يقال أنه في فترة الستينات حينما كانت العملة ما زالت بين الليرة والقرش ، كان بين مقاهي بيروت مقهى متواضع لرجل من الجنوب اللبناني من آل عبد الله ، هذا المقهى كان المفضل للطبقة الشعبية حيث أنّ فنجان القهوة والشاي عند العم حسن كان لا يتخطى الخمسة قروش ، في حين كانت الأسعار في المقاهي المجاورة تبدأ من عشرة قروش أقله ...
هذا المقهى البسيط كان أكثر رواده من الفقراء الذي كانوا يلقبونه بأبو رخوصة ، نظراً لكونه يقدم لهم أطيب قهوة وأطيب شاي بنصف السعر وبإبتسامة صادقة !
وجاءت الحرب وانتهت وما عاد هناك من مقهى أبو رخوصة ، لتتبدل العملة وليتحول وسط بيروت لمنطقة محظورة على الفقراء محللة للإغنياء ، غير أنّ مصطلح "أبو رخوصة" ظل يظهر في الواقع اللبناني بين الحين والآخر للدلالة على "رخص " أو حتى "عدم الجودة" ....
ففي العام 2007 استعمل هذا المصطلح للدلالة على الفوارق بين من يقضون ليلة رأس السنة في مقاهي "درجة أولى" وبين من يجلسون على أبواب الخيم وأركيلة 2000 ...
وفي العام 2011 تم استعماله للدلالة على الألعاب التي تحوي مواد مرسطنة نظراً لرخص أسعارها وعدم جودتها !
كما وللمصطلح وجه إعلامي استعمل في أحد مساحيق الغسيل للدلالة على التوفير !
أما اليوم فقد اتخذ "أبو رخوصة" بحسب نقولا شماس معنى ثالث وهو الطبقية وتقسيم المجتمع إلى مجتمعين ، فما يريده الفقير هو "أبو رخوصة"، ليصبح هذا التعبير هو المعتمد رسمياً في عمليات البيع والشراء وفي سائر النواحي التجارية والإستهلاكية من الآن وصاعداً ، لأنه سيسهل العديد من الأمور حيث أنك لم تعد مضطراً لتشرح للتاجر أو البائع أو ... عن إمكانياتك المادية ، بل ببساطة قل أريد "أبو رخوصة" سواء كان طلبك طعاماً أم شراباً أم لباساً ام مقتنيات ..!!
وحتى عند استدلالك عن أي مقهى يناسب قدراتك المالية بإمكانك أن تتصل بالإستعلامات لتستعمل التعبير الذي رسخه نقولا شماس رئيس جمعية تجار بيروت ليمنحوك عناوين مقاهي "أبو رخوصة" ، وإن أردت نزهة غير مكلفة ولا تحمّلك أعباء مالية تفوق قدراتك ما عليك سوى الطلب من السائق أن يقلك لمكان "أبو رخوصة" .