاهلي لمناقشة مسألة وطنية، لن نضغط على احد والموضوع جاهز للمناقشة، هذه مسألة وطنية ليس لها علاقة بالسياسة، ولا شيء الزاميا فيها، كل شيء يتم بالتفاهم والحوار، مضيفاً: “موضوع تطوير مطمر عكار لن يكون الاول بين المطامر التي تستعمل بل هو سيكون الثاني او الثالث”.

 

ثم قدم شهيب شرحا مفصلا عن الخطة واستراتيجيتها واهميتها في معالجة هذا الملف، مؤكدا ان “الدولة ايضا ما بدها مزبلة بعكار”، وتناول بالتفصيل دور وعمل اللجنة الفنية المؤلفة من الاختصاصيين ومن الوزارة المعنية.

 

واجاب الوزيران المشنوق وشهيب والخبراء في جلسة استماع علنية على استفسارات وهواجس واسئلة الحضور التقنية والمتعلقة بأهمية الخطة في معالجة النفايات في عكار وبقية المناطق اللبنانية.

 

وفور انتهاء الاجتماع عقد الوزير شهيب مؤتمرا صحافيا قال فيه: “معالي وزير الداخلية وانا مع اللجنة الفنية التي درست خطة الوطنية لحل مشكلة النفايات الصلبة والتي نجمت بعد اغلاق مطمر الناعمة في 17/7 شرحنا لاهلنا من فاعليات عكارية وقسم من السياسيين في عكار واتحادات البلديات والمجتمع المدني والمخاتير وفعاليات بيئية، الخطة المطروحة التي درست ونشرت وتمت الموافقة عليها في مجلس الوزراء وفي الوقت نفسه شرح احد المستشاريين العلميين من الشركة الالمانية موضوع الفرق بين المكبات العشوائية والمطامر الصحية. اضاف: “قد تكون الخطة الفرصة الاخيرة لحل مشكلة النفايات الصلبة المنزلية وفي الوقت نفسه قد تكون الملف الاخير الذي يمكن بحثه في ظل تعثر الوضع السياسي وفي جو التعطيل وفي جو الدوران في الحلقة المفرغة نفسها تحت شعارات سياسية عديدة واعتقد ان هذا الملف هو الاول في هذا الظرف”.

 

وختم: “نتعاون ونتفهم جميعا ونثق ببعضنا البعض، نتشارك جميعا من اجل الوصول الى ان نصل الى هذا الحل في اقرب وقت.



المصدر :القوات اللبنانية