تختلف "المادة الفنية الدسمة" بين الصحافة الغربية والعربية، اختلافاً جدّ بعيد. وإذا تابعنا المواقع الالكترونية العالمية المتخصصة في المجالات الفنية، نرى واضحاً الفرق بين اهتمام الصحافتين للأخبار من حيث مضمونها، وعناوينها وطريقة نقلها الى الجمهور.
فالخبر الدسم في الصحافة "الصفراء" العالمية، يكون عادة خبر طلاق، علاقة جديدة، صور غرام، وانتقاماً بين نجمين، فساتين جريئة والى ما هنالك من مواضيع لا تجرح كيان الفنان أو تقلّل من مستواه الفني.
أمّا في الصحافة المحلية، فالعكس هو الصحيح، اذ إنّها لا تتدخّل كثيراً في زاوية الحب والعشق في حياة الفنانين، بل تركّز كثيراً على خلافاتهم حتى نكاد نظنّ بأنّنا نعيش في كوكب تغزوه المشاكل والانتقامات والأخذ بالثأر. وتجدر الإشارة الى أنّ الواقع هذا ليس خطأ الصحافة المحلية، فالأخيرة تستقي أخبارها من المصدر أي النجوم الذين يحملون اللوم على أكتافهم. فبدلاً من أن يضيّقوا الباب على مشاكلهم كما يفعلون في ما يختص بأمور حياتهم الشخصية، نجدهم أوّل من يروّج للخلافات والنزاعات عبر "منابرهم" على وسائل التواصل الإجتماعي.
فقليل جداً أن نصادف عنوان "سيلين ديون تهدّد جينيفر لوبيز وتعتبر أنّها فاشلة"، أو "خوليو إغليسياس يهين أندريا بوتشيلي وينصحه بالاعتزال" وغيرها من التصريحات المنقرض وجودها في الصحافة الغربية.
وهذا ما يدعونا الى التساؤل حول سبب وجود هذا التناقض الكبير عند غالبية الفنانين العرب الذين لا يرضون بأن تظهر صورة أولادهم أو أزواجهم للعلن، بل يسترسلون بقدح وذمّ زملاء لهم بشكل غير لائق.
وختاماً، كتبنا سابقاً أّنه من القليل جداً أن يفرح فنان عربي بنجاج فنان آخر ويصفّق له، واليوم نشير الى أنّه أصبح من المعيب أن تتبعثر أنظارنا بعناوين ليس فيها إلّا حرب وقتال على جبهات فنية باردة الآفاق، لا رابح فيها، والخاسرون كثرٌ كثرُ...
(شربل رحمة)