أطل اليوم رئيس المركز العربي للحوار ومؤسس موقع لبنان الجديد الشيخ عباس الجوهري من خلال برنامج بيروت اليوم على قناة ال MTVفي ذكرى العام الأولى للغياب السيد هاني فحص .
من خلال إطلالته اعتبر الشيخ عباس أنّ الخط الإعتدالي في لبنان خط بناء الدولة قد تعرض لخسارة بغياب السيد هاني فحص الذي كان رمزاً للنشاط في سبيل إقامة دولة مدنية ديمقراطية عصرية منفتحة على العصر تحترم الدين وتضعه في الموقع الصحيح حيث لا شأن للديني بالسياسي .
وأشار سماحة الشيخ أنّ السلطة في فكر السيد فحص شأن بشري أما الدين فهو تنظيم سلوك الإنسان مع خالقه .
وأكد أن السيد هاني فحص كان من الملتزمين بالقانون وسيادته وأنّ مخالفته كمخالفة الله لأن انتظام الحياة البشرية من خلال الالتزام بالقوانين ...
وإعتبر أنّنا بحاجة لهكذا نوع من العلماء من الناشطين السيايسيين من المفكرين يقدمون الرأي بغض النظر عن المصلحة فيه .
وفيما يتعلق بالتباين بين السيد فحص وبين القيادات السياسات الشيعية النافذة اعتبر سماحة الشيخ الجوهري أن مرد هذا التباين هو للنضوج وللثقافة والقراءة ولنضاله في الساحات فهو كان مثقف كبير وباحث كبير وصقلته التجارب .
ونضوجه السياسي وصل إلى ضرورة الرجوع للمشروع الوطني وقد قال في كتاباته أن تعلم أهمية الوطنية في شخصيته عندما كان يحيا في إيران حينما رأى الفرد الإيراني يمتلأ وطنية .
وفي حين الآخرين ليس من أولوياتهم مشروع بناء الدولة حيث أنهم يتدخلون في سائر الدول العربية لمؤازرة أنظمة فاسدة ، أما السيد هاني فحص فقد وصل للمرحلة التي نضج بها المشروع الشيعي في فهم ضرورة الإندماج في الدولة .
وكان يريد إنجاز الهم الوطني لتتكامل مع المشروع الوطني وهذا النضوج الذي وصل إليه .
واعتبر سماحة الشيخ أن السيد فكره من صنع إرثه وليس السلطة ، وأنّ نصه الخالد العابر للأزمان هو الذي يحييه .
وفيما يتعلق بخريطة الشرق الأوسط الجديد وإن كان الشيعة اليوم مشروع يتخطى دولة لبنان الكبير ، اعتبر الشيخ الجوهري أنّ وجود دولة شيعية تحكم بإسم المذهب الشيعي أي ايران ، أعاد وعي الهوية للمذهبية للشيعي الذي اعتمد على اتصاله المذهبي بإيران لأجل بناء قدراته .
وأكدّ الشيخ أنّ على الشيعة أن لا تكون خياراتهم الأبعد من الوطنية أهم من الوطنية ،و أن يهتموا بالمشروع الوطني أولاً ثم المذهبي فيما بعد ..
وعمّا اذا كان شيعة لبنان يشعرون أنّ القميص أصبح ضيق عليهم ليطلبوا المزيد ، أم أنّ فكرة دولة لبنان الكبير ما عاد تعنيهم ، إعتبر الشيخ عباس الجوهري أنّ الشيعة لا زالوا يعيشون القلق على واقعهم ، وهم ذهبوا إلى خارج الحدود لقلقهم داخل الحدود ، وأشار إلى أنّ هذا القلق غير مبرر ومبالغ فيه .
وعن الموضوع الداخلي اللبناني وأنّ الشيعة قد قدموا الكثير للبنان وأن القميص ضيق عليهم في تقاسم السلطة الداخلية .
