هذا هو اللبناني الحقيقي هو مواطن لا يريد من دولته سوى أن تؤمن له أبسط شروط الحياة المتحررة من الضغط النفسي والمتفلتة من قيود الضائقة المعيشية والقادرة على جعله يشعر بأنه مواطن حر مطمئن على نفسه وعلى مصيره وعلى مستقبل أولاده.
إنّ نزول الناس إلى الشوارع مطالبين بجملة أمور وإن اعتبرت عشوائية أحياناً ، إلاَ أن الجوهر الحقيقي لهذه المطالبة هو في خلفية كل فرد من أفراد الشعب ، وما أنتجه هذا الزمن الرديء ، من فراغ في الإنتماء ، و في الدولة، وفي المحبة بين أبناء الوطن.
هو الشعب اللبناني الذي يريد رئيس لبلده بعد سنة ونصف من فراغ رئاسي ، في ظل حكومة "أخر همها الشعب وهمومه "، هو المواطن اللبناني الذي يريد أن يعيش ، يريد أن يتنفس هواءً نظيفاً ،يريد أن يأكل غذاءً غير مسموم ، وأن يتمتع بمياه نقية و كهرباء 24 ساعة..
هو الذي يريد أن تكون لشهادته الجامعية قيمة في بلده الأم لا الهرولة نحو أبواب السفارات الأجنبية للحصول على تأشيرة تخوله الإلتحاق بركب المغتربين ، هو اللبناني الذي يريد أن يعرف ما يخبئ له هذا الغد في وجود زمرة من أرباب السياسة يقودون البلد نحو الهاوية ويجرونه جر إلى تهلكة.
إن شباب لبنان وطلاب لبنان يحتاجون إلى بلد يحميهم وعائلة تغمرهم وتجمعهم ، لا إلى بلد يبحث عمّن يحميه وعائلة تائهة على الطرقات بحثاً عمّن يفككها.
وإن التحرك في الساحات هو رد فعل طبيعي على زمرة الطبقة السياسية الضيقة ، أعطوا اللبناني وطناً وحياة و حقوقاً ففي حينها لن يعتصم ولن يطالب بإسقاطكم ، ولكن طالما أنتم في فسادكم تستمرون سيظل الشعب يصرخ ضدكم وضد حكمكم ..