أقام المركز العربي للحوار بالتعاون مع دار سائر المشرق ندوة في الذكرى الاولى لرحيل العلامة السيد هاني فحص حول كتابه " الشيعة بين الاجتماع و الدولة .

تحدث في الندوة كل من الكاتب الصحفي جهاد الزين ومسؤول العلاقات السياسية في النيار الوني الحر الاستاذ ناصيف قزي حيث أشارا الى ما تضمنه الكتاب من رؤى وأفكار لسماحة العلامة السيد هاني فحص تلك الرؤى التي اراد من خلالها السيد الراحل اندماج الشيعة في أوطانهم وتثبيت  الدولة والوطن كمرجعية للطائفة .

أدار الندوة  رئيس المركز العربي للحوار سماحة الشيخ الجوهري الذي تحدث عن مآثر الفقيد الراحل مشيرا إلى أن السيد فحص هو سيد البلاغة واللغة والحكمة والمعرفة كتبه وكتب فيه وعنه أعلام أفذاذ في الوطن وخارجه، وبكته عيون لا تجمعها به سوى الأمكنة، ولكن فضاءات السيد هاني هي التي تجمع كل تواق للمعرفة التي لا تقيم في السطحية .

وقال الجوهري : كان السيد خط إنتاج، كتب وألّف ونشر وأسس الكثير من المنتديات والدوريات وبقي سفير الحرف والعدل والاعتدال والاستقامة .

وبين أيدينا بعض سطوره المفعمة بعبق المعرفة بشتى أنواعها في الانتولوجيا إلى علم الكلام والسياسة والفقه والأدب والفلسفة ولذلك نجد أن نصّه يختزن كل تلك العلوم والمعارف التي نقرؤها بين دفتي هذا الكتاب " الشيعة بين الإجتماع والدولة "

وأضاف الجوهري أن السيد الراحل حمل همّ التقدم بالخاص ليندمج بالعام فيحافظ على الخصوصية ولا يعيق سير العموم ، بذلك كتب في الصفحة 152 في هذا الكتاب أن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية هم الاكثرية الشيعية المطلقة وهم أهل معرفة وفقه وكلام واجتهاد وتاريخ، لم يتخطوا علم أهل البيت في مسلكياتهم فكانت المصلحة العامة هي الهادي لسلوكهم، وهي التي جعلتهم وتجعلهم بل تلزمهم باستبعاد مشروعاتهم الخاصة وترجيح المشروعات العامة، مع عدم التنازل عن اعتراضاتهم عليها منذ أن حسم علي بن أبي طالب عليه السلام موقفه من الجدل في الخلافة أوائل العهد الراشدي" لأسالمن ما سلمت أمور المسملمين ولم يكن الجور إلا عليّ خاصة  "

واشار الجوهري الى ان السيد فحص لم يكن ذا عصبية ولو أنه كان يحب قومه ، لكنه كما قال نبي الإسلام محمد ليس من العصبية أن يحب المرء قومه ولكن من العصبية أن يرى شرار قومه خير من خيار قوم آخرين .

فقد كان ناقدا لسلوكيات الجماعة التي يتكون منها بمقدار ما كان مناقشا ومحاورا ومنتقدا للآخر المختلف سلوكيا وفكريا، لذلك فقد كان الذات الآخر، ولم يستطع أي أحد أن يتهمه في نصوصه بالإنحياز إلا إلى الحقيقة، وليس إلى الجماعة والقبيلة والفئة والحزب والفصيل ، مع أنه كان بإسلوبه واتساع أفقه أفضل في تقديم صورة الآخر الذي يختلف معه .