اعتبر الشيخ أنهم أخطأوا بالعشرين ولم يدخلوا في الكيان وهم يكررون هذا الخطأ اليوم ، إضافة إلى أن مشاركتهم بالسلطة أصبحت تندرج تحت وصف الشيعية السياسية وهناك من يشكو منها .
كما أنّ هناك فائض معنويات وقوة لا نجيد توجيهه في الإنخراط في عملية إصلاح صحيحة وتغيير ورفض للفساد واقعي .
وعن طرح الأمين العام لحزب الله دعوة لمؤتمر تأسيسي جديد ينطوي على مثالثة ومشاركة بتأليف السلطة التنفيذية ، اعتبر سماحة الشيخ أن هذا الطرح للإستهلاك السياسي لأن المثالثة موجودة بشكل أو بآخر .
لأنه في حين يطالب المسيحيون بالمناصفة فإن طرح المثالثة يأتي على حساب الشريك المسيحي .
وهذا الطرح إن فهم بالساحة المسيحية بشكل صحيح يرتد على حزب الله وعلى غطائه من الجزء الحليف منها .
وأكد أن المثالثة لا تفيد وإن انكشفت على واقعها تضر مطلقيها ...
واعتبر أنه قبل ال 2005 كان السوري يستفيد من حزب الله لذا كان لا يسمح له بالإنخراط في الحياة السياسية اللبنانية ليقيم المناقصات على حسابه مع الغرب .
وعمّا إن كان النظام السوري قد أمن غطاء لحزب الله لإبعاد كل فصائل المقاومة "شيوعي ، أمل ، الحزب السوري القومي الإجتماعي ... " عن الجنوب ، إضافة لوصول السلاح إليه ...
أشار الشيخ أنّ السوري أوقع حزب الله بمعركة مع أمل سقط ضحيتها الآلاف من الشهداء ، واعتبر أن النظام السوري أخّر في تقدم قوة المقاومة إلى الشكل الذي وصلت إليه بعد 2005 ، فهو وإن كان له دور ولكن ليس هو سبب ما حققته المقاومة في الجنوب لأن السوري لديه مصلحة أما المقاومة فلديها قضية .
وأشار الشيخ عباس أن حزب الله بعد ال 2000 (15 عاماً) اُصبح يغطي كل عمليات الفساد في السلطة ..
وعن النزاع الدائر في سوريا وعن كونه معركة وجودية لحزب الله الذي أمن له خلفية في صراعه مع الاسرائيلي وكما يقال (الشيعة والعلويين في خندق واحد أمام الأفكار العائدة من القرون الوسطة) ، تأسف الشيخ الجوهري أن يرجع حزب الله وهو الحزب الطليعي والذي يملك استراتيجية لهذا الكهف المظلم من الفتن المذهبية وهو الذي عاب على الآخرين الحروب غير النافعة التي لا تخدم قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي .
واعتبر أنّ معركة سوريا لا تمثل لإيران غير ورقة تحتفظ بها إيران ، وأن النظام هو أيضاً ورقة كانت شيء ايجابي للمقاومة في لبنان ولكنه ثمنه هو هذا السيل من الدماء وهذه الفتنة المذهبية التي عصفت في المنطقة .
وأشار إلى أن العقلية التكفيرية موجودة وهناك متطرفين في كل الفرق ولكن عندما تخلق لها فضاء ومناخ وبيئة تتفاعل وتصبح الحالة الغالبة واليوم الفتنة المذهبية هي حالة غالبة .
أما فيما يتعلق سوريا فقال أنه عندما لا تتوحد المعايير ويصبح هناك ازدواجية تؤدي إلى فتن ، إذ أنك في سوريا تدعم النظام ضد الشعب السوري ، بينما في البحرين مع الشعب ضد النظام ...
هذا الإختلال بالمعايير أدى لإشتعال الفتنة المذهبية بالمنطقة .
وأكد الشيخ أن ما يحمي لبنان ليس الذهاب لحرب في سوريا وإنما بناء دولة وجيش ومؤسسات وأمنية وجدار عازل وشريط شائك يمنع دخول الإرهاب إلينا .
فنحن عندما لا نتدخل نخفف التعبئة المذهبية لنحارب الإرهاب بفردية .
وفيما يختص بدخول حزب الله عامه الثالث بالتدخل المباشر في سوريا وعن تعب المجتمعات الحاضنة له ، إعتبر الشيخ أنه شخصياً تعب على الشباب الذين يخسرهم المجتمع اللبناني والبيئة الشيعية كرمى لتسوية في سوريا ..
وأكد أنّ هذه الاستراتيجية خاطئة .
وعن التغطية التي ما زال يتمتع بها حزب الله في مجتمعاته ، ردّ الشيخ عباس هذه التغطية إلى أنّ المجتمع لم يلامس بعد عدم صوابية هذا التوجه وأن الحزب ما زال يملك القدرة على إخراج للرأي العام أنهم في الموقع الصحيح .
وإعتبر أن الأمور القادمة سوف تكشف أننا دخلنا مرحلة الإستنزاف وهذا ما كان يخطط له العدو الإسرائيلي .
وعن واجب حزب الله تجاه إيران وسوريا لقاء كل الدعم السياسي والعسكري والتسليحي والتاريخي في العقدين الماضيين ، اعتبر أن ايران ليست مندفعة لهذا الحد للخوض في سوريا وأنّ السيد حسن نصر الله هو صاحب الموقف والقراءة في تبني التمسك بهذا النظام كونه حلقة القوة التي ترتبط .
وهذه الرؤيا قد قدمها حزب الله لإيران وفي حينها لم يكن الإيرانيون قد أنجزوا الملف النووي ويريدون أن يبقوا ورقة حزب الله في المنطقة .
واعتبر الشيخ عباس أنه لو اندلعت الأزمة اليوم لما دخلت بهذا الاستنزاف هي التي تملصت من استنزاف اليمن ...
إلا أنّها الآن دخلت في سوريا لذا لم يعد بمقدورها أن تنحسب .
وعن الاتفاق النووي اعتبره سماحة الشيخ اتفاق تاريخي بإمتياز وأن الإيرانيون أنجزوا تفاهمهم مع الغرب هذا التفاهم الذي يمهد لمرحلة شراكة مع الغرب .
وأشار إلى أن إيران تمثل مكان مهم في عقل الغرب ومنطقة نفوذ و سوق كبيرة ومنطقة استثمارات كبيرة .
وأوضح أن التفاهم الإيراني الغربي أنجز بشقه للمصالح الإيرانية الغربية ولكن في المنطقة العربية ما زالت إيران ...
وعن الانعكاسات على لبنان والمنطقة اعتبر أن مجيء ظريف إلى بيروت قد فتح الكوة في جدار مغلق وأنه مؤشر إيجابي ..
وفيما يتعلق بالحراك الشعبي اعتبر الشيخ الجوهري أن بنية الحراك "نظيفة" ، وأنّ هذا الحراك هو الذي عجّل بطاولة الحوار ولتسأل عن رأس السلطة في لبنان .
وأشار إلى أن القوى السياسية هي التي تشوّه صورة الحراك وهو تشويه غير صحيح لأنه حراك عبّر عن أوجاع كل اللبنانيين .
وأكد الشيخ عباس أن المشكلة ليست محصورة بالبلديات والمركزية بل هناك عدة ملفات كالكهرباء والخدمات العامة والصحة والتعليم ..
وخطّأ الشيخ عباس شيطنة هذا الحراك من قبل كل القوى السياسية ، و أوضح ان اتفاق كل من المستقبل وحزب الله وهما طرفا الصراع في البلد على مقاربة واحدة وهي شيطنة الحراك وأن هناك سفارات تحرك ، هو تآمر عليه .
وشددّ الشيخ عباس أنّه مع ترشيد الحراك .